-  اوراق برس الشيخ الذي وصفنى بالضالة المضلة ...لكن اين هو من فكر داعش

- اوراق برس الشيخ الذي وصفنى بالضالة المضلة ...لكن اين هو من فكر داعش
الإثنين, 18-أغسطس-2014
نادين البدر من الراي -

 وأخيراً وبخ الملك السعودي الشيوخ ورجال الدين على الهواء وأمام الملايين، محملا إياهم مسؤولية عدم التصدي للإرهاب.


حقيقة لقد وقفت المؤسسة الدينية الرسمية السعودية مواقف سلبية عديدة يشهد لها التاريخ، آخرها الموقف من «داعش» والإجرام الوحشي الذي يمارس في العراق على يد من يعتبرون أنفسهم مدافعين عن السنة.


لم يقف أحد الشيوخ الأجلاء لإعلان أن «داعش» خارجة عن شرع الله وتستحق العقاب. أكثر الإعلان كان محاولات بسيطة لا ترقى الى مستوى المسؤولية، خاصة وقد عودنا المتخصصون في الدين التصدي للقشور من الأمور.


أذكر أن الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء السعودية كان قد وصف نادين البدير (بالضالة المضلة ) ردا على مقال لي يتحدث عن حقوق نسوية. فأين عبدالله المنيع من فكر «داعش» ومن أنجب «داعش»؟


كانت حركة الصحوة في الماضي وقبلها الجماعة السلفية تكتب بياناتها وتأخذ البركات من الشيخ المرحوم عبدالعزيز بن باز، الذي كان يفضل اتخاذ موقف أبوي من جميع التيارات الدينية في السعودية.


لكن الموقف الأبوي أثبت سلبية لا يستهان بها، الآن وبعد كلمة الملك ماذا سيحدث؟


ربما نستمع لمن يردد وهم العلاج التدريجي الذي سئمناه حد السخط. ربما نستمع لصوت السكون من جديد.


بعيداً عن موقف الشيوخ الأجلاء الطاعنين والذين ما عاد لهم ذلك التأثير كالتأثير الذي يمتلكه الدعاة الآخرون المنتمون للتيارات الدينية المختلفة. لو أني أعرف ماذا تنتظر الدولة؟


متى ستتغير (بالكامل) مناهج الدراسة، المسؤول الرئيسي والقوي عن كل ما تنجبه الأمة من فكر سطحي يفهم كل شيء بالمقلوب، يركز على التفاصيل الهامشية ويهمش الركائز الحقيقية. أما فحوى اهتماماته فالتركيز على مؤخرة المرأة والجهل بوجود دماغها.


إن أغلب التعليقات (قليلة الحياء) التي تنتقدني تصل من أصحاب لحى. فما معنى ذلك؟


معناه أن «داعش» في اقتيادها لسبايا الحرب من المسيحيات والأزيديات تمثل جزءا من المنظومة الفكرية الدينية المنتشرة. الجنس والمرأة فما المجتمع الذي تأملونه؟


عن رأيي، لا أعتقد أن الأمر سيغدو صالحاً إن لم يتدخل الأمن في إصلاح المجتمع.


إذ لن يجدي نفعا مناشدة وزارة التعليم أو وزارة الإعلام أو الشؤون الإسلامية فكلها مخترقة إرهابياً وفقدنا الأمل بها منذ سنين. لكن لو أن وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف يتدخل فيحكم الرقابة على المجالات السعودية بطريقته الفذة في مكافحة الإرهاب، ربما وقتها سيرسم لنا مستقبلا آخر.


إن الطريقة التي تمكن بها من القضاء على مخططات «القاعدة»، والتي أدت في النهاية إلى محاولة اغتياله، تجعله مسؤولا مدى الحياة عن ملف الإرهاب في الداخل والخارج.


لا نريد الانتظار حتى تصل «داعش» إلى الأراضي السعودية، فالوقاية منها تتطلب ليس الخلاص الوقتي في سورية والعراق إنما الأبدي في كل مكان. تتطلب إنشاء جيل متحضر محصن ضد الأفكار الهمجية والوحشية. وبما أن وزاراتنا قد فشلت فشلا ذريعا في تطبيق المطلوب منها، وبما أن أعضاء المؤسسة الدينية فقدوا هيبتهم منذ سنين وما عاد أحد يخشاهم، خصوصا عناصر الإرهاب بل يكفرونهم علنا ويعلنون أن هيئة كبار العلماء ضلت وانحرفت، فليس أمامنا سوى الاستنجاد بالأمن لبناء ما تم تخريبه. أهمه بناء الوحدة الوطنية من جديد. ومثلما استنجد الشعب المصري بالجيش واستطاع أن ينقذه من خراب مدمر ليس أمامنا سوى الاستنجاد بقوى الأمن.


إن أبشع ما في مسألة «داعش» تأييد أعداد، رقمها مجهول لأن أصحابها لا يجرؤون على البوح، لما يدور في سورية والعراق واعتبار الحرب ضد المسيحيين والطوائف الإسلامية غير السنية حرباً شجاعة تستحق التصفيق. فكيف وصلنا إلى هنا؟


يا أمة تستحق أن تحاكم سيخجل التاريخ من روايتنا.


كاتبة وإعلامية سعودية


nadinealbdear@gmail.com

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-8743.htm