بقلم : عبدالرحمن الزيادي -
مشكلتنا في هذا البلد وعلتنا الحقيقية وسبب كل مصائبنا تكمن في أن كل أمورنا ليست مكتملة .. وتقع تحت هذا العنوان النص نص ثورتنا غير ثورات العالم نص نص ..والثوار حقنا غير ثوار العالم نص نص أيضاً فالثورة عندنا تنتهي بإتفاقية وتصوير وفي افخم القاعات والقصور الملكية وهذة قصة غريبة ان تنتهي ثورة شعبية باتفاقية بين اشخاص ومع ذالك نصر ان نسميها ثورة (عـنـزة ولو طــارت )..والثائر نفسه نص ثائر لأنه لا يرى في الثورة الا اقتلاع شخص ويغض الطرف عن بقية مكونات النظام التي كانت جزء اساسي ومحرك للنظام طيلة الفترة الماضية إذاً فهو نص ثائر وليس ثائر مكتمل ..لأنه يرى بعين واحدة فقط ويغمض عينه الأخرى إما عمداً أو جهلاً ويفسر الثورة كما يراها هو ولا يقبل رأيك فيها وكأنك لست من هذا الشعب ولا يهمك مصيرك ومصير كل ابناء الوطن مثله هو ؟ والمتتبع لكل أمورنا يجد أن كل شي عندنا يسير بمبدأ النص نص من الحكومة نص بنص الى الحادث المروري نص بنص وشغل النص نص هو سبب دمار الشي لمن يفهمون ما اقصد فنصف النوم ارهاق ونصف الشبع قلق ونصف الحب جحيم وعذاب.. فالنظام الحاكم ذاته يسير وفق مبدأ النص نص يتكلم عن المدنية والحرية وهو لا يطبق القانون الا على الضعفاء والحكم العرفي والقبلي والجهوي ساري المفعول على حسب مكانة ونفوذ الشخص.. ولا يزال يقدس المشيخة والمشايخ بعلمنا جميعاً .. وبالتالي فإن انصاف المتعلمين هم سبب دمار التعليم وانصاف الرياضيين هم سبب كل هزائمنا ومرمطة سمعتنا في الداخل والخارج وانصاف الوطنيين هم سبب كل البلابل والقلاقل الحاصلة في البلد ارجلهم تعيث في ارضنا واياديهم ممتدة وتتجاوز حدودنا بآلاف الكيلوا مترات وتحت مسميات وطنية للأسف وانصاف المواقف قسمت ومزقت الشعب الى فرق ووصلت الى مستوى الأسرة وانصاف الحلول لم تمكن الوطن من الإستقرار ..الذي يقطع الكهرباء ويتسبب في قتل المرضى في المستشفيات يفاوض ويقايض بالمال ,, وقاطع الطريق يفاوض ويستقطب للأطراف المتصارعة بحجة انه قوي ومؤثر ويمكن ينفع في وقت الحاجة . وهكذا تجد أن كل شي في بلادنا يسير وفقاً لهذا المسمى النص نص حتى انها وصلت لهيكلة الجيش التي انتظرها الشعب طويلا وتم اعلان النص نص منها.. وسيتم اكمال المرحلة الثانية منها بعد أزمة قادمة ان شاء الله وصدور مبادرة اخرى .. وهكذا .. لذا فإن الوطن بحاجة الى عملية استئصال وتنظيف وتطهير كامل واستعادة ضبط المصنع لتفكيرنا والنظر للأمور من زوايا اوسع من اجل الخروج باليمن من دوامات العنف والصراع التي لن تنتهي ما دمنا نفكر بطريقة النص نص .. لأن اليمن في هذا الوضع بحاجة لمواقف واضحة وحاسمة وليست بحاجة لشغل النص نص الذي قد يؤدي في بعض الأحيان الى الطلاق والعياذ بالله .
