- عد إعداد وانتظار طويل انطلق في صنعاء مؤتمر الحوار الوطني، وإذا كان الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن حفل الافتتاح جاء باعثاً للأمل رغم الكثير من جوانب النقص التي يُؤمل أن يتم تداركها.

- عد إعداد وانتظار طويل انطلق في صنعاء مؤتمر الحوار الوطني، وإذا كان الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن حفل الافتتاح جاء باعثاً للأمل رغم الكثير من جوانب النقص التي يُؤمل أن يتم تداركها.
الثلاثاء, 26-مارس-2013
زيد الشامي -



بعد إعداد وانتظار طويل انطلق في صنعاء مؤتمر الحوار الوطني، وإذا كان الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن حفل الافتتاح جاء باعثاً للأمل رغم الكثير من جوانب النقص التي يُؤمل أن يتم تداركها.


   كانت الثورة الشبابية الشعبية حاضرة في فقرات برنامج الافتتاح، وتحدث الجميع عن شهداء جمعة الكرامة الذين رسموا بدمائهم الزكية ملامح اليمن الجديد، واختيار 18من مارس موعدٌ لانطلاق الحوار اعتراف بأن الأهداف التي خرج شباب الثورة من أجلها يتجه المؤتمر لتحقيقها، وهو بعض العزاء لتجاوز شباب الساحات في التمثيل المناسب لفعلهم الثوري.

    الحضور الكبير من مختلف الاتجاهات التي سبق أن تصارعت في الماضي، أعطى إشارة للرغبة والتوجه عند اليمنيين في إغلاق صفحة الماضي بآلامه ومآسيه، وقبولهم بحل مشكلاتهم ورسم مستقبل بلادهم عن طريق الحوار وليس بالعنف والقوة، والاستعداد لبناء يمن جديد، خالٍ من الأحقاد والضغائن؛ يمن تسوده العدالة والمواطنة المتساوية.

   وجاءت كلمة الرئيس هادي مطمئنة وحازمة ومتفائلة بأن اليمنيين سيخرجون بدستور لدولة مدنية حديثة تستمد أنظمتها من الشريعة الإسلامية، وأن القضية الجنوبية لن تُحل بالقوة والعنف، وأن مؤتمر الحوار ليس أمامه إلا النجاح والنجاح فقط؛ لأن البديل لن يكون سوى العودة إلى الصراع.

   ما نزال ننتظر المعترضين على الحوار أن يحضروا ويشاركوا ويطرحوا كل رؤاهم بدون تحفظ، في الوقت الذي ينتظر فيه شباب الثورة والكثير من أصحاب القضايا المستبعدين أن يصدر قرار من الأخ رئيس الجمهورية بإضافة من يمثلهم، ورغم الاستياء الكبير من وجود أشخاص متّهمين بالتحريض والمشاركة في قتل شباب الثورة؛ لأن وجودهم يعتبر استفزازاً كان يمكن تجاوزه بآخرين يمثلون نفس الاتجاه، لكن المشاركة في الحوار لا تعني براءة للمجرم ولا صك غفران للمذنب، فالحقوق لاتسقط بالتقادم، وحتى قانون الحصانة يخص الأعمال والقرارات والسياسات الخاطئة، وأما الدماء والأموال فتظل في ذمة من أهدرها ولا بد أن تأخذ طريقها الشرعي اليوم أو في الغد.

   الأمل يحدونا بأن يتمكن مؤتمر الحوار الخروج بصيغٍ توافقية لكل القضايا المعروضة، وهو لا يشبه البرلمان في التصويت على القضايا، ولهذا قبلت الأحزاب السياسية أن تمُثّل تمثيلاً رمزياً لا يتناسب مع أحجامها ووجودها على امتداد الساحة اليمنية!

   وبرغم الإعداد الطويل من اللجنة الفنية إلا أن التقسيم والتوزيع الذي وضعته قد ضيّق الواسع ووسّع الضَّيق، وفرض استبعاد خبرات وعقول وكفاءات كان يمكن أن يكون لها إسهام كبير في وضع الحلول للمشكلات المطروحة على مؤتمر الحوار، وأعتقد أنه يمكن تلافي ذلك من قبل هيئة رئاسة المؤتمر وأمانته العامة.

   يدرك الجميع أن اليمنيين أمام فرصة نادرة لحل مشكلاتهم تتجاوز تجارب الصراع والحروب وفرض الرأي بالقوة، وتبدو حجج الرافضين للحوار ضعيفة، تحنّ للماضي الذي لم يجنِ منه اليمنيون غير الأحقاد والمآسي واستمرار دورات العنف!!

 سنظل نستلهم التوفيق من قول الله تعالى: "بلدة طيبة ورب غفور"، ونتفاءل بأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في وصف أهل اليمن والدعاء لهم، ولكن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه حتى في إنهاء الخلاف بين الزوجين لا بد أن تتوفر لديهما إرادة التصالح ليكتب الله لهما التوفيق: "إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما".

   لعلنا ندرك جميعاً أن اليمن كادت أن تنزلق إلى مستوى الدول الفاشلة، وأن التدخل الإقليمي والدولي جاء بسبب عجز اليمنيين عن الخروج بوطنهم إلى بر الأمان، وأن الأمانة والمسؤولية تفرض على الجميع العمل لاستعادة كامل سيادتنا، وننتقل إلى مرحلة الشرعية الشعبية، والوصول إلى الأمن والاستقرار والعيش الكريم، ويعتبر الحوار الوطني البداية الصحيحة لإنهاء الوضع الاستثنائي الذي وقعنا فيه.

Zaid.Ashami@yahoo.com 

 



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 05:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1158.htm