التقى 30 ناشطة وناشطًا من المجتمع المدني من مختلف أنحاء اليمن في عدن للمشاركة في مناقشات تركزت حول عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة وصلتها بجهود بناء السلام على الأرض. وقد مثّل المشاركون تحالفين للمجتمع المدني من العاملين في مجال بناء السلام، وهما الائتلاف المدني للسلام ومجموعة الدعم الشبابية، واللذان يضمان عددًا من المنظمات الأعضاء والشبكات الموجودة في عشر محافظات يمنية. وقد نظم مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هذا الاجتماع التشاوري على مدار ثلاثة أيام في الفترة من 10 إلى 12 فبراير 2024.
وقالت إحدى قياديات المجتمع المدني في شبوة خلال الاجتماع: "أتطلع حولي وأرى العديد من الوجوه الجديدة التي قطعت مسافات طويلة من شبوة وحضرموت ومأرب والمهرة وسقطرى للتواجد هنا والمشاركة. ويسعدني أن أتيحت لي الفرصة للقاء زملائنا من عدن هنا. كما يسرني أن أرى مشاورات الأمم المتحدة توسع نطاقها وتبذل جهدًا حقيقيًا للوصول إلى الأصوات التي لم يتم سماعها من قبل".
يأتي الاجتماع التشاوري كجزء من جهود مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لتعزيز التواصل مع اليمنيين على الصعيدين الوطني والمجتمعي ولتوسيع نطاق العمل ليشمل مجموعة أكبر من الجهات الفاعلة. في الأشهر الأخيرة، شملت هذه الجهود اجتماعات تشاورية مع مجموعات من النساء والشباب وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والوسطاء المحليين.
وقال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ " للمجتمع المدني دور مهم للغاية في دعم عملية السلام، وفي تمثيل الشعب اليمني. لا يقتصر دوركم على تحفيز جهودنا فحسب، بل يمتد لزرع الأمل بين أكثر من 30 مليون يمني نخدمهم جميعًا." وأضاف "نحن نستمد الإلهام من هياكل وشبكات وتحالفات بناء السلام المحلية التي تسعى جاهدة لتحقيق السلام لأفرادها ومجتمعاتها".
وشدد المشاركون على ضرورة الاستماع إلى أصوات جميع شرائح المجتمع اليمني لتكون العملية السياسية مملوكة لليمنيين بشكل حقيقي، مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء والشباب والمجموعات المهمشة والمناطق منخفضة التمثيل.
وخلال الاجتماع، بحث المشاركون مع ممثلي مكتب المبعوث سبل تعزيز شمولية وساطة الأمم المتحدة للسلام نحو نتائج وحلول عادلة ومستدامة. تضمّنت بعض التدابير المطروحة من قبل المشاركين ضرورة عقد اجتماعات افتراضية منتظمة للحفاظ على التواصل النشط بين مكتب المبعوث والمجتمع المدني لمناقشة التحديات التي تواجه جهود وساطة الأمم المتحدة، وتأكيد ضرورة ضمان دور فاعل لمنظمات المجتمع المدني في دعم عمليات المفاوضات، وإشراك الفئات المهمشة في مناقشات موازية تسهم في جهود الأمم المتحدة مع أطراف النزاع.
وقال أحد المشاركين: "يستحق اليمنيون سلامًا عادلاً ومستدامًا يتجاوز مصالح أطراف النزاع. فيجب أن يتم توجيه عملية السلام السياسي بما يعكس أولويات واحتياجات اليمنيين ويهدف إلى خدمة المصلحة الكلية للبلاد.
واستعرض ممثلو الائتلاف المدني للسلام ومجموعة الدعم الشبابية رؤى وأنشطة تحالفاتهم، وسلطوا الضوء على قصص النجاح في مبادرات بناء السلام المحلية في مختلف المحافظات. وبعد إحاطة قدمها مكتب المبعوث الأممي، انخرط المشاركون في مناقشات مجموعات عمل لتبادل الأفكار حول السيناريوهات المحتملة وتحديد تدابير بناء الثقة بين الأطراف والقضايا ذات الأولوية لعملية السلام.
سعى المشاركون إلى تحديد الفرص لتعزيز التكامل بين جهودهم الشعبية وجهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، وطرح مقاربات عملية مناسبة لظروف اليمن الفريدة، وذلك استنادًا على خبرتهم في العمل الخاص ببناء السلام المتجذرة في السياق المحلي. وقد شملت طروحاتهم تقوية جهود مناصرة السلام على مستوى المجتمعات المحلية وتيسير الحوارات محليًا لضمان ارتكاز العملية السياسية على أساس الواقع اليومي الذي يعيشه اليمنيون في جميع أنحاء البلاد.
خلال المناقشات، ظهرت عدة أولويات مشتركة ودعا المشاركون إلى دمج هذه الأولويات في جداول أعمال المفاوضات المستقبلية لضمان توافق الحلول مع احتياجات المجتمعات المحلية. وشملت الأولويات قصيرة المدى معالجة الظروف الإنسانية الصعبة، وإعطاء الأولوية لدفع رواتب القطاع العام، وإعادة فتح الطرق في أجزاء مختلفة من اليمن لتسهيل حركة الأفراد والبضائع. ومن بين الأولويات الأخرى التي برزت من خلال مناقشات مجموعات العمل، معالجة قضية الجنوب، التي تم تحديدها كمسألة مهمة تتطلب اهتمامًا سياسيًا.
رأى المشاركون والذين يمثلون خلفيات ومحافظات متنوعة في هذا الحوار تأكيدًا على قدرة المجتمع المدني على إيجاد أرضية مشتركة في القضايا المهمة لجميع اليمنيين وتعزيز المزيد من التكامل بين جهود وساطة الأمم المتحدة وعمل المجتمع المدني اليمني.
و قال أحد قياديّ الائتلاف المدني للسلام: "أتاح الاجتماع التشاوري فرصة لتبادل الأفكار والرؤى مع الأشخاص العاملين على الأرض في العديد من المحافظات. والأهم من ذلك، يجدد هذا الاجتماع الأمل في حل سياسي سلمي لليمن".
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.