بعد موقف الدول العشر ، ضد إرادة الشعب اليمني تجلت دلالات شعار الصرخة وأبعادها ، فبعد أن قام أنصار الله سياسياً وعسكرياً بضرب المفسدين ورموز الحرب والفتنة واحد تلو الآخر ، وأصبح المجتمع اليمني يترقب الحضة التي يصل فيها الأنصار الى الإحاطة بالجهة التي تشكل مكمن المعاناة ومصدرها ، وقبل أن يكمل أنصار الله مهمة سحق القوى النافذة المجرمة ، أرتبك العدو الحقيقي الذي يقف خلف كل هذه المعاناة التي أصابت شعبنا ، وحس هذا العدو بأن مصالحه ومطامعه غير المشروعة في اليمن معرضة للخطر بفعل تساقط وتهالك تحصيناته الأمَامِية المتمثلة في أذيالهم العملاء (مراكز النفوذ في اليمن) .

فدفع بهم شدة الألم والتوجع بفعل هزيمة عملائهم الى الوقوف بشكل مباشر وعلني أمام إرادة الشعب اليمني في إمتلاك قراره وإستقلاله السياسي والإقتصادي من التبعية والإستغلال ، فأنجلى الغبار وتجلًت الحقائق لنكتشف أن شعار الصرخة الذي تم رفعه قبل أكثر من 12 سنة قد حدد لنا العدو الحقيقي وقدَّم نفسه كحل مثالي ينقذنا مما الوضع المآساوي الخطير الذي وصلنا اليه .

فأثبت شعار الصرخة عمقه وبعده وجدارته في تقديم الحل والمخرج لمشاكل شعبنا وأمتنا ، وتوجيه البوصلة نحو الحلول والمشاريع الفعالة والمؤثرة ، وتحديد الجهات والمشاريع المعادية والهدامة التي تصدر الفساد والفتنة بعناوين براقة وجذابة لخداع الشعوب وإدخالها في دوامة من الصراع والفتنة والشقاء والتخبط حتى قدمو لنا السموم والمشاكل على أنها حلول ودواء ، وأقنعونا بأن الحل مشكلة ، والعلاج داء ، والصديق عدو ، والعدو صديق .