- القتل بمبررات واهية وصراع وهمي لا عقيدة له ولا دين

- القتل بمبررات واهية وصراع وهمي لا عقيدة له ولا دين
الإثنين, 19-يناير-2015
بقلم / رائد الجحافي -

بالإضافة الى ما ترتكبه قوات جيش الاحتلال اليمني من جرائم ابادة وقتل واغتيالات مباشرة بحق ابناء الضالع أيضاً يتكرر مشهد سفك دم الأبرياء من قبل مجهولين يمارسون تصفية البعض تحت مبررات مريضة لا يعلنوها مباشرة ولكن نسمعها من الاحاديث التي يتناقلها الاخرين عقب كل جريمة قتل، بالأمس جرى اغتيال الاستاذ محمد صالح الهاشمي برصاص مسلح انهال عليه بالرصاصولاذ بالفرار مستخدماً دراجة نارية، واليوم عاود القاتل الملثم جريمته باغتيال الاستاذ جمال محمد مقيبل بينما كان بالقرب من منزله بمدينة الضالع.

تشابهت الجريمة وتشابه اسلوب القاتل والقتل وتشابهت درجة الحقارة لقاتل مقنع اعتاد سفك دماء الابرياء مستهدفاً رجال مسالمين من خيرة الناس وأكثرهم استقامة، لم يكن الاستاذ محمد صالح الهاشمي قد افتتح كنيسة يهودية حتى يستحق تصفيته بتلك الطريقة البشعة وهكذا بالنسبة للأستاذ جمال مقيبل، كلاهما مسلمين يشهدان ان لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله، هذا ان سلمنا بصحة المبررات المزعومة المتبادلة على انهما قتلا بسبب اتهامهما بالانضمام الى حركة انصار الله. كانت الضالع ولا تزال على وجه الخصوص بلاد يتحلى ابنائها بالأخلاق الفاضلة، لا تقل ثقافة عن الاخرين ولم تكن اعمال القتل والتقطعات والنهب صفة من صفاتهم على الرغم من شهرة الضالع بشراسة أبنائها ولم نسمع على امتداد التاريخ ان احدا قد لقى مصرعه في الضالع عن طريق الغدر بهذا الاسلوب الحقير وثقافة الانحطاط الدخيلة على المنطقة والجنوب بشكل عام

وتحديداً في السنوات الاخيرة.

ان ثقافة العنف جرى استيرادها او بالأصح تصديرها الى الجنوب في الاونة الاخيرة كانت قد جاءت مع الفاتحين الجدد الذين برروا لأنفسهم احتلال الجنوب في العام 1994م عندما اصدروا العديد من الفتاوى التكفيرية التي تجيز قتل اطفال ونساء الجنوب وتحت مضلة الدين والفتاوى التكفيرية جرى احتلال الجنوب ويجري اليوم استهداف الجنوبيين سواء الكوادر الامنية والعسكرية او هؤلاء المدنيين والناشطين وغيرهم، لكن اليوم الخطر الذي نتمنى ان لا يكون امراً واقعا هو ان الكثير من شبابنا قد جرى التغرير بهم

وأصبحوا ادوات تحركها ايادي الاجرام من بعيد.

قد نبالغ اذا انكرنا وجود عناصر متطرفة في الضالع لكننا على يقين ان مثل هؤلاء هم قلة قليلة وغالبيتهم من المغرر بهم لا يعون ما يقومون به فهم قد جرى خداعهم ليس إلا، لكن يتحتم على الجميع الوقوف في وجه هذه الظاهرة المقيتة وتبدأ مسألة محاربتها من البيت والعائلة التي يجب ان تقوم بدورها في مراقبة اطفالها الذين يكونوا اكثر عرضة للخداع على ايدي من يدعون الاسلام الصحيح بينما يمارسون التعبئة الخاطئة المشبعة بالأحقاد الطائفية والتطرف والقتل، كذلك الحال يأتي دور المدرسة وكذلك دور المجتمع بشكل عام في توجيه ومراقبة الشباب خصوصا في ظل انعدام وجود الدولة التي تمارس ذات الاسلوب بل وتقف وراء مثل هذه الاعمال التي تعدها جزء فاعل من سياستها

التدميرية تجاه شعب الجنوب.

ان ارتكاب مثل هذه الاعمال الارهابية القذرة تقف خلفها الكثير من الاهداف السياسية البحتة التي تستهدف بالدرجة الاولى شعب الجنوب وحضارته وثقافته وتستهدف النسيج الاجتماعي للجنوبيين وتسعى لتشويه النهج المعتدل للجنوبيين كما تستهدف الثورة الجنوبية وذلك من خلال ما نلمسه من اراجيف تتبع كل فعل مشين وتعقب كل جريمة عندما تظهر الاصوات الناعقة التي تتحدث بقصد او دون قصد عن الحراك الجنوبي اذ تزعم ان ما يجري جاء بسبب طرد اجهزة السلطة الامنية غير مدركة او تتغافل وتتجاهل ان هكذا امور تأتي ضمن خطة المحتل البغيض الذي يستهدف الجنوب، ويهدف الى تشتيت الجنوبيين وتمزقهم حتى يشرعن لنفسه البقاء والاستمرار في الجنوب.

وليعلم اولئك الارهابيون ان الجنوب وطن الحضارة والتسامح لم ولن يقبل بأي تطرف ديني من هذا القبيل وان المجرمين وان طال الزمن سيظهرون وستنكشف تلك العناصر التي تعد في حقيقتها مجرد ادوات للمحتل ليس إلا.

رحم الله استاذنا الشهيد جمال مقيبل وكل الشهداء ولا نامت اعين الارهابيين الحقراء. 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 04:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11036.htm