- يتظاهراليمنيون مجددا فلا تصدقوا الاعداد ..انهم يريدون ارغام الرئيس على....

- يتظاهراليمنيون مجددا فلا تصدقوا الاعداد ..انهم يريدون ارغام الرئيس على....
الجمعة, 29-أغسطس-2014
الدكتور مصطفى بهران -


1- تظاهر اليمنيون فيما مضى في كل الميادين اليمنية. وهاهم يتظاهرون من جديد، فلا تشغلوا أنفسكم بالأعداد ولا تصدقوا التهويل العددي من أي طرف كان (كل الحشود بدون استثناء منذ مطلع 2011 حتى يومنا هذا هي بالآلاف غالباً، وعشرات الألاف أحياناً وفي أقصى تقدير)، فالمهم هو أنّ اليمنيين ما زالوا يتظاهرون سلميّاً معبرين عن همومهم وتطلعاتهم سواءً في طريق المطار أو في شارع الشهيد الزبيري أو أي مكان آخر في أرضنا الطيبة. فسواء كان خروجهم بإرادة ذاتية شخصية أو استجابة لدعوات أحزاب أو قيادات ساسية أو حتى حكومية، فهو خروج ليس فقط مشروعاً بل محموداً مشكوراً بغضّ النظر عن التوجهات التي يعبرون عنها أو الصف السياسي الذي يعبرون عنه. وكلّ من خرج وتظاهر وعبّر عن همومه وتطلعاته هو يمني بامتياز يجب أن نفخر جميعاً بيمنيته وامتلاكه لإرادته السياسية والتعبير عنها سلمياً وحضارياً مادام لم يلجأ إلى العنف. فالتحية كل التحية للجماهير اليمنية من كل الأطراف. والتحية كذلك للذين يتابعون عن كثب حتى إذا لم يقتنعوا بالخروج في هذه اللحظة أو تلك. التحية كل التحية لهذا الشعب الذي ما برح حتى هذه اللحظة يبين للعالم كيف يكون حق التظاهر والتعبير عن الذات سلمياً وحضارياً.


2- لا يرى المراقب الموضوعي بناءً على التصريحات الرسمية وبعيداً عن النوايا المستترة فجوةً كبيرةً بين أطراف الصراع اليوم، فهناك توافقاً كاملاً بين الجميع على:


• تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة كفاءات. وربما الأصلح هو تشكيل حكومة كفاءات وطنية بمعنى أن يقدم كل طرف مرشحين للحكومة من الكفاءات المتخصصة (ذات الأيادي البيضاء بحسب تعبير أخ كريم) وليس مرشحين سياسيين كما هو الحال في الحكومة الحالية.


• تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال برنامج مزمن يتم التوافق عليه.


3- يبقى الخلاف حول الملف الاقتصادي، خاصة إعادة دعم المشتقات النفطية من عدمه، فالناس متفقون على وجود المشكلة ولكنهم مختلفون على طريقة حلها. فالجماهير لا يعنيها (وهذا حقها) سوى الضرر الذي مسها وضيق معيشتها، فهي ليست متخصصة في الاقتصاد حتى تدرك أن أغلب الدعم كان يذهب لجيوب حمران العيون، وأن القرار كان منعاً لانهيار الدولة ككل وعلى وجه الخصوص عدم قدرتها على دفع رواتب جهازها الإداري والأمني والعسكري في هذه اللحظة من الزمن، خاصة أن الجماهير تعلم تماماً أن الفساد وسوء الإدارة الذي أغلبه موروث وبعضه مستجد مازال قائماً، وعليه نحن أمام معادلة من شقين: الأول الضرورة الاقتصادية لرفع الدعم، والثاني معيشة الجماهير التي ما انفكت تزداد سوءاً، وحلها ليس معجزاً في ذاته، بل ممكناً ومتاحاً إذا ما توفرت الشروط السياسية أولاً (التوافق)، والإدارية ثانياً (الإصلاح الاقتصادي الشامل وخاصة ما يتعلق بالعجز الإداري والفساد والموارد في ارتباطه بمسألة الأمن). وعليه يكون الحل بأن تقوم حكومة الكفاءات الوطنية المتوافق عليها بتحمل مسؤلية هذا الملف وإصلاح الضرر والتقدم إلى الأمام في الجبهة الاقتصادية. وإلا فما هي مسؤوليات الحكومة إذاً.


