- نوّروني أرجوكم ..كم هي المشاريع التنموية المحترمة التي استطاعت وجاهات " وصاب". إقامتها وحلت بها بعض مشاكل المنطقة..؟

- نوّروني أرجوكم ..كم هي المشاريع التنموية المحترمة التي استطاعت وجاهات " وصاب". إقامتها وحلت بها بعض مشاكل المنطقة..؟
الثلاثاء, 21-مايو-2013
كتب / عبدالكريم المدي -

نوّروني أرجوكم ..كم هي المشاريع التنموية المحترمة التي استطاعت وجاهات " وصاب". إقامتها وحلت بها بعض مشاكل المنطقة..؟

وكم عدد الحواجز المائية - على سبيل المثال - التي شيّدت فيها وساهمت في التخفيف من معاناة نساء وأطفال وشيوخ بعض القرى" المعلّقة" الذين يقطعون عشرات الكيلوهات بحثا عن قطرات الماء / الحياة..؟

ثم كم هي عدد المرّات التي وقف فيها هؤلاء الوجهاء موقفا مشرّفا ؟..بإستثناء قضية الشهيد" عبد الحميد الوصابي" الذي أستشهد قبل عامين على يد عناصر من قوات النجدة في الحصبة..وذلك الموقف-بالطبع-كان نجاحه يعتبر إحدى ثمرا الصراع السياسي في (المركز) ودخول عدّة أطراف من (العتاولة) في صنعاء وحاشد وغيرها على الخط ..ومن يقول عكس هذا الكلام .إنّما يستغفلنا ويستخفّ بعقولنا..



أقولها بكل أسف..إننا - يا بني قومي - نعاني وبشدّة من فيروسات الانتهازية والأنانية والمصالح الذاتية والفشل..وهناك..منّا.. من لم يحسّ بمعاناة وحقوق أهله في "وصاب"ومنّا - أيضا- من يرفض عدم التجديد في الخطاب والسلوك..بل أنه يمعن في التعالي على الناس والنظر إليهم بفوقية والتسبب بإصابتهم بفيروسات عسر الهضم والإحباط..والدفع بهم لابتلاع الإهانات..من مختلف الوصفات والأحجام والوجبات..


ما صرت مؤمنا به مؤخرا..تماما..وكإيماني بحجم الحرمان الذي تعاني منه منطقتي ..هو أن أبناء" وصاب"يريدون الخروج من بؤر الخذلان والانبطاح الذي فرضته عليهم " وجاهاتهم" وهذا ماجعلهم ومستعدين لإعلاء شأن (القبيلة) والمشيخة..إذا كانت ستعيد لهم كرامتهم وتحفظ حقوقهم ..ومستعدّون - أيضا- للانخراط وبقوة في المدنية إذا كان مفتاح الحل بيدها ..


كما أنهم مرحبون بأي شيء يمكن أن يتأبّى بهم على شروط الهزيمة والحرمان والإذلال الذي يحصل بحقهم هنا وهناك ..مع أنهم أولو قوة وبأس شديد..

أقول: هل تثقون بكلامي إذا ما قلت لكم:إن اللقاءات و" هيلمانات" الاجتماعات التي تقام في بعض منازل وجاهات " وصاب" في صنعاء : " عبثية ولا معنى لها .والناس قد ملوها مثلما ملّوا من شعارات الديمقراطية وإنهاء البطالةوأحاديث الصداع المزمن عن" مشروع طريق ذمار الحسينية"..وكل أراجيف تلك الاجتماعات ونوافلها التي تعجّ بالفواصل الصغيرة والشطحات الكبيرة والشجارات والمزايدات النابعة من " مسبّات " السياسة و"حوانيت" المصالح ..المعروفة التي تأتي عكس مصالح الناس ومبادئهم ..


أما المشكلة المضافة في هذه القضية.فتكمن في جزئها الأول أن ( أصحابنا) لم يدركوا بعد أنهم قد أصبحوا أمام صيغ جديدة ومتغيرات وتحولات عميقة في المشهد السياسي والاجتماعي والحياتي برمته.وأنهم - أيضا- أمام مزاج أوحالة نفسية عامة مختلفة ..تماما عن الماضي وأدواته..وأن هناك مشاعر متزايدة في الرفض والإحباط وعدم الثقة فيهم.. وأن أفيون السياسة لم يعد هو المحرك الرئيس للمشهد وتفاعلات الناس وتوجهاتهم..


أما جزءها الثاني: فيتمثل في أنهم .لا يريدون أن يفهموا حقيقة أن كسب ثقة ومشاعر الجماهير.لا يأتي إلا من خلال تبني قضاياهم والاختيار الواعي والحريص بين مجموعة من البدائل..

أما أن يظل كبراؤنا - مع فائق احترامي لهم- مقيمون في أبراج عاجية ومنفصلون عن واقع وقضايا ومصالح المواطنين..ينظرون إليهم وكأنهم أشباح مقيدة في صناديق حديدية في جبالهم وكهوفهم يشبهون فتية ( أهل الكهف) فلا نعتقد أن أي ثقة ستبنى بين القواعد ( الغلبانة) والقيادات ( المتخمة).


لذا نعتقدإن الحائط الوحيد لضمان حد أدنى من الكرامة والتنمية والثقة.هو التجاوب مع المطالب والهمومهم المشروعة للسواد الأعظم من الناس..والمساهمة الفاعلة في التخفيف من خيبات الآمال وانهيارات الأحلام..والتوقف عن محاولات تكريس وإنتاج الماضي بمسميات جديدة.. زائفة مستفزّة تشعرهم بالدوار والغثيان..

عذرا أضيف وأقول : حوالي (500) ألف إنسان في " وصاب" لا يريدون من وجاهاتهم وضعا استثنائيا يضعهم خارج المدار العام للبلد ..إنما يريدون عمل توازن يضمن ولو في حدّه الأدنى حصولهم على لقب شرف المواطنة..ويريدون - أيضا- ضمائر وعقول تعمل ..من أجل مقاومة هذا الواقع الرتيب.. المفكك الحزين..الذي وضعتهم فيه هذه الوجاهات الشبيهة ب" حزام الكويكبات " المحيط.. ب" المجموعة الشمسية" الذي يحتجز الكويكبات والمذنبات ويطلقها بإتّجاه كواكب ومدارات المجموعة الشمسية..التي تظل كلها تحت رحمة ضرباتها التي تحدث فيها المخاوف و التشوهات والندوب والحفر العميقة..


الدكتور" إسماعيل الجند"


كلمة حقّ ورسالة عرفان وإمتنان حقيقي وصادق للدكتور ..ابن " وصاب الأصيل "إسماعيل ناصر الجند"الذي بذل - وما يزال - جهودا إستثنائية وجبّارة من أجل متابعة وتنفيذ مشروع" طريق ذمار الحسينية" وأعتقد انه لو لا جهود وحرص هذا الرجل المخلص..ما كان سيتحرك هذا المشروع الهام والإستراتيجي-الذي يسير الآن بخطى حثيثة -حتى عشرة كيلو متر..

دمتم بخير

almedi2009@hotmail.com





تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 06:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1741.htm