أوراق برس من صنعاء -
حين داهمهُ الطوفان
وسفينتهُ أفاعٍ وقرود ،
قالَ لي ، وفي رأسهِ
عشبةٌ ضائعة :
لا فسحةٌ في الجمر
ولا أحلامُ في العاصفة ،
احزمْ قصائدَكَ
وخذْ من ذهبِ الشمسِ
حفنةً ،
ثم آوي إلى كوكبٍ
يُعصمُكَ من الضِباع .
قاتلٌ ، سروُ الغابةِ ، وقتيل
والنبيُ لم يُعصمَ قبتَهُ .
الصنوبرُ يتربصُ بالدردار ،
على حطبِ الفقراءِ ...
الآتون من الرّملِ ،
رقصتْ نيرانهم .
ثم قالَ لي :
حين برطمَ الأفقُ بالدّخان
لا تنتظر سنابلَ عليها تكالبتْ
مناجلُ الريح .
ثورُ الحكمةِ والبأسِ
عن جناحيهِ لم ينشِّ القرادَ
قد يخلعُ تاجَ الملوك
ويعتمر عمامةَ الغراب !
ولا أدري ...
ما تضمرهُ آلهةُ الشمسِ
لرعيتها ؟
كرعَ النهرُ آخرَ نخبٍ
من جمجمةٍ مثقوبةٍ ،
والبدويُ الذي أجارَ الجرادَ
أخذتْ سيوفهُ من الوردِ
مآخذها .
قلتُ له :
لا عاصمُ غير دمي
وغرّدَ جرحٌ في القلب .
للشاعر العراقي / ثامر سعيد آل غريب