طالب عدد من صحفيي وموظفي وكالة أنباء عدن (أ. ن. أ)، ووكالة أنباء الجنوب العربي، سابقاً، بعدن ومحافظات الجـنوب كلها، (فروع وكالة الأنباء اليمنية/سبأ حالياً)، الرئيس عبدربه منصور هادي بالتوجيه لإعادة أرشيف وكالة أنباء عــدن، الذي يضم نحو 745000 نشرة إخبارية متنوعة (النشرات الاخبارية الخاصة ومحدودة التداول والمطبوعة بالا ستنسل)، وصور فوتوغرافية وأشرطة فيديو (VHS) وأشرطة فيديو صغيرة، وأفلام تصوير بلاستيكية، ووثائق رسمية وملفات الصحفيين والموظفين، ومذكرات رسمية مراسلات حكومية وأخرى خاصة بالوكالة. 

وأوضحوا أن جهات لم يحددوها وقيادة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، بصنعاء ومديرها العام السابق يحي الشوكاني، قاموا عقب حرب اجتياح الجنوب عام 1994م، بنهب أرشيف ومعدات وكالة أنباء عـدن (فرع وكالة أنباء سبأ بعدن)، وتحميله على الشاحنات من عدن إلى صنعاء، وكذلك الحال بالنسبة لأرشيف بقية مكاتب الوكالة الجنوبية بمحافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت (مكتب المكلا/مكتب سيئون)، ومكتب المهرة. 

واستنكروا حالة الصمت المستمرة مند عام 1994م وحتى الآن، من قبل نقابة الصحافيين والمنظمات الحقوقية تجاه هذا النهب والعمل غير المقبول والذي ينم عن عقلية فاسدة وعنصرية مريضة لمن وقف وراءه..، داعين كل الشخصيات الصحفية والإدارية بوكالة أنباء عدن للتداعي لوضع مذكرة رسمية بالوثائق والموجودات التي نهبت لاسترجاعها. 

وكانت الصحافة قد سلطت الأضواء خلال الايام الماضية حول عملية النهب التي طالت الأرشيف، التابعة لقناة عدن الفضائية، التي تم نهبها بعد حرب اجتياح الجنوب 1994م واستمرت لسنوات لاحقة، حيث أودعت المنهوبات في قناة اليمن بصنعاء والتي بلغ عدد الأشرطة الفيديو المنهوبة 25 ألف شريط. 

وتمخضت جهود المتابعة مؤخرا على الموافقة على اعادة المنهوبات من صنعاء الى تلفزيون عدن، غير أن صحيفة "الشارع" الصادرة اليوم الأربعاء، قالت إن معلومات أفادت عن أنه تم إخراج أشرطة الفيديو هذه على متن "دينتين"، في الحادية عشر من مساء الأحد الفائت، من أرشيف القناة التلفزيونية الأولى في صنعاء، ثم اختفت هاتان الدينتان، مساء ذات اليوم، عند وصولهما منطقة بلاد الروس، على المدخل الجنوبي للعاصمة اليمنية صنعاء. 

وأوضح المصدر الإعلامي، أنه تم بتوجيهات عليا إخراج أشرطة الفيديو هذه من أرشيف الفضائية اليمنية، مساء الأحد الفائت، على متن "دينتين" بهدف نقلها إلى عدن، وعندما وصلت إلى بلاد الروس، اعترض طريقها مسلحون مجهولون، اقتادوها وسائقيها وشخصين مرافقين لهما، إلى منطقة مجهولة. 

وقال المصدر: " وفي الرابعة من فجر أمس الثلاثاء، تم العثور على الدينتين، مع سائقيهما ومرافقيهما، في بلاد الروس، بعد أن تم نهب أشرطة الفيديو. وهذه جريمة كبيرة في حق الأرشيف للتلفزيون والذاكرة الوطنية. وأشرطة الفيديو هذه تتضمن جانباً كبيراً من أرشيف التلفزيون الجنوبي لأحداث تاريخية هامة عن أحداث في دولة الجنوب، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وعن رؤساء الجنوب قبل الوحدة". 

وذكرت المعلومات أن هذه الأشرطة كان قد تم نهبها من قناة عدن، عقب حرب اجتياح الجنوب في 94، وتم نقلها من هناك إلى صنعاء، والأسبوع الماضي، صدرت التوجيهات بإعادة هذا الأرشيف إلى عدن، إلا أن هذا الأرشيف تعرض للنهب قبل وصوله إلى هناك، من نفس الجهات التي وجهت بالنهب في المرة الأولى قرب بلاد الروس من آل الأحمر وسنحان. 

وتحدثت المعلومات أن هاتين "الدينتين" خرجتا من مقر الفضائية اليمنية بصنعاء، في الحادية عشر والنصف من مساء الأحد الفائت، باتجاه مدينة عدن "بعد اتخاذ الإجراءات الخاصة بخروج شحنات الأشرطة ومنحها التراخيص الرسمية للمرور في الطرقات التي ستمر بها الشاحنات". 

وقالت المعلومات أنه بعد أن اجتازت الشاحنتان منطقة "حزيز"، انقطعت أخبارهما، ولم يعرف مصيريهما، أو الجهة التي اتجهتا إليها، حتى ظهور الشاحنتين أمس الثلاثاء. 

ونفى مسؤول رفيع في قناة اليمن الفضائية إخراج 25 ألف شريط مصور فيديو وثائقي من أرشيف القناة، مساء الأحد، بواسطة شاحنتين تم احتجازهما ونهب هذه الأشرطة منها في "بلاد الروس". 

وقال: " لم يتم إخراج 25 ألف شريط فيديو، " بل 1300 شريط فيديو فقط تم احتجازها من قبل مجهولين في بلاد الروس، رفض الإفصاح عن هويتهم أو الجهة التي يتبعونها". 

وأصاف: " تم إخراج هذه الأشرطة الـ1300 بناء على توجيه رسمي صادر من قبل قيادة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وبطلب من قناة عدن الفضائية, وهذه الأشرطة قديمة جداً، وأنتجت في الثمانينيات من القرن العشرين، وهي عبارة عن برامج فنية وغنائية، وليست خاصة برؤساء الجنوب، لم تعد تستخدم إلا في قناة عدن بواسطة جهاز واحد، حيث يتم تشغيلها بهذا الجهاز فقط". 

وتابع:" ما نشر حول عدد هذه الأشرطة هو أمر مبالغ فيه، فعدد هذه الأشرطة 1300 شريط فيديو فقط، وليست 25 ألف شريط، وهذه ليست أشرطة أرشيفية؛ بل برامج والأجهزة الأمنية تحقق في القضية ولم تنته بعد من عملية التحقيق". 

وقال هذا المسؤول: " كانت هذه الأشرطة محملة على متن دينتين صغيرتين، ولم تكن على متن شاحنتين كما تم تداول ذلك، بالإضافة إلى أنه تم إرسال شخصين من قبل المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لمرافقة هاتين الدينتين حتى تصلا إلى قناة عدن؛ إلا أنه تم اعتراضها عند وصولهما بلاد الروس، وتم نهب الأشرطة". 

وأضاف: " فضائية عدن قدمت طلباً رسمياً إلى المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون للحصول على هذه الأشرطة القديمة التابعة لها، والمؤسسة أصدرت أمراً للفضائية اليمنية بنقل وتسليم هذه الأشرطة لقناة عدن، لذلك تم إرسالها على متن دينتين".