- 80 في المائة من الأسر ‏مثقلة بالديون
‏وتقترض المال لإطعام أطفالها

- 80 في المائة من الأسر ‏مثقلة بالديون ‏وتقترض المال لإطعام أطفالها
الإثنين, 10-إبريل-2017
اوراق_برس من صنعاء -

ياسر المياسي ‏


منذ أيام توفي الطفل شادي في أحدى القرى النائية الفقيرة  نتيجة تعرضه للجفاف وسوء التغذية الحادة ، حادثة تعد ‏ضمن حوادث وأسباب عديدة يتعرض لها الأطفال بصورة مستمرة في بلد يموت فيه طفلاً واحداً على ‏الأقل كل عشر ‏دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل سوء التغذية والاسهالات وأمراض الجهاز التنفسي ‏، اليوم يدخل اليمن ‏عامه الثالث من الصراع والحرب الدامي وقد دمرت معظم البنى التحتية  فيه وقتل الكثيرين وشرد أكثر من 3 مليون ‏شخص يعيشون ‏ أوضاع صعبة ، ومع اكتمال عامين من الصراع في أفقر دولة ‏في الشرق الأوسط ، أصدرت منظمة ‏اليونيسيف في اليمن تقريراً جديداً ومفصلاً بعنوان "أطفال اليمن السقوط في دائرة النسيان" والذي لخص أوضاع ‏ومعاناة هذه الشريحة والتي تمثل ‏50 في المائة من ‏السكّان ‏ ‏،فقد كشف جانباً معتماً من حياة أطفال يعانون في ظل ‏الحرب والحصار، فأصبح 10 ملايين طفلاً بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة ، وقرابة نصف مليون طفل ‏يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ، أي بزيادة كبيرة قدرها200 في المائة منذ العام 2014م مما ينذر بخطر الوقوع ‏في المجاعة .‏


بدائل سلبية للبقاء على قيد الحياة: ‏


وبينما ألقى الصراع بثقله على فئات المجتمع وشرائحه العمرية كافة، فإنَّ الأطفال باتوا يتحملون العبء الأكبر منه ، ‏‏وقال التقرير: “ في اليمن،


تلجأ الأسر بشكل متزايد إلى اتخاذ أقصى التدابير من أجل رعاية أطفالهم لقد قلص العنف ‏سبل التكيف بشكل حاد ، مما جعل اليمن أحد أكثر الدول تضرراً بأزمة الأمن الغذائي وسوء التغذية على ‏مستوى العالم ‏‎”.‎‏


وأضاف: “باتت الأسر تتناول طعاماً أقل، أو تلجأ لأطعمة بقيمة رخيصة ، أو تتخطي بعض الوجبات ‏الأساسية ، ‏‏وبشكل لافت يزداد أعداد الذين يعانون من الفقر المدقع والضعف ، فقرابة 80 في المائة من الأسر ‏مثقلة بالديون وتقترض المال لإطعام أطفالها ، بينما يعيش نصف سكان البلاد على أقل من


دولارين في اليوم "‏ ‏ومع تراجع مصادر الدخل في جميع أنحاء اليمن أشار التقرير أن الأسر تلجأ بشكل متزايد إلى بدائل سلبية للبقاء على ‏قيد الحياة ، ‏فيتم تجنيد المزيد من الأطفال من قبل أطراف ‏الصراع للمشاركة في القتال حيث يزداد ذلك الآن بشكل ‏ملفت من أي وقت مضى ، وخلال السنتين الماضيتين تحققت الأمم المتحدة من تجنيد ما لا يقل عن1.572صبيا تم ‏تجنيدهم واستخدامهم في النزاع ، في حين كان العدد850 طفل في العام المنصرم ، كما تم قتل 1.546طفل ، كما يتم ‏الدفع بهم نحو الزواج المبكر، فأكثر من ثلثي الفتيات تم تزويجهن قبل بلوغهن 18عاماً، مقابل 50 في ‏المائة قبل تفاقم ‏الصراع ،كما تستغل الأطراف المسلحة، وبشكل متزايد، الأطفال، خاصةً مع ارتفاعوتيرة المواجهات.‏


تهاوي النظم الاجتماعية:‏


وحذر التقرير من تهاوي النظم الاجتماعية ، حيث تتجه الخدمات الاجتماعية الأساسية في مناطق عديدة نحو الانهيار ‏التام بسبب نفاذ المال وعجز


السلطات الحكومية عن دفع المرتبات وتشغيل المرافق الصحية والمدارس ومنظومات ‏إمدادات المياه والإصحاح البيئي وبرامج الرعاية الاجتماعية ،كما تسببت القيود المفروضة على الواردات والمعاملات ‏المالية في شل نشاط القطاع الخاص وحدت من فرص إيصال المساعدات الإنسانية.‏


وأضاف أن النظام الصحي في اليمن بات على حافة الانهيار، مما يجعل قرابة 15 مليون من الرجال والنساء والأطفال ‏بلا رعاية ‏صحية ، ولا يزال وباء الكوليرا والاسهالات المائية الحادة، الذي أنتشر في أكتوبر 2016، مستمر في ‏الإنتشار، وقد ‏نجم عنه 106 حالة وفاة وأكثر من 22.500 حالة اشتباه بالإصابة.‏


وأكد إن أكثر من 1.600 مدرسة لم تعد صالحة للاستخدام كونها تضررت كلياً أو جزئياً أو تستخدم كمأوى للأسر ‏النازحة ‏أو محتلة من قبل أطراف


الصراع. ونتيجة لذلك، فحوالي 350.000 طفل أصبحوا غير قادرين على مواصلة التعليم، ‏مما رفع عدد الأطفال خارج المدارس إلى مليوني طفل.‏


جهود اليونيسف: ‏


التقرير سرد تدخلات اليونيسف للإنقاذ على الأرض وقال انه رغم الصعوبات وفجوة التمويل التي تواجها غير أنها ‏استطاعت الوصول إلى بعض الأسر


والأطفال الأكثر تضراً في اليمن ، فقد قدمت عدد من المساعدات في مجالات الصحة ، التغذية ،المياه والتصحيح البيئي ، التعليم ، حماية الطفل ،


الحماية الاجتماعية وفي مجال الاتصال لأجل ‏التنمية. ‏ 


اختتم التقرير بمطالبة اليونيسف نيابة عن أطفال اليمن لإتخاذ عدد من التدابير منها التوصل لحل سياسي فوري للحرب ‏في اليمن يضع حقوق الأطفال


كأولوية ينبغي حمايتهم في كل الظروف ، مع وضع حد لجميع الانتهاكات الجسيمة التي ‏يتعرض لها الأطفال، وكذا توسيع نطاق الإستجابة التكاملية


(متعددة القطاعات) بشكل عاجل للحد من سوء التغذية بين ‏الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. كما يتوجب تحسين سبل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة أرجاء اليمن ‏للوصول إلى ‏الأكثر حرماناً واحتياجاً.‏ واختتمت المناشدة باسم أطفال اليمن بتعزيز آليات التكيف مع الظروف المعيشية


‏الصعبة لدى الأسر من خلال إتاحة خدمات أساسية مجانية وذات جودة ‏وتوفير معونات نقدية على نطاق واسع.‏


 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 02-يونيو-2024 الساعة: 08:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-20485.htm