- الحقيقة الغائبة بعيون الحاضر

- الحقيقة الغائبة بعيون الحاضر
السبت, 10-يناير-2015
بقلم / مجاهد القملي -

هل من دور يستطيع التيار الثقافي "غير الحزبي" من الإسهام به في بناء المسُتقبل أي في مرحلة ما بعد الازمات في الساحة الجنوبية والتحولات السياسية وبذلك يكون قد سد الفجوة التحريفية إن جاز التعبير، والذي أحدثته المواقف الحزبية المأزومة بفعل الإنشقاقات في اليمن بشكل عام ، مما أضعفت دورها الطليعي في أن يكون جزء من حل مشكلة اليمن في الاطار الندي طبعاً الإجابة على هذا السؤال لا يمكن إبتساره في كلمتي نعم أو لا، وإنما يحتاج الموضوع برُمته إلى "عصَف ذهني"ويسجيه الحيوية والواقعية أكثر من الهندسة المسبقة وقوالب الإخراج الهامدة الباردة فالواقع الثقافي يتسم بالتعدد ثم يستمر الأمر كذلك حتى يصل إلى الريف والمدن الواقع الثقافي في الثمانينيات من القرن الماضي كان متنوعاً ومستوعباً لكل تيارات الفكر العالمي بتياريها الماركسي والراديكالي والمحافظ بالإضافة إلي تيارات الفكر القومي العربي من ناصرية بعثية والنظرية العالمية الثالثة مع عدم إغفال تواجد الاحزاب التقليدية في جو ليبرالي عام أما وأن هذه التيارات كانت تنتج معرفة والمتلقين من الشباب كانوا على الإستعداد لفتح أشرعهم لكل الرياح بمعناها الإيجابي الذي قصدها المهاتما غاندي فإن "مكتبة عبادي" في كريتر كانت تجلب إليها كثير من المجلات من جميع الأقطار وكل الجرائد من كل الأزمنة حتى ولو تأت متأخرة عن مواعيدها لأسبوع بالطبع تتكدس مئات الكتب في الأرفف وتزينها الريع العقاري وفائض القيمة رأس المال فالتراكم المعرفي في صيغتها"الأبستملوجي" وبحراك دائم لفعاليات واعية في الجنوب أصبحت بيئة ذات خلفية ليست بيضاء بمعنى "العدمية" المعرفية من هنا يتفرد الشاعر الكبير لطفي أمان وباشراحيل ولقمان وباوزير والشريف فقد أبدعوا لإنهم ينتمون الى تلك الصحوة العتيقة الثرية بالحضارة والرقي وعايشوا الذات مسامير الأرض، ويجعل من معاناتهم عملاً أدبياً شارف أبواب العالمية،و في مساحات الغناء المصاحب للفلكلور الشعبي بوحي جماعي فلا يمكنك تخطي المبدع المرشدي أو العطروش أوالعزاني بل لا يمكنك إلا وأن تنحني إحتراماً للموسيقار احمد قاسم نستطيع القول وبثقة كاملة بأن التعددية الثقافية هي سمة مجتمع العاصمة الأبدية للجنوب عدن التاريخ تبادلوها على مر العصور وتعايشوا مع بعضهم بعضاً ووضعوا من بنات أفكارهم منهجا تنم عن إدراك واسع وثقافة حكم قل نظيرها في المنطقة المحيطة كل ذلك بفضل خلفيتهم الملونة ثقافياً والتي لا تعتريها الآحادية والإنغلاق هذه الميزة تستطيع تجسير المرحلة القادمة التي أسميناها ما بعد الاندثار وذلك بتأطير الإتجاه العام لتسوية تاريخية ومصالحة وعدالة مع الذات الجنوبية والمركز على حدٍ سواء.

ثم إن المكون الثقافي الواسع هو جزء من المكون الثقافي الجنوبي منذ أمدٍ بعيد والقرآن الكريم كمؤئل حامل للثقافة والدين دخلت عدن وتفاعل الناس معها ولم يكن يوماً في حالة عداء مع بعضهم لذلك يجب أن يكون لهذا التيار الدور في تقريب وجهات النظر والقيام بدورٍ تاريخي في المصالحة والمصارحة والحقيقة كيف يتم ذلك؟ هذا ما يجب أن يُعمل عليه أعمال العقل منذ الآن قد يطلق الكثير من الرموز العنان للفكرة ليتم تبنيها والحوار حولها من قبل مثقفي الجنوب .. مشروع تقسيم الجنوب يكون خصماً على المجتمع الجنوبي وذلك عندما رفعت الشعارات التهليلية التي أضحت أضحوكة زمن يكاد التقيئ الى باطن خدودهم في نفس الوقت فأصبحوا بقدرة قادر الناطق الرسمي بإسم الإله والروح المقدس.

الحقيقة الناصعة هي أن النظام السابق وجحافله قد لعب دورا تحريضيا غير أخلاقي مما ألب الرأي العام على التيار الثقافي العربي بشكل عام ولإزالة فكرة أن القومية العربية هي من تمتطي الحصان وتصول بحوافرها لقتل النساء والأطفال بالإضافة إلي الدور السلبي من قبل بعض الأقطار العربية ومدهم للنظام بأسباب الحرب والتطهير الفئوي والعنصري والإبادة الجماعية يكون من الصعوبة بمكان فعل ذلك في الوقت القريب والسبيل الوحيد لحدوث ذلك هو بذهاب النظام الاحتلالي الذي فعل كل ذلك تجاه شعب وبشر وضعضعت تماسك لحمتهم الوطنية من أجل البقاء في السلطة إذن الكراهية الحالية تجاه ما هو وطني وبروز التيار المناهض للعروبة في راهنها الحالي إنما فعلٌ مقصود من قبل الإسلام السياسي لعدم قدرته على طرح خط وطني بديل وصحيح يجعل الناس تلتف حوله.

ويستمر مروجو الاسلام السياسي وأصحاب فيد 94م في بعثرة الأشياء الثمينة لشعب الجنوب ففي وقت مبكر من العام 2007م يتأبط الجنرالات وأصحاب الذقون المسبوغة أقذع العبارات بحق الاندلاع الثوري وهذا شيئٌ طبيعي حيث ضل الجنوب وحريته الحقيقة الغائبة الى يومنا هذا فيه الكثير من المغالطات التاريخية التي لا ترقى بها إلي مصاف الكتب وإنما يمكننا تسميته بتقرير "أمني مدسوس" لتغبيش الرؤية أزاء الثورة المباركة هذا ما فعل المارقون الأنجاس وبالكثير من أبناء الجنوب إستخدموهم كأداة و كترميز تضليلي ومارست من خلالهم كل المهام القذرة ولكن تبقي الحقيقة أن الوعي يملأ كل مساحات عقول الجنوبيين وأن ليل الظلم قد طال لكن حتماً ستطلع الشمس ألا أن الفجر لآت.والله من وراء القصد 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 04:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-10889.htm