- عجزت الدراما العربية عن تخطي تبعات الأزمات التي تعصف بالمنطقة، ما أثّر سلباً في الناتج الفني الذي يزخر به شهر رمضان، وأدى الى انخفاض أعداد المسلسلات مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، فيما اعتبر اختصاصيون أن الأعمال الفنية أمام «مفترق طرق» بسبب التطورات في سورية ومصر.

- عجزت الدراما العربية عن تخطي تبعات الأزمات التي تعصف بالمنطقة، ما أثّر سلباً في الناتج الفني الذي يزخر به شهر رمضان، وأدى الى انخفاض أعداد المسلسلات مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، فيما اعتبر اختصاصيون أن الأعمال الفنية أمام «مفترق طرق» بسبب التطورات في سورية ومصر.
الجمعة, 12-يوليو-2013
الحياة -


عجزت الدراما العربية عن تخطي تبعات الأزمات التي تعصف بالمنطقة، ما أثّر سلباً في الناتج الفني الذي يزخر به شهر رمضان، وأدى الى انخفاض أعداد المسلسلات مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، فيما اعتبر اختصاصيون أن الأعمال الفنية أمام «مفترق طرق» بسبب التطورات في سورية ومصر.


ورأى المخرج السعودي عبدالخالق الغانم أن الدراما العربية تأثرت سلباً بالوضع الأمني في البلدان العربية، مضيفاً أن الإنتاجين المصري والسوري ظلا موجودين على الساحة وتسيّدا خريطة الدراما العربية على رغم الظروف التي تحيط بهما.


وقال الغانم لـ«الحياة»: «إنتاج المسلسلات والأعمال الفنية مرتبط بالوضع الأمني، فالممثل معني بما يحدث من حوله، وحالته النفسية تتغير وفقاً للأحداث».


وأضاف أن الأوضاع التي تشهدها الساحة العربية ستدفع الكتّاب العرب أو بعض المنتجين إلى الكتابة عن هذه الحقبة، مضيفاً: «من الممكن أن تنتج مسلسلات أو أفلام تصوّر ما مرّت به دول عربية، أو مسلسلات تجسد سيرة بعض الرؤساء أو رواد الثورات». ولفت إلى أن الدراما الخليجية لم تتأثر بالأحداث العربية التي تحيط بها، وما زالت تناقش القضايا الاجتماعية التي تهمّ حياة الناس.


أما الممثل السعودي محمد بخش فأكد أن الانحياز الى فريق ما أو حزب سياسي معين يؤثر في سير الدراما التي تنعكس سلباً على المشاهد في عدم معالجتها القضايا في شكل موضوعي وغير منحاز فـ «انحياز الممثل لحزب محدد سيخسره بعضاً من جماهيره، إذ إن مصلحة الممثل الحفاظ على متابعيه وعدم إحداث الفرقة بين الجماهير».


وأضاف: «الثورات العربية غيّرت سير الدراما العربية وإنتاج المسلسلات وهذه الحال طبيعية، وليست المسلسلات الوحيدة في ذلك، إذ إن المسرح والسينما والأغنية العربية تغيرت».


وقال إن السعودية محايدة في اختيارها المسلسلات التي تعرض على قنواتها، متمثلة في اختيار وزارة الثقافة والإعلام لنوعية المسلسلات التي تتبع لسياسة الدولة. وأوضح أن السياسة العامة للدولة التي تحرص عليها الوزارة هي النأي عن الخلافات الداخلية للدول الأخرى، وعدم إثارة الخلاف والفرقة بين الجماهير.


وأشار إلى أن الدراما الخليجية مختلفة بحسب دولها وأطروحاتها، محذراً من سطوة «الإعلانات» التي تحاول فرض سيطرتها على الساحة الإعلامية لفرض أجندة معينة تتبع لرأسمال بعض الدول، ما يجعلها تصطدم مع «الإعلام» الذي يرفض هذا التوجه.


وعن تحول الدراما في معالجتها للمشكلات الاجتماعية إلى الدراما السياسية، قــــال إن القنوات الإخبارية كفيلـــــة بـــعرض الأحـــداث والمستجدات على الساحة العربية، مشدداً على أن الدراما تهدف إلى معالجة القضايا الاجتماعية والمشكلات الداخلية التي تحاكي اهتمامات المشاهد.


وأشار المحاضر في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز رضا واهس الى أن المسلسلات في المنطقة العربية لا تتطرق إلى السياسة إلا عن طريق ما يحاكي مرحلة تاريخية محددة. وعزا الأمر الى تفادي الإحراج الذي قد ينشأ مع بعض الدول. وذكّر بالأعمال التي واجهت تحديات ومضايقات بسبب تطرقها إلى بعض السلوكيات الخاطئة لدى مجتمعات عربية، ما أدى إلى احتجاجات كبيرة. وأضاف: «إن كان للأمور الاجتماعية هذا الوقع، فما بالك بالتطرق إلى السياسة؟».


وأوضح أن الأعمال الغربية المحترفة لا تقف المحرمات الثلاثة (السياسة، الدين، الجنس) عائقاً أمامها، إذ أنها ضرورة درامية تضفي على العمل بعضاً من الواقعية، مشيراً إلى أن مهمة الدراما والعمل الفني هي تجسيد الواقع، ومحاولة وضع بعض الحلول إن أمكن، والتجسيد الدرامي لا بد من أن يخلو من المثالية الزائفة التي لا تمت للمجتمع بصلة.


 



وتابع: «ليس من وظائف الأعمال الدرامية إظهار الواقع وكأنه مدينة أفلاطونية، لأن ذلك يعتبر خداعاً للمشاهد وتدليساً عليه، وهناك أعمال فنية عربيـــة، لعــــل أشهرها ما كان ينتج في سبعينات وثمانينات القرن العشرين في مصر، صوّر الواقع كما هو من فقر وبؤس، وواجه انتقادات حادة بإظهار الحقيقة».




تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 07:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2356.htm