حمود حسن عبد الله السوادي -
من وراء الخنادق يتحاورون وتحت بنادقهم يتشاورون ومن دماء ضحاياهم يغتسلون وبدموع الثكالى يتوضؤون : كفاكم ألا ترهقون ؟
ما نجهل مواقفكم فتعلنوها ولا تخفى مبادئكم فتكرروها ، قليلا من الحركة مزيدا من التنازل لبعضكم رحمة بأمتكم وحنانا من لديكم حتى تعوا أفكار رفاقكم وتعوا رؤى صحابكم .
اخرجوا من خنادقكم وارموا عنكم بنادقكم وارشفوا فناجينكم على الولاء لغيركم .
كونوا أحرار فقد جاءتكم ساعة الحرية ، كونوا أبرار فقد حل عليكم جدكم ووافاكم سعدكم وبأيديكم بعد الله تعالى مصيرنا ومصيركم .
أصواتكم جاوزت الآفاق وصراخكم طاول الأطباق وجراحكم غارت الأعماق ، ألا ترهقون ؟
راياتكم ضلت وأضلت وشعاراتكم غوت وأغوت ، فما لشهيد أحيت وكم من خلق أماتت ، دعوها وراء ظهوركم ما أغنت ولا أقنت .
افتحوا الأفق من أمامكم ولا تدعوه يضيق عليكم بعصبيتكم اطرحوا الألم تحت أقدامكم واحملوا الأمل على أكتافكم وابتسموا لقسمكم الذي أقسمتموه لربكم وفي شهود من شعبكم وحضرة خلق كثير من حولكم .
نفسوا عن جراحكم بحب وتحدثوا عن مآسيكم بصدق واصرخوا بجوركم بود ، وأبقوا لقناعاتكم ألقها ووهجها لكن تحت مجهر من ناظركم وباصركم .
مثلما سقف حواركم مفتوح مثلما أنه لا حاجز لصوتكم ولا راد لآرائكم مثلما أن الأمر كذلك فلما لا تكونوا كذلك في حل من سد العصبية الكئيب وحاجز الأنا الضيق وسقف المصلحة المقيت وولاء خبيث لجار جائر قرب ذلك الجار أو بعد .
ألا ترهقون ؟
تتطاولون على مسنيكم وتتكبرون على حديث العهد بالسياسة فيكم وتخشنون في وجه ضيوفكم وتميلون حيث يميل باطل من حديث الغيد من صفوفكم وتعنفون أهل الرشاد منكم وتصفقون لأشياع الضلال القادحين مقامكم المادحين خصامكم الذابحين ويآمكم ووفاقكم .
ما الذي تفعلون ؟ ألا ترهقون ؟
منكم من يحرض على استهداف المواطن الآمن ومنكم من يحرض على عض يد الصديق المساند ومنكم من يفت العضد والساعد . تزايدون على من ؟ على شعب ملكم ومن جيفكم التي من ورائكم.
أم على بعضكم بعضا ما أظنكم تفعلون فكلكم بصاحبه أخبر فما حاجتكم أن يعرف هذا أو أن ينكر .
ما أوصيكم به في خاتمة هذا المقال هو أن تتطهروا بغسل أو وضوء بنية التطهر من الأحقاد قبل كل جلسة حوار حتى تأتوها وقلوبكم صافية نقية طاهرة وساعتها ستكون نقاشاتكم نيرة طيبة مباركة وخلافاتكم رحمة ونعمة وأوقات حواراتكم قربة وطاعة .
حمى الله اليمن وشعبه ومتحاوريه ويسر عزه وأسباب وحدته وقوته
