- اوراق برس ..الكلمة الحلوة...

- اوراق برس ..الكلمة الحلوة...
الجمعة, 13-فبراير-2015
الكاتب / د. سعاد البشر -

 تشتكي أغلب السيدات من انعدام الكلمة الحلوة اللطيفة التي تدل على معاني الحب والود من أزواجهن، وتعد هذه القضية من القضايا الهامة التي تشغل بال العاملين في إصلاح ذات البين، حيث تكثر المشكلات المترتبة على ذلك الأمر، على الرغم من أن أغلب الرجال يرونه أمرا عاديا بل أمرا سخيفا للغاية، ولا يعلمون أن بعض الانفجارات التي يرونها من نسائهن ما هي إلا انعكاسات لتلك التراكمات التي عشنها لفترة من الجفاف والتصحر الذي غزا قلوبهن، ما أدى إلى تراكمات تظهر بعد ذلك بصور مختلفة ومشكلات غريبة وغضب غير مبرر.


الكلمة الطيبة صدقة، وحين يتصدق بها الزوج على أهل بيته فهو يبث روح الطمأنينة والاستقرار على حياته وبيته، كما أن كلماته التي تحتوي على التشجيع والإطراء والرومانسية ما هي إلا وقود لاستمرار حياته بسعادة وهدوء وراحة بال، فالكلمة لا تكلف شيئا ولا تشترى من السوق، بل هي حصيلة تلك القواميس الداخلية التي تشكلت من واقع تربيته، ومن واقع ما تعلمه سواء في المدرسة أو المجتمع، منهم من تزخر قواميسه الشخصية بها ولديه الأسلوب الأمثل والبساطة والسهالة في استخدامها، وهناك من لديه شح وفقر يكاد يجعل لسانه مراً يخلو من أي كلمة عسل، وهذا ما يجعل بعض البيوت على صفيح ساخن.

الكلمة الطيبة يرثها معظم الرجال من والديهم، وأغلب من يستخدمونها عاشوا في بيوت كانت زاخرة بكلمات الحب والإطراء والدلع، وكانوا يرون آباءهم يقولونها لأمهاتهم، كما كانت الكلمات متداولة بين الأخوة والأخوات كـ "أحبك، اشتقت لك، كم أنت قريب من قلبي، الجلسة بدونك مملة، شكرا لوجودك في حياتي".

مثل تلك الكلمات ينتشي لها القلب وتفرح بها الأنثى وينبض قلبها فرحا وحبا لذلك الشخص الذي أسمعها إياها، وبالتالي ستكون معاملتها هينة لينة طيبة مطيعة إيجابية، وهذا غالبا سيؤثر في استقرار بيتها وإدارتها له.

فكم من بيوت أصيبت بالتصحر والجفاف بسبب هذا الشح الكلامي، ثم تحولت لبيوت أشباح خالية من سكانها، فالزوج يلهث خارجا للبحث عن الهدوء والحب، كما بعض الزوجات تشغل نفسها بأي عمل يبعدها عن بيتها، ما يؤدي غالبا لضياع الأبناء.

المرأة سمعية بلا شك والكلمة الحلوة تحرك كل شيء لديها وتغير حالها لأفضل حال، فلا تبخل أيها الزوج عليها ولا تردد كبرنا على هذه الكلمات، فالطيب والحب والكلمات الإيجابية نحتاج إليها جميعا دون النظر لعمر محدد أو زمان معين.

سألني أحد الأزواج ذات مرة "كيف لي أن أقول لزوجتي كلمات حلوة وهي لا تفتأ عن الصراخ والاستفزاز الدائم لي؟ بصراحة الكلمة تقف ولا تخرج من فمي، وقال لي آخر: لقد تعودنا منذ الصغر على عدم استخدام كلمات الحب، فمن الصعب أن أستخدمها الآن، وغيره يقول لقد استنفدتها جميعا فلا أعتقد بأن هناك حاجة لها"، كل تلك الأسباب لا تبرر إيقاف أو عدم استخدام الكلمة الطيبة، لأن استخدامها يبدد كل الحواجز، وقد تتغير الحياة رأسا على عقب للأفضل.

همسة: أيها الزوج أجبر نفسك على الكلمة الحلوة وأسمعها لزوجتك، وسوف ترى التغير وستحدث أمور لم تكن تتوقعها.. فقط جرب.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11521.htm