- لست متفائلاً ولست متشائماً كذلك، بشأن ما ستئول إليه مجريات الحوار الوطني، غير أنني كنت مرتاحاً اليوم لأن إشارات عديدة صدرت عن المتحدثين الرئيسيين في الحفل الافتتاحي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي جرى اليوم برئاسة الجمهورية بصنعاء.

- لست متفائلاً ولست متشائماً كذلك، بشأن ما ستئول إليه مجريات الحوار الوطني، غير أنني كنت مرتاحاً اليوم لأن إشارات عديدة صدرت عن المتحدثين الرئيسيين في الحفل الافتتاحي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي جرى اليوم برئاسة الجمهورية بصنعاء.
الإثنين, 18-مارس-2013
ياسين التميمي -





لست متفائلاً ولست متشائماً كذلك، بشأن ما ستئول إليه مجريات الحوار الوطني، غير أنني كنت مرتاحاً اليوم لأن إشارات عديدة صدرت عن المتحدثين الرئيسيين في الحفل الافتتاحي لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي جرى اليوم برئاسة الجمهورية بصنعاء.


هذه الإشارات وبدون مبالغة أو مزايدة عبرت عن اقتراب القائمين على الحوار من المنطق الثوري، وانحيازهم للتضحيات الجسيمة التي قدمها شباب اليمن من أجل إنفاذ استحقاق التغيير، ولكن وفق قواعد التحول الديمقراطي التي تقتضي أن يتشارك الجميع في إنجاز هذا التحول على قاعدة العدالة والمصالحة.


لقد أحدث هذا المنطق الثوري زحزحة مهمة لمؤتمر الحوار الوطني من المنطقة الوسط إلى منطقة متاخمة لساحات الحرية والتغيير، وهذا شيء طبيعي، لأنه إذا لم تُبْرِزْ هذه الإشارات بشكل كافٍ حقيقةَ أن تضحيات الثوار هي التي فرضت التغيير أو قُلْ عملية الانتقال السياسي، والتحول الديمقراطي، فإن وطأة الإحساس بالظلم والغبن ستزداد لدى الشباب والأسر، خصوصاً التي فقدت أعزاء لها في لحظات عصيبة وحاسمة ومشرفة.


حسناً.. كانت هناك إشارات، لكنها لم تكن جديدة كلياً، لأن الإشارة الأهم تكمن في توقيت انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في الثامن عشر من مارس/آذار، هذا اليوم الذي وقعت فيه مجزرة جمعة الكرامة، لقد أشار إلى ذلك المتحدثون الرئيسيون في حفل الافتتاح وبالأخص المبعوث الأممي السيد جمال بنعمر.


تأسيساً على كل ذلك يمكن القول إن الإشارات التي تواترت اليوم قد نجحت في تأكيد حقيقة أن مؤتمر الحوار الوطني هو استحقاق ثوري، لكن يجب أن يكون واضحاً أن مؤتمر الحوار الوطني هو التجسيد الكامل لمنطق التحول الديمقراطي تأسيساً على الإرادة المشتركة للفرقاء، حتى لو كان أحد الفرقاء مجسداً لقيم التضحية ونبل المواقف وقوة المبادئ التي تنصرف لصالح الوطن بأكمله، والآخر حاملاً لوزر تعطيل بناء الدولة بممارسته الشمولية في السلطة واحتكارها.


أسأل الله العلي القدير أن يكون تدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل فاتحةَ خيرٍ، تقود اليمنيين إلى خوض تجربة مشرفة صادقة ومخلصة، وإلى اجتراح حلولٍ مستدامة للأزمات التي ما فتئت تمزق كيان الوطن وتبدد إمكانياته وتقوض فرص العيش المشترك لأبنائه، وتقضي على أي إمكانية للعيش الآمن والكريم لليمنيين.
وأعتقد أن اليمنيين باتوا أكثر إدراكاً اليوم، بأن أفضل الحل يكمن في صيغة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة اللامركزية.. وهو ما يجعلنا مطمئنين إلى أن أكثر القضايا تعقيداً باتت اليوم خياراً مشتركاً للجميع.. مع الإقرار بأن لدى البعض من النوايا الشريرة ما يغريه بتوظيف إمكانياته لتعطيل مفاعيل الحوار، نسأل الله أن يحبط كل النوايا السيئة.. آمين.








تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 05:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1084.htm