- مسئولية أنصار الله في اب ..بدون مسؤلية

- مسئولية أنصار الله في اب ..بدون مسؤلية
الخميس, 18-يونيو-2015
ياسرثامر -
تنزح مع اسرتك الی إب مسقط رأسك، علها تكون أرحم من العاصمة التي تمطرها طائرات العدوان السعودي بالموت ليلا ونهار، فتجد أنه من الصعب عليك علی مدی شهر كامل الحصول علی اسطوانة غاز واحدة، أو بضعة لترات من البنزين لسيارتك دون اللجوء للسوق السوداء، في حين كان انصار الله في صنعاء رغم القصف يوفرون لك الغاز والقمح والدقيق، وينظمون عملية توزيع وبيع المشتقات النفطية بسلاسة ويسر، وحزم شديد مع المتلاعبين. فتكتشف انك فررت من قصف العاصمة لتواجه قصفا أكثر إيلاما في مدينتك الآمنة، وأنك أمام نموذج سيئ من  أنصار الله الذين لا يعون، ولا يعقلون، ولا يدركون كيف تدار الامور، ناهيك عن تورط البعض منهم في الاستقواء علی الناس، والإستئثار بنصيب الاسد من حاجاتهم، وتجييرها لمصالحهم الشخصية، علی النقيض تماما من سياسة أنصار الله في صنعاء، فيصبح من الصعب عليك في إب أن تقنع المتضررين من تلك التصرفات، بأن لله أنصارا جيدين، يختلفون تماما عن هؤلاء الذين يملأون إب بلا فائدة.

.

خلفا للقاضي يحيی الارياني المعين بقرار الرئيس المستقيل هادي، صدر المرسوم الحوثي بتعيين الشيخ عبدالواحد صلاح محافظا لمحافظة إب، ومسئولا مباشرا عن قيادة سلطتها المحلية، وبموجبه تحمل أنصار الله دون غيرهم مسئولية كل ما يحدث في المحافظة، غير ان هذا لا يلغي ابدا شخصية المحافظ صلاح الذي عرفناه وعهدناه شجاعا، ومقداما، وموضوعيا، في مختلف الظروف، خلال عقد ونصف من الزمان، فهذا التغيير يحتم علی القيادة المركزية لأنصار الله أن يتحملوا المسئولية الكاملة امام الله في إدارتهم لشئون هذه المحافظة، وتعاملهم الخلاق مع أبنائها، بما يعكس ايجابية هذا التغيير في حياتهم بشكل واضح وملموس، وبالمقابل نتوخی ونأمل بثقة كبيرة ان لا يكون المحافظ مجرد غطاء شرعي لأفعال وسلوكيات لا تخدم المحافظة، وأن لا يقف مكتوف الأيدي عندما ينتظر منه الجميع أن يقف بحزم وصلابة في وجه الاختلالات والاخطاء التي يرتكبها بعض من يرون أنفسهم أنصارا لله.

.

استقبلت اب عشرات الالاف من الاسر النازحة ولا زالت تستقبل المزيد باعتبارها مستقرة أمنيا، وأقل تأثرا بضربات العدوان السعودي، ناهيك عن كونها مزدحمه أصلا بسكانها، إب حرية بالتقدير والاحترام لسلوكها الامني الحميد، وفي أمس الحاجة لمواجهة ذلك الزحام بنظرة استثنائية لتوفير المزيد من المشتقات، والمواد، والحاجات الاساسية، وتوزيعها بعدالة وشفافية بعيدا عن الصفقات المشبوهة والغامضة، فالأزمة الطاحنة لم تعد تسمح باتساع رقعة المحاباة والمحسوبية، والمتاجرة باقوات المحتاجين، لصالح أساطين الجشع التجاري، والمنتفعين من وراء الأسواق السوداء، أو القادرين علی دخولها دون غيرهم.

.

ان حرص ابناء إب علی حقن الدماء وعدم الاقتتال الذي لا طائل منه، احبط المؤامرات التي حيكت ولا زالت تحاك في كثير من المحافظات، وهو ما جعلنا في إب ننعم بالامن السياسي الی حد كبير، لكن ذلك لا يعني أننا ننعم بالأمن الغذائي والاقتصادي علی الاطلاق، وبالتالي فإن من لم يخرج بالأمس الی الشارع حاملا السلاح، قد يخرج بشكل سلمي اليوم أو غدا حاملا المطالبه بالعيش الكريم والعداله في توزيع متطلبات الحياه الانسانية، لا سيما إذا ظل الوضع القائم قائما بلا حلول.

1 رمضان 1436
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 08:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-13653.htm