شهدت مدينة عدن "الجمعة" في عيد ذكر طرد اخرجندي من عند..إزاحة الستار عن النصب التذكاري للملكة البريطانية فيكتوريا الأم الكائن بحديقة النواهي بالمدينة وذلك بعد إجراء عملية الصيانة والترميم والتأهيل من قبل هيومن كير بحضور عدد من المسؤلين في المديرية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة، وكانه  وفقا لما يردده  عدد من ابناء الشارع اليمني اعتذارا واضخا  من اليمن للملكة البريطانية، وعودة الاستعمارالبريطاني لليمن تدريجيا على الاقل وفقا لبعض الاسلاميين المتشددين الذين يحرمون التماثيل والصور.
وفي الاحتفائية التي أقيمت بالمناسبة قال مدير عام شركة هيومن كير البريطانية ادهم اكبر حنيف ان الشركة قامت بأعمال الصيانة والترميم كمبادرة منها ولاقت ترحيبا وتعاونا من الجانب اليمني.. لافتا إلى أن عملية الصيانة شملت إزالة المواد الكلسية التي علقت على التمثال منذ 45سنة .
ويبلغ وزن التمثال طنين ونصف الطن، منه 50 % من مادة النحاس والباقي سبائك مخلطة من مواد البرونز .
ويشار إلى أن الملكة فيكتوريا الأم (Queen Victoria) هي ملكة بريطانيا العظمى وايرلندا (1837-1901 م) وإمبراطورة الهند (1876-1901 م) أيضا، كانت حفيدة للملك "جورج الثالث"، تنتمي إلى أسرة هانوفر ذات الأصول الجرمانية. كانت فيكتوريا آخر حاكم بريطاني يترك بصماته على الحياة السياسية في البلاد وهي من مواليد 24 مايو1819 وتوفيت في 1901م.
واللافت أن يوم الجمعة صادف الذكرى ال45 لرحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967 بعد عشرات السنين من النضال ضد الاستعمار الانجليزي الذي بدأ في عدن عام 1839م.
واعتبر محللون تحديد زمن إزاحة الستار عن النصب التذكاري لملكة بريطانيا الأم باختيار يوم الاستقلال 30 نوفمبر ليس مصادفة بقدر ما يبعث رسالة قوية مفادها ان اليمن يريد أن يطوي صفحة الاحتلال السوداء وان يفتح صفحة بيضاء مع بريطانيا لكتابة علاقات مستقبلية تنهي سنوات القطيعة والجفاء وتجعل الابواب كشرعة لتعاون بناء وشراكة مثمرة بين البلدين.
وفي هذا السياق تحدث ل"أوراق برس" المحلل السياسي خالد كامل قائلا : من تابع خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة الذكرى ال45 لاستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا سيلحظ انه لم يأتِ على الماضي ومآسي الاستعمار ووصفه قدحا وذما كما كان يفعل رؤساء اليمن السابقون في هذه المناسبة وانما مر عليه مرور الكرام داعيا الى استلهام معاني النضالات من اجل بناء اليمن الجديد وإخراجه من وضعه المؤلم الذي خلفته أزمة العام المنصرم 2011.
وكان سبق إزاحة الستار عن نصب الملكة الأم فيكتوريا بعد صيانته , عدد من الخطوات التي تصب في خانة الغزل اليمني لبريطانيا مؤخرا.
ففي شهر مايو أيار الماضي أعطى الرئيس هادي توجيهات بإعادة تسمية مستشفى الجمهورية بعدن بإسم " مستشفى الملكة إليزابيث الثانية " الذي كان قد عرف به منذ تدشينه في 1958 وحتى إلغاء التسمية بمرسوم من حكومة الاستقلال في جنوب اليمن عام 1969م.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية قد زارت عدن برفقة زوجها الأمير فيليب في 27 أبريل نيسان 1954 ضمن جولتها الملكية لدول الكومنولث التي بدأت في 23نوفمبرتشرين الثاني 1953 وانتهت في 15مايو ايار1954 وذلك على متن يختها الملكي سوبرايز (surprise ).
وتشير المصادر إلى أن الملكة إليزابيث كانت قد طلبت بقاء اسم المستشفى بعد الاستقلال كما هو عليه مقابل أن تتحمل كافة نفقات تشغيله إلا أن السلطات الحاكمة في الجنوب رفضت حينها الموافقة على الطلب وحولت اسمه إلى " مستشفى الجمهورية " في عام 1969.
وكان مطلع يناير كانون أول 2012 قد شهد الانتهاء من عملية إعادة تأهيل ساعة " بيج بن " عدن التاريخية والأثرية التي يعود تشييدها إلى عام 1890 في زمن الانجليز وهو ما جعلها تستعيد دورانها مطلع هذا العام ببعد توقف لفترات كان آخرها قبل نحو ربع قرن .
وتقع الساعة على مرتفع جبل يطل على ميناء عدن وحي التواهي من الجهات الأربع حيث تشكل معلما تاريخيا وأثريا وهندسيا غاية في الروعة ويحكي زمن الاستعمار البريطاني لعدن والذي بدأ في 1839 وانتهى في 1967.