- رئيس الوزراء!

- رئيس الوزراء!
الثلاثاء, 07-أكتوبر-2014
بقلم / عاصم السادة -

 لم تعد المطابخ الاعلامية وتكهناتها تشكل اي دور سياسي مؤثر في تشكيلة اي حكومة وطاقمها الوزاري كما كانت في عهد الرئيس السابق عندما ترشح شخص ما لمنصب ما وبالفعل يقع عليه الاختيار لان الاعلام راضي عنه.. فالامر اليوم بات مختلف تماماً لان الشراكة السياسية في المناصب الحكومية وتقاسم حقائبها لم يعد قرار الحزب الحاكم ورئيسه الذي يحكم البلاد يعين من يريد فيما الاخرين في الجهة الاخرى معارضين لهذا الحكم وانما بقرار كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية المشاركة في السلطة وفقاً لتوافقها على الشخص الذي يريدوه لتولي المنصب..!


 

اليوم وسائل الاعلام تتكهن منصب رئيس الوزراء من واقع قناعتها الشخصية وارتباطتها بتلك الشخصيات والعلاقة الحميمية فيما بينهم او بإيعاز بعض  الشخصيات الطموحة لؤلئك الاعلاميين لترويجه في السوق الاعلامية والسياسية معاً وهذا ما لا يعتمل به الان نهائياً.!

صحيح ان ثمة تسريبات باسماء بعض الشخصيات من المطابخ الاعلامية الرئاسية للصحف ومواقع الاخبار لكن تلك التسريبات -ايضاً-لها حساباتها البرجماتية مع تلك الشخصيات او لقياس ردة فعل الشارع اليمني حول تلك الشخصيات في مدى كاريزميتها وادائها العملي وتقبله معارضته لها.!

فمنذ توقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي تنص احد بنودها بتعين رئيس وزراء غضون عشرة ايام تتفق عليه جميع الاطراف الموقعة ورغم تجاوز هذا التزمين ومخالفته للاتفاق لم يعين رئيس وزراء حتى اللحظة الا ان الاخبار المتضاربة التي تبنتها وسائل الاعلام وترويجها شخصيات على انها نالت الحظ الاوفر غير منطقية وغير مؤكده ولم تعلن الاحزاب والجماعات بصورة رسمية ولو اغلبها بان الاختيار وقع على احدهم  ومن ثم وقع الاختلاف عليها.!

وبغض النظر عن الشخصيات المرشحة لمنصب رئيس الوزراء من حيث كفاءتها ونزاهتها ومقدرتها على تحمل المسؤولية تجاه الوطن تظل التكهنات الاعلامية تغرد خارج الواقع الذي لا يعتمد على صحة الاخبار المستقاه وتناولتها من زاوية  الاثارة والبحث عن شهرة للموقع الاخباري والحصول على عدد كبير من القُراء لأخبارها بهذا المحرك الاخباري او ذاك.!

والسؤال هنا ..هل صدقت وسائل الاعلام وتكهناتها الاخبارية في اختيار رئيس الوزراء منذ توقيع الاتفاق حتى الان..؟ الجواب: لا. بل انها غالباً تُوقع نفسها في موقع مخجل جداً امام جمهورها وقراءها اذا كانت تعي ذلك.

اليمن تمر بمرحلة في غاية الحساسية ولا تتطلب اختلاق الاخبار الوهمية والتحريضية التي تزيد من حِدة توتر الشارع العام واثارة الذعر والرعب في اوساط الناس !

 والحقيقة ان الاعلام اليمني بمختلف وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية لا يزال مخطوفاً من ابناء المهنة وان وجدوا ليسوا سوى اداة وبالتالي فهو بحوزة مجموعة من المتنفذين المتحكمين بسياسة تلك الوسائل الاعلامية لامتلاكها رأس المال والقرار. لذلك فان الرسالة الاعلامية تزداد قتامة وانحراف عن مسارها الاخلاقي وتنجر الى مربع المناكفات والمزايدات السياسية التي تخلق واقع يمني مشوه اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً من خلال الممارسة غير الصحية لهذه الوسائل.!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 08:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-9541.htm