- تهجير المسيحيين .. وصمة عار وانتكاسة لداعش

- تهجير المسيحيين .. وصمة عار وانتكاسة لداعش
الأربعاء, 23-يوليو-2014
بقلم / سليم السعداني -

 لم يكن الإسلام يوماً لينتشر بلغة الموت أو السيف والقتل كما يدعي البعض اليوم  ولم يكن الإنضمام إليه بالإكراه والإجبار بل كان الإسلام منهاجاً سمحاً يدعوا للسلام والتعايش والقبول بالآخر وكان لسماحته وأخلاقه وثقافته القائمة على العدل والمساواة حتى مع اليهود دوراً كبيراً في انتشار الرسالة الإسلامية لأرجاء المعمورة عالية بعلو الحق وبقوة المنتميين له وبرقي تعامله كدين ينشر السلام للجميع .


ما يحدث اليوم في العراق وما تقوم به جماعة مسلحي " داعش " من تهجير وقتل للمسيحيين وإذلال وترهيب لهم للإنضمام للإسلام أو دفع الجزية وإشعال الفتن بين ابناء الشعب العراقي الواحد المتعايش منذو عقود كإخوة يمارسون طقوسهم وحياتهم بشكل طبيعي وبروح تسامح ومحبة فيما بينهم ، يؤكد لنا حقيقة الدعم والفكر الذي ينتهجونهوفقاً لسياسة الممولين والحاضنينلهمكالسعودية وقطر وتركيا المتبنين للفكر التكفيري القائم على إلغاء الآخر وقتل الأبرياء حيث يأبى مسلحي " داعش " إلا أن يسطر فصولاً من الموت والضحايا تحت شعار " الإسلام " الذي هو بريء منهم ومن أعمالهم الشنعاء التي لا تبت للإسلام بصلة فالإسلام دين سماح وعدل لا دين قتل وترهيب وتهجير للأبرياء .

إن الأحداث التي تشهدها العراق اليوم تعبر لنا بوضوح حجم العنف الذي يمارسه مسلحي " داعش " والفكر المغلوط الذي يحمله اعضاء هذا التنظيم بسبب السياسات الخارجية والأفكار التي تغرس لشباب التنظيم الإجرامي المسلح الذين يدعون الحق بالخلافة وتطبيق الحكم الشرعي الإسلامي واعطاء الحق لهم في تنفيذ ذلك حيث شهد اليوم الماضي رجم إمرأتين بتهمة الزنا ورجمهن بالأحجار حتى الموت ناشرين الرعب في صفوف المواطنين بفكرهم وممارستهم الإجرامية البشعة من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات ونشر ثقافة المناطقية والمذهبية بين أبناء البلد الواحد وخلق الصراع السني الشيعي رغم تواجد المذهبين من قرون متعايشين بحب وسلام وأمان دون إذكاء للخلاف المذهبي فكلاهما يمثلان عمودان يرتفع بهم الدين الإسلامي ويرتقي ولكن داعش وتصرفاتها وفكرها المضلل سعى لتدمير العلاقة بين المذهبين واشعال الحرب والإقتتال الطائفي لزعزعة أمن واستقرار العراق وتدمير ثرواته .


ماحدث لمسيحي الموصل من طرد من منازلهم وأراضيهم وإحراق لكنائسهم يعد عملاً سافراً لكل القيم والتعاليم والعادات الإسلامية والإنسانية كون هؤلاء مواطنين عراقيين قدموا للعراق جل شبابهم وخدموا العراق في كل ثورات نضالهم ليأتي اليوم من يقتلهم ويطردهم من بيوتهم ويقدم الإسلام بصورة مغلوطة كفكر إرهابي تدميري ينشر الموت ويرغم معارضيه على المغادرة أو دفع الجزية وحول حياتهم إلى جحيم وموت  .


استمرار التمويل الخارجي لهذه الجماعات المسلحة خصوصا من السعودية وقطر وتشجيع فكرها التضليلي سيؤدي إلى تقسيم العراق  وتفتيت الأمة الإسلامية لا سمح الله إلى دويلات متناحرة وسيأزم من الوضع في المنطقة بشكل عام وستتأثر كل الدول مما يؤدي إلى تدمير مجتمعاتنا العربية والإسلامية المجاورة للعراق وستنقلب العصى والسحر على الساحر وسيكتوي الممولين بنار فتنتهم واشعالهم للحرب والإقتتال .


استمرار دعم السعودي والقطري لداعش وتبني تركيا للمشروع الكردي وإشعال فتيل الصراع سني – شيعي ستكون مؤشر لنهاية داعش وما تهجير المسيحيين إلا بادرة أمل بقرب القضاء على هذا التنظيم المسلح وكسر شوكة داعش ومموليها .

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-إبريل-2024 الساعة: 05:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-8267.htm