- إن الاختبار الحقيقي للنخبة السياسية اليمنية التي تتصدر المشهد- بغض النظر عن مشاركة المرأة والشباب في مؤتمر الحوار الوطني- هو أن تؤمن بأن التغيير يقتضي الالتزام من الآن فصاعداً بالالتفات إلى الناخب، ومراعاة مزاجه من حيث الرضى أو الغضب كمعيار لمدى مشروعيتها سواء كانت أحزاباً أو أفراداً.

- إن الاختبار الحقيقي للنخبة السياسية اليمنية التي تتصدر المشهد- بغض النظر عن مشاركة المرأة والشباب في مؤتمر الحوار الوطني- هو أن تؤمن بأن التغيير يقتضي الالتزام من الآن فصاعداً بالالتفات إلى الناخب، ومراعاة مزاجه من حيث الرضى أو الغضب كمعيار لمدى مشروعيتها سواء كانت أحزاباً أو أفراداً.
الأحد, 31-مارس-2013
ياسين التميمي -


لا أحد يختلف حول أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، لكن أكثر ما يثير القلق على مستقبل البلاد أن لا ينتهي المؤتمر إلى حسم القضية الجوهرية في مجمل القضايا المطروحة على المؤتمر وأقصد بها إعادة مركز الجذب والاستقطاب إلى قلب اليمن ذاته وليس إلى العواصم الإقليمية والدولية وقلب اليمن الذي أعني، هو الإنسان باعتباره مصدر السلطة والمتحكم الأول فيها.
إن الاختبار الحقيقي للنخبة السياسية اليمنية التي تتصدر المشهد- بغض النظر عن مشاركة المرأة والشباب في مؤتمر الحوار الوطني- هو أن تؤمن بأن التغيير يقتضي الالتزام من الآن فصاعداً بالالتفات إلى الناخب، ومراعاة مزاجه من حيث الرضى أو الغضب كمعيار لمدى مشروعيتها سواء كانت أحزاباً أو أفراداً.
لم يعد من المقبول أن تتفيّد النخبُ السياسية وطناً بكامله، أو تتاجر به في سوق المزادات الإقليمية والدولية، لقاء مكاسب شخصية بحتة، أو تنجر خلف أيديولوجيات مغامرة قادمة من خارج الحدود أو تنساق وراء شعارات براقة تصرف الاهتمام عن الأولويات الوطنية الملحلة، وهي أولويات تتعلق ببناء الدولة من الصفر، وبوضع اللبنة الأولى في صرح هذه الدولة التي ظلت هشة وما زالت هشة، لأن النخبة السياسية، ما فتئت تتعامل مع اليمن باعتباره سلعة ليس أكثر.
لا يظن أحد أن البقاء في الواجهة السياسية، لا يحتاج لأكثر من إنفاق بضعة ملايين من الريالات في كل دورة انتخابات أو شراء ولاءات الأفراد والقبائل والناشطين، لأن هذه المعادلة التي أبقت اليمن رهناً بتحكم وتصرف بضعة عائلات، مقابل الملايين من الناس الذين صودرت إرادتهم، يجب أن تنتهي، وإذا لم تنه فهذا يعني أن مؤتمر الحوار الوطني يكون قد فشل-لا سمح الله- في تحقيق أهدافه ومقاصده.. هذا الأمر سيتم التأكد منه بعد إقرار الدستور وإجراء أول انتخابات برلمانية ورئاسية، في فبراير 2014، إذا نص على ذلك الدستور المرتقب.
إن أكثر ما يثير الشفقة هو هذا الاحتشاد النادر من نوعه لليمنيين خلف كل مصيبة تلحق بالوطن أو بأبنائه، لا بقصد الانتصار للوطن، بل لمضاعفة آلامه ومصائبه، من خلال تركيز الاهتمام على الطرف الذي تجمعه رابطة ولاء بهذه الدولة أو تلك التي جاءت المصيبة من طرفها..
خلال الفترة الماضية، واجه اليمن تحديين كبيرين: الأول تمثل في إصرار إحدى الدول الإقليمية(إيران) على تمرير شحنات من الأسلحة الخطيرة لأنصارها في اليمن في تهديد واضح لمسار التسوية السياسية، الأمر الذي استدعى تدخل مجلس الأمن، وتسبب في حشر أنصار إيران في زاوية ضيقة للغاية، لم يتنفسوا الصعداء إلا بوقوع مصيبة المغتربين اليمنيين، الذين يواجهون أعباء إضافية نتيجة التعديلات التي أضيفت إلى قانون العمل في السعودية الأمر الذي تسبب في ترحيل الآلاف منهم.
وهنا تبرز الحاجة إلى أن يتصرف اليمنيون من منطلق الحرص على المصلحة العليا لبلدهم، وأن يحاصروا كل من يريد أن يرهن وطنهم للمصالح الخارجية.. في اليمن الكثير من الإمكانيات، التي يمكن أن توفر- في حال استغلالها استغلالاً رشيداً- سبل العيش الكيريم لليمنيين، وللنخب السياسية أيضاً، بالنظر إلى أن معظم الذين ينتمون إلى هذه النخب قد استطاعوا خلال الفترة الماضية أن يُكوِّنوا ثرواتٍ لا يستهان بها، وبها يستطيعون أن يثبتوا جدارتهم كمستثمرين محليين معتبرين.


 


 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 04:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1234.htm