- 
لا أعرف ملته بعد.
لم أسأله لأني لا أريد أن أزج به بعالم التفرقة والهويات. طاهر هذا اللقاء.
كنا نستمتع بالموسيقى في أول لقاء بيننا، لم يكن صحيحاً أن أخلط الموسيقى بسخافات حول المذاهب. لم يكن جائزاً أن أضيع نشوة لن تتكرر.

- لا أعرف ملته بعد. لم أسأله لأني لا أريد أن أزج به بعالم التفرقة والهويات. طاهر هذا اللقاء. كنا نستمتع بالموسيقى في أول لقاء بيننا، لم يكن صحيحاً أن أخلط الموسيقى بسخافات حول المذاهب. لم يكن جائزاً أن أضيع نشوة لن تتكرر.
السبت, 11-مايو-2013
الراي الكويتية /نادين البدير -

لا أعرف ملته بعد.

لم أسأله لأني لا أريد أن أزج به بعالم التفرقة والهويات. طاهر هذا اللقاء.

كنا نستمتع بالموسيقى في أول لقاء بيننا، لم يكن صحيحاً أن أخلط الموسيقى بسخافات حول المذاهب. لم يكن جائزاً أن أضيع نشوة لن تتكرر.

لم أسأله عن أصله، تماديت بالتحرر من كل العقد التي حاول المجتمع أن يملأني بها.

مسيحي. مسلم. شيعي أو سني. من منا يقوى على إعلان حب محرم؟ من يمكنه أن يثور بوجه نظام اجتماعي عقيم؟

من يقوى على إعلان حب بلا غايات أو أهداف؟ وكيف تمكنت الأنظمة من ربط الحب بالمؤسسة والدولة بوقاحة؟

اختلف توأم الروح. فرضت عليه القوانين مواصفات ومقاييس تبعتها زمن جاهليتي. أن تحمل جوازاتنا اللون نفسه. أن يكون عرقنا واحدا، طبقتنا المخملية القشرية واحدة. الدين نفسه، الملة ذاتها، المذهب نفسه، ولو أننا من القبيلة ذاتها فذلك الحلم المجتمعي المنشود. بيئة تخاف الاختلاط، وتحكم على مشاعر أبنائها بالانحسار في إناء الجمود والكراهية.

مطلوب حب داخل الحدود. فكيف أتخلص من شجن وجاذب نشأ خارج المكان؟ كيف، والدولة تشترط موافقتها على أي علاقة حب بين أرضين.

وحراس التطرف فرضوا إزعاجاً بدأ تصديره لبقية المجتمعات. كتبوا في مناهج التربية أن الحب محرم بأدلة ثبوتية. تآمر الطرفان على قلوب الملايين الغفيرة. لكني ارى علاقات لا حصر لها تتجاوز بدع وتخاريف حراس التطرف، الفتاوى تنتشر بكثرة والمجتمع لا يأخذ بها جميعها. هناك امور يستطيعها وأمور تخالف بشريته فيخالفها بهدوء.

العاشقان يتبادلان أسئلة تعارف خبيثة. نسبك. ملتك. من أين أنت... كله أملا بتحقيق التطابق مع الشروط والقوانين والقوميات والأديان.

لم أسأله وقتها عن شيء. اكتفيت بجاذب يكفيني عمراً بأكمله. ولتسقط الحكومات وفتاوى منافقيها.

المفارقة أني أعيش الآن أقصى التناقضات. في الوقت الذي أتجاهل به عدم قبول البيئة بتحالفنا أميل لفكرة أنك بعيد عني. فأنا أكره الالتصاق، والملل سريع الوصول إليّ، الملل توأمي في حضور رجل لا يغيب. لكن الابتعاد الذي أقصده هو مسافة محببة من صنع أيدينا لا حواجز قمعية بفعل فاعل.

أو تكون هذه الفكرة مجرد شيء أصبر به نفسي.

أيشبه الحب الحرية؟ أيستحق التضحيات الكبيرة؟ تقول الدراسات العلمية الجافة انه مجرد تفاعلات كيميائية موقتة. وعليه فلكل إنسان فرصة الدخول بعلاقة حب أكثر من مرة خلال حياته.

إلا الحب على طريقة الشاعر العربي القديم فهي تبعد عنه صفة الموقت، وتطيله أكثر مما تتخيله الدراسات. أركان الشعر القديم كانوا ثلاثة. الشاعر وحبيبته وعنصر المسافة. كان الشاعر يعشقها غائبة دائماً. وأكثر ما قرأناه من أشعار، كان لأجل حبيبة مجهولة أو صعبة المنال أو تسكن بعيداً. ويبلغ إبداع الشاعر قمته بمتعة العذاب والهوان لامرأة لا تربطه بها مواعيد ولقاءات منظمة.

واليوم تمر علينا أطول فترة ربطتني بإنسان. أذكر تفاصيل لقائنا كأني أمر بها الآن. وتصدح الموسيقى برأسي كأني أعيشها الآن.

وأهيم بك من جديد. أياً كان أصلك ومذهبك. يا قريب. يا بعيد.





كاتبة وإعلامية سعودية

nadinealbdear@gmail.com





تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 05:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1655.htm