- بريطانيا تُجنّد الأطفال

- بريطانيا تُجنّد الأطفال
الخميس, 09-أكتوبر-2014
اوراق برس من الراي الكويتية -

 يتضح من دعوى قُدِّمت أمس إلى المحكمة العليا في لندن أن بريطانيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا وواحدة من دول قلائل في العالم التي تعمل على تجنيد أطفال دون السن القانونية لجيشها، وأن نسبة الجنود الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً في القوات المسلحة البريطانية تصل إلى 1.3 في المئة.

تم الكشف عن هذه الحقيقة في الدعوى التي أقامتها ضد وزارة الدفاع البريطانية إحدى لجان حقوق الإنسان التي تُعنى بالدفاع عن حقوق الأطفال وتدعى «الجمعية الدولية للجنود الأطفال» التي طلبت من المحكمة إصدار قرار ضد وزارة الدفاع لمنعها من إطالة مدة الخدمة العسكرية بالنسبة للأطفال وتحديدها بعامين فقط. فالطفل وفقاً للقانون البريطاني الذي يستند على المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان والطفولة هو أي شخص لم يبلغ من العمر 18 عاماً. فيما درجت وزارة الدفاع البريطانية على تجنيد المراهقين من سن 16 سنة فما فوق.

وجاء في الدعوى المقدمة إلى المحكمة العليا في هذا الخصوص أن بريطانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تستخدم في جيشها جنوداً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وواحدة من 17 دولة في جميع أنحاء العالم معظمها من دول العالم الثالث مثل بنغلادش والسلفادور وإيران وكوريا الشمالية.

يُشار إلى أن فرنسا وكندا على سبيل المثال تستقبل مراهقين من سن 16 فما فوق للدراسة في المعاهد أو الأكاديميات العسكرية، لكنها لا تقبلهم للخدمة الفعلية في صفوف القوات المسلحة.

فوفقاً للنظام المعمول به في بريطانيا يوقِّع كل من يلتحق بسلك الجندية على البقاء في الخدمة حتى سن 22 عاماً، ما يعني أن المراهقين من 16 عاماً الذين يلتحقون بالخدمة العسكرية يخدمون مدة سنتين أطول من خدمة الشبان الذين يلتحقون بالجيش في سن 18، وهذا هو السبب الذي على أساسه قامت الدعوى، وهي لا تطالب بوقف تجنيد من تقل أعمارهم عن 18 عاماً، لأن مثل هذا الأمر ليس من صلاحية المحاكم، بل من صلاحية البرلمان ويحتاج إلى تعديل في القوانين.

وقال محامو «الجمعية الدولية للجنود الأطفال» ان الجمعية تحركت لمواجهة وزارة الدفاع عقب استفتاء لآراء المواطنين البريطانيين أجري أخيراً بيّنت نتائجه وجود معارضة شديدة لتجنيد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وضمت جمعيات أخرى صوتها إلى الجمعية التي قدمت الدعوى، ومن ضمن الجمعيات المطالبة بعدم تجنيد الأطفال في بريطانيا «تحالف حقوق الأطفال» والفرع الدولي لجمعية رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونسيف).

ودافعت وزارة الدفاع البريطانية عن نفسها وقال جوليان برايزر، وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، ان «الانضمام للقوات المسلحة يمنح الشباب فوائد وفرصاً كثيرة»، وأضاف أن «أي شخص يقل عمره عن 18 عاماً لا يُقبل في القوات المسلحة من دون الحصول على موافقة خطية من أولياء أمره». لكن المعارضين لتجنيد الأطفال لا يوافقون الوزير رأيه في هذا الشأن ويقولون ان لتجنيد الأطفال عواقب نفسية وجسدية وخيمة تلحق أضراراً بالمجتمع ككل.

وأوردت صحيفة «الاندبندنت» أمس قصة عن جندي بريطاني يُدعى بت كروس تجند للجيش وهو في سن 16، وبعد عامين تم إرساله إلى ساحة القتال في أفغانستان وشارك هناك في العمليات العسكرية وتعرّض فيها لإطلاق النار من جهة معادية، لاحقاً حصل على إجازة لزيارة عائلته في بريطانيا، حيث بلغه أثناء الزيارة خبر مقتل اثنين من زملائه في أفغانستان. فتأثر كثيراً وقرر عدم العودة إلى أفغانستان، فطلب من أحد أصدقائه أن يدوس بسيارته فوق قدمه، لكي يتمكن من طلب إعفائه من الخدمة العسكرية. وأثناء معاينة الطبيب العسكري له اعترف كروس بأنه رتب الحادث للتهرب من مواصلة الخدمة العسكرية، فتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الخداع والتهرب من الخدمة وحكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن لمدة 18 شهراً. لكن اعتراضاً على الحكم قُدِّم لاحقاً وتمت تبرئته استناداً إلى أسباب نفسية.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 06:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-9581.htm