- إلى المتحالفين ضدّ التسوية

- إلى المتحالفين ضدّ التسوية
الثلاثاء, 19-أغسطس-2014
بقلم / عبدالكريم المدي -

 هناك ثلاثة إلى أربعة أطراف سياسية تبدو متحالفة فيما بينها بشكل أو بآخر من أجل تعطيل التسوية السياسية والانقلاب على المبادرة الخليجية ومُخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإرادة الناس ومصالح الشعب العليا، حيث تسعى بكامل طاقاتها إلى فرض حالة من اللا يقين على الناس من خلال منطق أناني أعوج قريب من المنهج الميكيافلي الانتهازي، بدليل أنها تستغل الصعوبات الاقتصادية والأمنية وتداعيات 2011م كي تنشر العذابات والآلام وتحقن المجتمع بها وتبتزّ الجميع.

وهذه الأطراف ربّما من أهم أهدافها هي هزّ ثقة الناس بالدولة وبقدراتها ومؤسساتها ورمزيتها وبأهمية التسوية ومخرجات مؤتمر الحوار من أجل مصالح معيّنة تجمعها، أو تهمُّ كل طرف منها على حِدة وتلتقي مع الآخر في النهاية حول هدف تعطيل التسوية، بعيداً عن مصالح البلد.

دعونا نكون أكثر شفافية ووضوحاً في طرحنا؛ ونسمّي الأشياء بمسمّياتها ونقول: جماعة «أنصار الله» وبعض القيادات القبلية و«العسكرية» التي استفادت وتحكّمت بالمرحلة السابقة أكثر من غيرها؛ عليها أن تنفي عن نفسها أي تُهم في هذا السياق وتُثبت عملياً أنها تقف مع التسوية والمبادرة ومخرجات الحوار وكل جهود إنقاذ الوطن من هذه التحدّيات والصّعاب التي يمرُّ بها.

وفي حال قامت هذه الأطراف والتحالفات التي أشرنا إليها بنفي التُّهم عن نفسها وأزالت الشّكوك والتساؤلات التي تحوم حولها ورصّت الصفوف وأسهمت في إنهاء مسبّبات التوترات والتحديات التي تُنصب كمشانقٍ لأحلام وتطلعات اليمنيين، فإن الشعب وكل الأطراف الصادقة سيباركونها وسينسون أي خلافات أو تراكمات سابقة.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية عليها أن تعلم أن الشعب قادر على اكتشاف أية جهة تعمل على عرقلة إنجاح التسوية ولا تكترث بنضالات اليمنيين وحقّهم في وطن آمن يؤسّس لدولة مدنية تقوم على العدل والمساواة وسلطة القانون.

لا نقول هذا الكلام من باب أننا نلقي التُّهم جُزافاً أو أنها ناتجة عن خصومات وتخندقات سخيفة، لكنّنا في الواقع نرى أن هناك الكثير من المبرّرات والممارسات ومحاولات إذكاء الصراعات وخلق المشاكل والتوجّه بخطابات التحريض التي تجعلنا نُثير هذا الأمر، ونصطفُّ مع الوطن وخيار التسوية الوحيد لإخراج البلد من هذه الأوضاع، وإخلاص النيّة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني دون قيد أو شرط أو تسويف.

كما أننا نطرح هذا كيمنيين؛ نُريد الاطمئنان على أن أطفالنا سيتّجهون في صباح يوم 7 سبتمبر 2014 و2015 - 2016 وما تلاها إلى مدارسهم التي سيجدونها مفتوحة في عموم محافظات اليمن يُدرّس فيها المنهج الرسمي للجمهورية اليمنية ووفقاً لدستور اليمن الاتحادي؛ وفي نهاية العام يتّجهون إلى قاعات الامتحانات ولا تعترضهم القطاعات المسلّحة واللصوص والإرهابيون والمبتزّون في الطرقات والشوارع العامة وغيرها.

عذراً أضيف.. على حقّ كامل جميع أولئك المراقبين الذين يعتبرون أن كل من يقومون بممارسات وسلوكيات وأنشطة تدعم الفوضى وتحرّض الناس وتسيء إلى مؤسسات الدولة التي تحافظ على ما تبقّى من وطن وأمل؛ لا تُوصف بأقل من أنّها معادية للتسوية ولا تخدم الاستقرار، ويجب أن يقف في وجهها الجميع حتّى تكفّ عن وطننا أذاها؛ لأن أي مساعي أو تحالفات تعمل على هدم التسوية والتملّص من المبادرة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، بقدر ما هي مرفوضة من سواد اليمنيين الأعظم، فإنها - أيضاً - معيبة تماماً بحقّ تاريخ ومكانة من يقومون بها ولا تُشرّفهم البتّة ولا تُشرّف أي سياسي.

اليمنيون كافة هم بحاجة اليوم إلى من يساعدهم في استشراف مستقبلهم وتأسيس دولتهم، وليس التآمر عليهم والدفع بهم في طرق مجهولة ونفق مظلم.

للتذكير؛ المؤمن لا يخلف العهد ولا ينقلب عليه، قال الله تعالى: «أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا» كُلّنا يعلم أن الجميع قد وقّع على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال ممثليهم وتعهدوا - أيضاً - للداخل والخارج أن يكونوا حمائم سلام ودعاة محبّة ووفاق وتسامح انطلاقاً من أن التسامح والتعايش والصدق أهم المعاني والرموز النبيلة لكل ما في الحياة من عطاء وبناء وتطوّر وحضارة.

وفي المقابل إن من لا يؤمن بتلك المعاني والمبادئ، فإنه يعمل بصورة مباشرة على زعزعة الأمن وخلق البلبلة وزرع الفتن والصراعات وهذه ـ دون شك ـ ليست من أخلاق المؤمن ولا من قيم السياسة ومبادئ السياسي الذي إذا لم يفد بلاده وطموحات شعبه في حياة آمنة وكريمة؛ فعليه أن يكف عنهما ضرره ولا يتعامل مع الواقع كذلك الذي ليس بحوزته شيء عدا المطرقة التي تدفعه إلى أن ينظر لكل الأشياء على أنها مسامير يدقّها بها.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 10:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-8765.htm