كتب النقاد ماجد زايد مقالا انتقد فيه برنامج قناة الهوية الكاميرا الخفية
واستخدموا فيها اسلحة الدولة
مزيد من التفاصيل في المقال الذي يعيد نشره الاوراق: -
.تواصلوا ببعض الفنانين والمشاهير والإعلاميين، بإسم مؤسسة إنتاجية ستقدم برنامج لمساندة القضية العربية المعروفة، برنامج سيتم تسجيله في مكان يحاكي الـ ـجبـ ـهة والنازحين، ليتم عرضه في قناة فضائية خلال شهر رمضان، كان الفنان محمد العماد هو واجهة البرنامج ومنسقه الشخصي، دون معرفة الضيوف بأن البرنامج يتبع قناة الهوية.
أخذوا الضيوف لكهف نائي في مكان جبلي، وقبلها كانوا قد جهزوا بالمكان أسلـ ـحة متوسطة وثقيلة وذخائر متنوعة، وجوارهم طائرة حـ ـربية، وبمجرد أن بدأوا تسجيل البرنامج، رفع أحد الأشخاص المعنيين افتراضًا بالحراسة، جهاز الإتصال، وفيه صوت ينادي ويقول: هناك هجوم علينا، هجوم عليكم وعلينا، طائرات في طريقها إلينا، الحقوا حياتكم واختبئوا، ليقوم الجندي صارخًا بملامح الخوف: هيا هيا، لنواجههم ونقضي عليهم، وعندها أخذوا الأسلحة، وبدأوا يطلقون النار، وفي الخارج إطلاق كثيف باتجاههم، وتحليق طيران، ورصاص ينطلق منها، ومعـ ـركة مكتملة تجري حولهم، معـ ـركة كاملة الحبكة، وهكذا جرت اشتباكات وهمية، بأسلحة دولة متكاملة.
لم يكن يتوقع الضيوف ما يحدث، وفي بعض لحظاتهم تلك استسلموا للموت، يقول لي أحدهم: توقفت الحياة علينا بذلك الوقت، ولم نتوقع أن ننجوا، ولم نتخيل أيضًا أن تكون هناك مقالب بهذا الشكل البشع والمرعب، لكننا عشنا خلالها أوقاتًا جنونية من الخوف والذعر والاستسلام، بعدها توقف الأمر،، بعد تصوير الموقف كاملًا، عندها عادوا وضحكوا ثم اعتذروا للضيوف وقالوا لهم: يجب أن تكونوا أقوياء وأشداء وأسماخ، لماذا تخافون من طائرة تضرب النار عليكم؟! هكذا أخبروهم ببرود تام، ثم ابتسموا لهم، وطلبوا منهم الضحك وعرض الحلقة.
هل تتخيلوا الموقف ببساطة؟! أخذوا أسلحة دولة، واستخدموا قضية إنسانية عالمية ليحققوا بها غرائز قناة تتمنى عودة الرواج.. ولأجلها أيضًا أخذوا إنسان بسيط من بيته، والقوا به في جبهة حـ رب، ليعايش توقعات الموت والخوف والحصار، والرصاص المسيطر على المكان، وافتراضات الطيران الغربي، الطيران الذي يحرق الأخضر واليابس، جعلوهم يعايشون أوقاتًا كلها ذعر ورعب وموت مؤكد، ثم قالوا لهم، هيا ابتسموا، لقد صورنا حلقة مضحكة جدًا، هيا اضحكوا اضحكوا.. الفنان #محمد_الخولاني بكى يومها، والممثل #توفيق_الماخذي قال لهم هذا عمل فيه نذالة، ورئيس الانستجرام تجمد في مكانه من الصدمة، أما #يحيى_عنبه فتشهد على روحه الاف المرات، والإعلامي محمد السماوي، مات وعاد ثلاث مرات من المقبرة.
الأكثر سوءًا من نذالة القناة، وانتهازيتها، وتماديها ووضاعتها، موافقة الفنان محمد العماد على أن يكون واجهة البرنامج، ومنسقه الشخصي، هذا الأمر باعث على الأسى والأسف والمفاجأة، أن يجعل فنان جميل نفسه ممر عبور لرواج قناة تقدم النذالة والتفاهة والتخويف، أمر مستفز جدًا وتصرف غير محترم أبدًا أبدًا.