-  مواهب..

- مواهب..
الأحد, 04-يناير-2015
الكاتب: علا الفارس -

 في عالمنا العربي وفي الآونة الأخيرة تكاثرت برامج الإبداع والمبدعين والمبدعات، وأرباب المواهب المتنوعة في كافة الفنون، ولا تكاد تخلو شاشات المحطات الفضائية، ولا حتى العوالم الافتراضية في مواقع التواصل الإلكترونية، أو حتى قنوات اليوتيوب من تلك المنافسات التي تعتمد في غالبها على استنطاق المواهب الكامنة لدى أولئك الأشخاص المشاركين فيها، ومحل الملاحظة التي يجب الوقوف عليها أن الإنسان العربي في فترات ماضية لم يكن يلاقي تلك الحاضنات الإبداعية التي تهيئ له الجو الملائم والمناخ المحفّز، بل وتتبنى صقل تلك الموهبة لتقديمها للمجتمع بطريقة مهنية واحترافية.


ما بين وقت وآخر يتصاعد إعجابنا بالعالم الغربي، وإبداع الإنسان الغربي أياً كان الموقع الذي يعمل فيه، أو التخصص الذي يمارسه، ممّا أعطى له صورة ذهنية لدى الإنسان العربي بأنه خارق للعادة، بل والأدهى من ذلك أنه حين يعمل في عالمنا العربي يعامل بطريق مغايرة وعجيبة للغاية، من حيث أسلوب التعامل ومن حيث المردود المالي الذي يتقاضاه والمزايا والخصائص الأخرى.

إني أعلم علم اليقين أن في عالمنا العربي من الطاقات والمواهب والقدرات ما يفوق ما تقدمه تلك البرامج المتنوعة في العلم والمعرفة والثقافة والإبداع بأضعاف كثيرة، لكنها لم تحظ حتى اللحظة بمن يتبناها ويتولاها ويحتضنها ويدعمها، سوى بعض الجهود التي يغلب عليها الجانب الخيري والإنساني، أو تلك التي يغلب على بعضها الجانب التجاري، وأياً كانت وجهة النظر حول تلك البرامج أو تخصصها، فإنها أظهرت لنا جزءًا مشرقاً من تلك المواهب التي أذهلت الكثير منا، بل وحمّست البعض الآخر للمبادرة في المشاركة بما يراه موطناً لإبداعه، وأرضاً لممارسة هواياته، ولم تقف كذلك بل استجلبت معها بعض الجهات لتبني برامج نظيرة على غرارها.

ومن هذه الزاوية أوجه رسالة لحكوماتنا النبيلة ومؤسسات مجتمعاتنا المدنية، وأصحاب الرسائل السامية بأن أبناءكم وبناتكم فيهم من الطاقات والقدرات الشيء الكثير، وهم في أمس الحاجة لمزيد من المبادرات والدعم والاحتواء والتحفيز في كل المناشط وعلى كافة التخصصات، ولمن يأخذ بيدهم إلى أرض التميز والإبداع والعطاء.

وأنت أيّها الإنسان العربي، لا تيأس من واقعك، وانهض مبادراً لدروب النجاح والكفاح، وانظر أين تجد نفسك متميزاً مبدعاً، ولا تلتفت للمحبطين وسيئي الطباع والمثبطين، كما يقول الشاعر:

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 06:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-10791.htm