-  جيوش الأثير...

- جيوش الأثير...
الجمعة, 05-سبتمبر-2014
بقلم/الكاتبة أمينة خيري -

 مهنة الضيف التلفزيوني ليست سهلة، ومهمة الإفتاء في ما تعلمه أو تجهله ليست هينة، وهواية السياسة بينما أنت دارس للطب، أو الانغماس في الدين في حين أنك اختصاصي زراعة، أو الانخراط في الفن على رغم أن كل خبرتك فيه تأتي عبر مشاهدة شاشة التلفزيون من على أريكتك لا تُنمى أو تُعدل أو تُحَسن من دون جهد جهيد وعمل وفير وتدريب عميق. كثيرون يحلمون بأن يتلقوا تلك المكالمة الهاتفية من ذلك المعدّ ليطلب منهم التكرم بالحضور للظهور على الشاشة.


ويمكن تحديد نقاط عشر تمكّن الراغب الانضمام إلى جيوش الأثير من احتراف الصنعة والظهور على الشاشات.

أولاً: حذار من عبارة «لا أعلم»، فالضيف الحاذق يفهم في كل شيء وأي شيء.

ثانياً، تجهّم حين يتوقع منك أن تبتسم، وابتسم حين ينتظر منك أن تتجهم. فجانب من نجاح الضيف يكمن في إتيانه بما لا يتوقع. ولا بد من ترديد عبارات مثل «سأفجر معلومة الآن لا تخطر على بال» أو «سأخص البرنامج بخبر غير مسبوق».

ثالثاً، لا تسمع للمذيع أو بقية الضيوف من الحديث لأكثر من دقيقة. قاطعهم بكل ما أوتيت من قوة.

رابعاً، لا تذهب إلى الاستودو خالي اليدين. إحمل عدداً من المستندات. فإن شكك أحدهم في تصريح أدليت به، ابرز الأوراق ولوّح بالمستندات، وكن مطمئناً جداً، كل ما عليك ألا تدع الكاميرا تتمكن من التسليط على محتوى الأوراق. فجزء كبير من الصنعــة تكــــمن في القدرة على الإقنــاع، حــتى لو لم يكن لــديـك مستندات.

خامساً، عليك أن تعلم أن الصوت الخافت ضعف، والسكينة خيبة. ارفع صوتك بسبب ومن دونه، وإن عمد الآخرون إلى تعلية أصواتهم، درب أحبالك الصوتية على أن تعلو فوق الجميع. فالغلبة للحنجرة والهزيمة للعقلانيين.

سادساً، إياك أن تترك نفسك تستمع الى ما يقوله بقية الضيوف أو تفكر في ما قالوه أو تعقل ما تفوهوا به. إمض الوقت المتاح لتبلور الكلام الذي ستدلو به والهجوم الذي ستشنّه. تكلم أكثر مما تستمع.

سابعاً، قوّم الحوار وجس نبض الكلام، فإن وجدت بقية الضيوف ينتهجون نهج اليمين، انتهج نهج اليسار. وتذكر دائماً أن المشاهد يعشق السخونة ويحب الإثارة ويبجل الأجواء الملتهبة.

ثامناً، لا تستمع أبداً إلى صوت العقل. أنظر حولك لتستمد عبرتك وتتعلم درسك ممن ركنوا إلى العدل واستمعوا إلى المنطق، وستجدهم يتجرعون مرارة الابتعاد عن الشاشات ويسددون فاتورة الاعتماد على الإنصات.

تاسعاً، جزء من عملية التسويق الذاتي – إضافة إلى المظهر الخارجي والتقديم الذاتي – هو بطاقة العمل، حيث «فلان الفلاني» «خبير الحركات الإسلامية» أو «اختصاصي الفترات الانتقالية» أو «محلل الأسواق الثورية».

عاشراً، تذكر دائماً ان الضيف الدائم مفتاحك إلى عوالم أوسع وأرحب.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-9120.htm