- رحلت يا بني في عمر الزهور ..، قتلتك القبيلة بكل قبحها، قتلتك بزعمها "دام الله السرور"..، قتلتك في لحظة غطرسة فاجرة، وسرقتك من بين أهلك ورفاقك و"الصمت يطلق ضحكته الساخره"**.

- رحلت يا بني في عمر الزهور ..، قتلتك القبيلة بكل قبحها، قتلتك بزعمها "دام الله السرور"..، قتلتك في لحظة غطرسة فاجرة، وسرقتك من بين أهلك ورفاقك و"الصمت يطلق ضحكته الساخره"**.
الثلاثاء, 21-مايو-2013
بقلم الدكتور مصطفى يحيى بهران -

رحلت يا بني في عمر الزهور ..، قتلتك القبيلة بكل قبحها، قتلتك بزعمها "دام الله السرور"..، قتلتك في لحظة غطرسة فاجرة، وسرقتك من بين أهلك ورفاقك و"الصمت يطلق ضحكته الساخره"**.



آه .... لو يعرف الناس كم كنت جميلا وخلوقا وذكيا وكريما وصديقا ووفيا، واسما على مسم يا حسن، وكم كنت آمنا كإسم عائلتك الكريمة العريقة يا حسن، وكم كنت أتوقع لك مستقبلا زاهرا ومضيئا يا حسن.



أتذكر آخر مرة عندما كنت وثلة من رفاقك مع ولدي راوي في مكتبي المنزلي تحدثوني عن المستقبل، وهاهي قوى التخلف والظلام تقتلك بدم بارد، وتقتل معها مستقبلك الذي حدثتني عنه وكلك ثقة وطموح واستشراق للضوء في هذا الزمن العجيب.



آه ... كيف يكون القتل مجرما أكثر الإجرام نفسه؟ وكيف يكون القتلة مجرمين أكثر من الجريمة نفسها؟ وكم هم مغرقون في ظلمهم وظلامهم، فشعاعا واحدا من طموحك الرفيع، وحرفا واحدا مما قلته لي عن مستقبلك الذي قتلوه أشرف منْهمُ أجمعين.



(قتلوكَ يا وجه َالربيع وفلة َالصبح ِ الموشـّى بالندى، قتلوا ابتسامتك الجميلة ْ.)*



قتلوك يا حسن، وقتلوا زميلك الخالد الخطيب الذي لا أعرفة ولكنه لابد أن يكون جميلا مثلك، وقتلوا طموحين عظيمين، وقتلوا حلمين شديدا الغنى، وقتلوا مستقبلين فيهما بشائر النور، أتعرف لماذا؟ ليس لأنهم مجرمون فحسب، وليس لأنهم يمثلون رأس التخلف في هذا البلد الطيب المسكين فحسب، بل أيضا:

إن القتلة لا حلم لهم و لا يعرفون للطموح سبيلا وكذلك يقتلون.



(كنت يا حسن ... تغفر لو أنك متّ ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.....لم تكن غازياً،..... لم تكن تتسلل قرب مضاربهم.... أو تحوم وراء التخوم..... لم تمد يداً لثمار الكروم..... أرض بستانِهم لم تطأ.)**



(ولدي حسن، ... يا درة القلب الحزينْ، ... قتلوك.. لا، ... لم يقتلوكْ، ... لم يقتلوكَ فأنت باق..، ... في طموح الريحِ، ... في شمس الحضاره،... باقٍ على حد العبارة، ... قُمْ يا بنيَّ فأنتَ للوطن البِشاره، ... لم يقتلوك فأنت آتٍ، ... في الغد المنصور آتٍ، ... من جنوب الفجر آتٍ، ... من شمال الصبح آتٍ، ... في عروق النهر آتٍ، ... كالندى، ... من كل زاوية وحاره.)***



__________

الصورة للشهيد حسن رحمة الله تغشاه بالقميص الأبيض ومعه ولدي راوي مصطفى بهران بالقميص الأسود.

* جزء من قصيده جديده عن الشهيد حسن ورفيقه خالد كتبها كمال اليماني (عن صدى عدن).

** من رائعة العظيم أمل دنقل "لا تصالح" - مع بعض التصرف مني.



تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 05:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1744.htm