العدوان الاسرائيلي على سوريا اليوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 مواطن عربي سوري مسلم هو تجسيد حي للفكر الصهيوني الذي تدير به حكومة إسرائيل البلاد والتي ستقودها الى الهلاك.

فالحكومة الاسرائيلية ليست فقط تنتهك بروتوكولات السلام الدولية، وحقوق الانسان، وتغرس العدائية والأحقاء ضد اليهود، بل هي أيضاً تعزز قوة الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا بما يهدد سلام شعوب المنطقة كاملة.

كيهود مناهضين للصهيونية أصبحنا في حيرة من أمرنا، فإسرائيل تقصف سوريا وتقتل شعبها، والمسلمون "المتشددون" يقصفون سوريا ويقتلون شعبها، وأمريكا تدعم الاثنين لقصف سوريا وقتل أهلها.. حتى اختلط علينا أيهم "الصهيوني" وقد اصبح هدفهم واحد؟

فأمس كان عدد من القراء يهاجمونني على مقال كتبته حول سبب تقديم انتمائي لليمن على انتمائي لليهودية ويكتبون الايات القرآنية التي تلعن اليهود وتقول انهم لا أمان لهم، وأنهم لن يرضون عن المسلمين حتى يتبعون ملتهم... واليوم أجد المسلمين واليهود (من اصحاب الفكر الصهيوني) يتحالفون ضد سوريا ويخوضون معركة واحدة من خندق واحد...

إذن لماذا عندما ترغب مواطنة يمنية "يهودية" بالعودة لوطنها يتهمونها بانها لا أمان لها ويحذرون منها، بينما عندما يقاتل الاسلاميون مع اليهود ضد بلد عربي مسلم يصبح اليهود أهل أمان واحباب الله وليسوا صهاينة خونة!!؟

ما يحز في نفوسنا هو أننا كيهود من أصول عربية لدينا تنظيم عالمي مناهض للصهيونية ونعارض دائما الاعتداءات على الفلسطينيين واضطهادهم، وأي سياسات اسرائيلية صهيونية موجهة ضد العرب؛؛ لكن الأنظمة العربية الاسلامية وبعض القوى السياسية أصبحت هي التي تروج للفكر الصهيوني ويبرر لاسرائيل حقها في العدوان على البلاد العربية.. وهذا شيء لم استطع فهمه لحد الآن..!!!!!