الاوراق برس من صنعاء -
بين الرحمة والعذاب !!
كيف انتُزعت الرحمة منا ؟!
كيف أضعنا الإنسانية ؟!
كيف تحول ملائكة الرحمة إلى زبانية عذاب ؟!
يسمون العاملين في المجال الصحي ملائكة الرحمة فلا يجد المريض ولا مرافقوه غير زبانية عذاب !!
لنا دين هو دين الرحمة ولنا إنسانية هي إنسانية الإنسان ولنا حكمة وميزة هي وسام رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بقوله (( الإيمان يمان والحكمة يمانية )) فلماذا نتخلى عنها لصالح الطمع والجشع والهوى ؟!
في المستشفيات والمراكز الصحية من النادر وجود رحمة و (( لا تُنزع الرحمة إلا من شقي )) كما قال النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله !!
الفقير يدخل المستشفيات الحكومية والخاصة فيقرشون جلده ويسلخون لحمه !!
الجريح والمصاب والمسكين لا يجد اهتماماً !!
يصل المصاب النازف إليهم ويصل المريض المحتاج للإسعاف في بطانية فلا يعملون له شيئاً حتى يدفع ويأتي بالأسناد !!
يتعاملون معه بطريقة وحشية ولا مبالاة !! لا ينظرون في حاله ولا يبتسمون في وجهه !!
يتركون النازف والمريض يموت في أروقة المستشفيات !! أي دين يحملون ؟! أي إنسانية يتدثرون ؟!
موتى غادروا الحياة بينما يتحاور مسعفوهم مع الحسابات !!
جثث محتجزة في الثلاجات حتى يدفع أصحابها الملايين !!
هل ثمة دور إنساني للمستشفيات ؟!
هناك من يقول : هذه ليست جمعيات خيرية وإنما هي مؤسسات استثمارية .
صحيح أن المستشفيات الخاصة تجارية لكنها لا تفقد دورها الإنساني على الإطلاق !!
وأما المستشفيات والمراكز الحكومية فهي خدمية بالأساس ودورها مع المواطن !!
الذي يدخل المستشفيات بأي طريقة سرعان ما يتم قتله بالروشتات !! روشتة علاجات بعشرة آلاف وروشتة بخمسة عشر وروشتة بثلاثين وهكذا كل يوم !!
المستشفيات الحكومية فيها الكثير من العلاجات لكنها تُصرف لمن يدفع أو معه وساطة !!
من أين للفقير وساطة ؟! من أين يدفع ؟!
أيها العاملون في مجال الصحة :
ما دوركم في التخفيف عن المرضى ؟!
لماذا الغالب منكم غاضب وعابس ؟!
إما امتلكتم رحمة وإنسانية وديناً أو تركتم العمل في هذا المجال .
مجال الصحة لواسعي الصدور ، لكبيري القلوب ، لمن تفيض قلوبهم بالرحمة والإنسانية ، لمستشعري واجبهم ودورهم الجهادي في هذا المجال وهذه الظروف بالذات .. الذين وصفهم الله سبحانه ﴿ رُحَماءُ بَينَهُم ﴾ الفتح 29 فـ الراحمون يرحمهم الرحمن .
حويصوا القلوب وضيقوا النفوس ومقطبوا الوجوه وبال على المرضى فلا يعملوا في هذا المجال ﴿ أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكونوا كَالَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلوبُهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ ﴾ الحديد 16 .
إنني أشيد بدور القطاع الصحي وثباته وجهاده في هذه الظروف وأشيد بكل صادق مخلص في هذا القطاع ولكي يكتمل هذا الدور يجب استشعار الواجب والرحمة والإنسانية .
ننازع أنفسنا ونعاتبها ونخاطبها :
لماذا القسوة ؟!
لماذا الشدة ؟!
لماذا الغلظة ؟!
هل فينا إنسانية ؟!
هل سمعتم عن مستشفى استقبل فقيراً وعالجه ؟!
هل سمعتم عن مستشفى أسعف جريحاً أو مصاباً ينزف فأنقذه ؟!
يبتزون الفقراء .
يسلخون جلد البائس .
يمتصون دماءهم .
ثم تراهم يحملون المسابح ويسبحون !! يتركون الفقير يموت وعند حلول أوقات الصلوات للمساجد يتوجهون !!
من تُسبحون ؟! ولمن تُصلون ؟!
لا المستشفيات الحكومية ولا الخاصة فالغالب منهم بلا إنسانية !!
إذا لم يكن فيك دين يردعك فلا تعمل .
إذا لم تكن إنساناً فلا تتطبب .
إذا لم تحمل أخلاقاً فلا تمتهن مهنة الرحمة .
تحول الكثير من ملائكة الرحمة إلى زبانية عذاب وهذا مما يشوه الإسلام !! هل الغرب أكثر منا رحمة وإنسانية بالإنسان ؟!
كم مريض ضحية تم إنصافه ؟!
كم مريض دخل المستشفيات برجليه وخرج جثة في صندوق أو معاقاً وذا عاهة ؟!
كم يموت من الزائدة الدودية وزيادة التخدير والأخطاء والإهمال وفي بلادنا يوقع ولي المريض ويبصم ويتنازل حتى على عملية اللوز ؟!
كم أنصف المجلس الطبي مرضى ضحايا ؟!
كم تجاوبت وزارة الصحة ومكاتبها مع الضحايا ؟!
من الذي تمت محاسبته من المهملين والمقصرين ومنتحلي المهنة ؟!
آلاف الأخطاء الطبية والضحايا فكم سمعتم عن مستشفيات وأطباء وصحيين تمت محاسبتهم وإغلاق مجازر الإستهتار بالبشر ؟!
تعاملات الغرب الإنسانية مع الإنسان في بلدانهم تمنحهم دعاية كبيرة بيننا على حساب الإسلام والمسلمين بل ويستغلها ضعفاء النفوس وتيار الإنجراف لتلميع الغرب وتشويه الدين !! ﴿ وَلَو أَنَّ أَهلَ الكِتابِ آمَنوا وَاتَّقَوا لَكَفَّرنا عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَلَأَدخَلناهُم جَنّاتِ النَّعيمِ ﴾ المائدة 65 .
راجي عفو مولاه / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الجمعة 11 جمادى الآخر 1443هـ الموافق 14 يناير 2022م .
#الحسين_بن_أحمد_السراجي
للإنضمام لقناتي على الـ تيليجرام إضغط الرابط
t.me/husseinalseragi