4- أي مطالب أخرى لأي طرف ليست محل إجماع تطرح للنقاش على طاولة مجلس الوزراء بدلاً من الصراع على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام المختلفة، وخفض شدة التوتر، والمضي قدماً معاً نحو بناء مستقبل يتسع للجميع. وعلى كل الأطراف أن تعي أن العنف والعنف المضاد لن يقود إلا إلى الهلاك. فأمام اليمنيين في المنطقة أمثلة مؤلمة للعنف والعنف المضاد ونتائجه الوخيمة والمدمرة.


5- يضغط كل طرف على الأخ الرئيس حتى يجره إلى مربعه ضد الطرف الآخر وعندما لا يستجيب الرئيس - باعتباره من حيث الانتخاب رئيساً توافقياً في هذه المرحلة الانتقالية - نجدهم ينهالون عليه بالتأنيب أحياناً والذم أحياناً أخرى. والمراقب الموضوعي يعلم أن الأطراف المتصارعة شديدة التعصب لذاتها ولرؤيتها هي، ورضاها بكل تأكيد غاية لا تدرك، ونحن نعلم أن لا أحد من هذه الأطراف بمفرده (مهما ادّعى) يمثل الشعب كله أو حتى أغلبية هذا الشعب، فلا شك مثلا أن للحراك شعبيتة ولكنها محددة جغرافيا، ولا شك أن أنصار الله لهم شعبيتهم المتزايدة ولكنها أيضا محددة جغرافيا، وهذان المكونان مهمان للغاية ولابد أن يُمكنا من المشاركة الفاعلة في العملية السياسية، تماما بحسب مخرجات الحوار الوطني، ولكن رئيس الجمهورية لا يمكن أن يكون محدودا جغرافيا، فالرئيس هادي يمثل كل الشعب، ولذلك يقول المنطق أننا كلما وجدنا الأخ الرئيس تحت نار الهجوم السياسي من الأطراف المتضادة عرفنا أنه على صواب، فتحية للأخ الرئيس كان الله في عونه وعوننا جميعا.


إذاً: لا يصحّ لأحد أن يوجه النقد أو اللوم إلى الجماهير من أي طرف ومن يفعل ويسيء إلى جماهير أي طرف لا يفهم التاريخ. ولا الأخ الرئيس محل لوم كان الله في عونه وعون اليمنيين جميعاً، ويقع اللوم كل اللوم على الأطراف المتصارعة إن هي لم تصل إلى توافق يجنب اليمن محنة محتومة لا يعلم بها إلا الله، توافق يحقن دماء اليمنيين بكل أطيافهم فلا ينزلق الوضع نحو العنف، وما أدراك ما العنف هذه المرة، حتى إنني أترفع عن مجرد التفكير فيه، توافق يتجه بهذا الوطن الطيب نحو مستقبل أمن بإذن الله.


يقول امرؤ القيس الكندي:


الحربُ أوّلٌ ما تكونُ فُتيَّةً تسعى بزينتها لكلِّ جَهولِ


حتى إذا استَعَرَت وشَبَّ ضِرامُها عادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ


شمطاءَ جَزَّت رأسَها وتَنَكَّرَت مكروهةً للشَّمِّ والتقبيلِ


اللهم اهدي سياسيينا للتوافق والوئام، ووفق رئيسنا لما فيه خير الأنام واجعله اسماً على مسمى إنك أنت العزيز الغفور.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 10:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-8967.htm