انتحر بريطاني وزوجته بالاتفاق فيما بينهما، وتناولا السم معاً ليفارقا الحياة على الفور، ويضمنا الموت سوياً بعد 46 عاماً من الزواج، والعيش المشترك بينهما، فيما اكتفيا بكتابة كلمة واحدة في دفتر مذكراتهما، وهي «مغادرة».

وكان كل من الزوجين يعاني من حالة صحية سيئة، قبل أن يقررا التخلص من حياتهما، خوفاً من أن يموت أحدهما ويترك الآخر وحيداً. وليلة «المغادرة» أطفأ كل من رفائيل وتامار أضواء منزلهما الكائن في مدينة أكسفورد، وأدارا اسطوانة تبث الموسيقى الهادئة، وتناولا سائلاً ساماً، ليفارقا الحياة متعانقين في غرفة نومهما، وكل منهما يمسك بيد الآخر.

ولحظة العثور على الجثتين كانت الزوجة تامار تلقي برأسها على كتف زوجها، ويدها على كتفه، في حالة حب نادرة، دون أن يبدو أي منهما منزعجاً قبل أن يفارق الحياة. وقال ابن الزوجين تاي ألتمان البالغ من العمر 43 عاماً إنه كان يعلم بأن والديه سوف يختاران الموت سوياً، لأن السرطان كان قد وصل مرحلته الأخيرة مع والده، فيما كانت أمه تقول بأنها لا تستطيع العيش دون رفائيل، ولو للحظة واحدة.

وقال ألتمان: «أمضينا يومين ونحن نقول: وداعاً، كانت فرصة لنقول كل شيء نود قوله»، مضيفاً: «أنا قلت لهما انهما كانا والدين جيدين، وأنني أرغب في توريث القيم التي تعلمتها منهما لأبنائي.. أنا أردت بأن أعطيهما الشعور بأنهما يتركان وراءهما شيئاً ملموساً».

وكان رفائيل الأب معلماً للدين، في مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا قبل أن يتزوج من تامار التي تعود أصولها الى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة. ومن ثم ينتقلان للعيش في بريطانيا. وبلغ مرض السرطان مراحله النهائية في جسد رفائيل، أما زوجته تامار فكانت تعاني من مرض السكري إضافة الى مشاكل صحية أخرى عديدة. ويقول الابن إنه بكى طويلاً عندما تدهورت الحالة الصحية لوالده، ويضيف: «كنت أعلم أنه اقترب من النهاية، بكيتُ كثيراً، لم يكن قادراً على المشي، ولا حتى على إطعام نفسه».