- في واحد من أبرز مظاهر التسامح الديني الذي يسعى الكثيرون الى ترسيخه في المجتمع البريطاني في السنوات الأخيرة، يقوم جماعة من المسلمين في مدينة أبردين الواقعة على الشاطئ الشرقي لأسكوتلندا بأداء صلاتهم داخل كنيسة القديس يوحنا التابعة للكنيسة الأسقفية الاسكوتلاندية،

- في واحد من أبرز مظاهر التسامح الديني الذي يسعى الكثيرون الى ترسيخه في المجتمع البريطاني في السنوات الأخيرة، يقوم جماعة من المسلمين في مدينة أبردين الواقعة على الشاطئ الشرقي لأسكوتلندا بأداء صلاتهم داخل كنيسة القديس يوحنا التابعة للكنيسة الأسقفية الاسكوتلاندية،
الأربعاء, 20-مارس-2013
الراي:لندن - من إلياس نصرالله -

في واحد من أبرز مظاهر التسامح الديني الذي يسعى الكثيرون الى ترسيخه في المجتمع البريطاني في السنوات الأخيرة، يقوم جماعة من المسلمين في مدينة أبردين الواقعة على الشاطئ الشرقي لأسكوتلندا بأداء صلاتهم داخل كنيسة القديس يوحنا التابعة للكنيسة الأسقفية الاسكوتلاندية، بناء على دعوة من القسيس المسؤول عن الكنيسة الأب اسحق بوبلان وموافقة مطران المدينة.

وكتبت صحيفة «الغارديان» التي زار مراسلها الكنيسة وشاهد بعينيه كيف يؤدي المسلمون والمسيحيون صلواتهم داخل الكنيسة ذاتها، أن القسيس بوبلان، لاحظ أن المسلمين في الحي الذي تقع فيه الكنيسة يؤدون صلاتهم في العراء خارج مبنى المسجد الصغير الواقع قرب الكنيسة والذي يحمل اسم جامع السيد شاه مصطفى، في وقت تمرّ اسكوتلاندا في ظروف مناخية قاسية وتتراكم فيها الثلوج نتيجة للعواصف الثلجية التي اجتاحت بريطانيا خلال فصل الشتاء وما زالت حتى اليوم. لذلك قرر أن يعرض على امام المسجد أن يقوم المصلون المسلمون بتأدية صلاتهم داخل الكنيسة.

وتابعت الصحيفة أن نحو 100 مسلم يستخدمون الكنيسة حالياً لتأدية صلاتهم، يومياً وبالذات في أيام الجمعة التي تشهد اقبالاً كبيراً على الصلاة من جانب أبناء الجالية المسلمة في المدينة.

ووفقاً لرجال دين بريطانيين، فان كنيسة القديس يوحنا في أبردين هي المكان الوحيد في بريطانيا الذي يؤدي فيه المسيحيون والمسلمون صلواتهم جنباً الى جنب، وهي ظاهرة موجودة فقط في بعض التجمعات السكانية المختلطة في الولايات المتحدة، أبرزها مدينة ممفيس.

وذكرت «الغارديان» أن جامع السيد شاه مصطفى يقوم على قطعة أرض تم شراؤها من الكنيسة، وعندما شُيِّد المسجد في أواسط الثمانينات الماضية، لم يتوقع أحد أن يؤمه عدد كبير من المصلين، وجرى انشاؤه على أساس أن عدد المصلين فيه لن يتجاوز السبعين مصلياً.

وروى القسيس بوبلان للصحيفة أنه فيما كان ماراً في أحد الأيام قرب المسجد «وجدت ما بين 20 الى 30 شخصاً يؤدون الصلاة فوق الرصيف وقد خلعوا نعالهم». وأضاف أنه قرر عرض فكرة أن يصلي المسلمون في الكنيسة بعد أن تحدث في الموضوع مع أبناء طائفته. وقال إن أبناء طائفته تعودوا منذ بضع سنوات على تنظيم نشاطات مشتركة في الأعياد بين المسيحيين والمسلمين، حيث أبدى المسلمون تعاوناً ملفتاً للنظر، من ضمنه اقامة صلوات مشتركة في عيد الميلاد عام 2010، عندما أقام المسلمون صلاة خاصة في المسجد في وقت كان المسيحيون يقيمون صلاة عيد الميلاد. وبعد انتهاء الصلاتين جرى توزيع الطعام والحلويات على الحضور من مسيحيين ومسلمين.

وتطور التعاون بين المسيحيين والمسلمين في ذلك الحي، حيث أقيمت في 11 سبتمبر 2011 صلاة مشتركة لاحياء ذكرى ضحايا هجمات نيويورك وواشنطن الارهابية عام 2001، تليت فيها مقاطع من الانجيل تلاها القسيس بوبلان وأخرى من القرآن تلاها امام المسجد. وقال بوبلان: «لدينا شعور أننا نعيش سوية ونرغب في توصيل رسالة مفادها أننا اذا كنا حقاً نبحث عن السلام فعلينا أن نعمل ونصلي سوية».

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 09:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1098.htm