- داعش منتج أخر من منتجات السعودية وقطر  بعد القاعدة

- داعش منتج أخر من منتجات السعودية وقطر بعد القاعدة
السبت, 28-يونيو-2014
بقلم / باسم المحمدي -

 إن المتتبع لتوسع داعش وسيطرتها على العديد من المناطق العراقية  ذات الأهمية وعلى بعض مناطق الحدود مع سوريا يرى  بعين عميقة الأسباب الحقيقة وراء هذا التوسع السريع ويرى أيضاً من المستفيد الحقيقي من وراء الأعمال التي تقوم بها داعش ، وكيف لجماعة صغيرة القدرة على فعل كل هذه الأمور في فترة قصيرة وبسرعة 


الأجوبة لكل هذه التساؤلات وغيرها  لا تحتاج إلى تعمق في قراءة أصغر التفاصيل بقدر ما تحتاج إلى وعي للمنطق 

فمنطقياً أكثر المستفيدين  من أفعال داعش هم سيكونون أبرز الداعمين لها وسيجد أيضاً أن داعش ماهي إلا خطة بديلة تم  وضعها لتعويض فشلهم في سوريا وخسارتهم في إسقاط نظام بشار الأسد 

وهنا يفرض علينا المنطق أن نعي بأن الدول التي دعمت الإرهاب في سوريا هي نفسها الدول الرئيسية الداعمة لداعش 

وتأتي على رأس هذه الدول تركيا والسعودية وقطر فهذه الدول هي أكبر الخاسرين في سوريا وهي أكبر الداعمين لداعش لتعويض الإخفاق والخسارة في سوريا 

ومما يدعم هذه الحقائق أن مصلحة تركيا  الظاهرة أن يظل الوضع الأمني في العراق غير مستقر لتستطيع أن تنال نصيباً من الأرض الحدودية مع العراق ،وباطناً أن تضمن  في المستقبل دويلات عراقية تابعة لها 

أما السعودية وقطر فالحقد المذهبي هو الأساس في دعمهم لداعش فبعد فشلهم في سوريا لم يكن هناك خيار أخر سوى اللعب في العراق من خلال داعم داعش وعلى وتر الطائفية الحساس وطالما بقي المالكي معارضاً لهن فلابد من العمل على الإنتقام منه

ومعروف أن حكام  تركيا وقطر والسعودية  يكنون كل الحقد والعداء للمالكي ولحكومته لعدم خضوعه لمطالبهن في إستخدام الأراضي العراقية في الحرب على بشار الأسد  وبالتالي يكون الإنتقام منه في دعم داعش 

كما أن هناك أطراف داخلية في العراق سهلت مهمة داعش ولعل بقايا حزب البعث المنحل وهو أكثر المتضررين من الفوز الكاسح للمالكي في الإنتخابات له دور كبير في سيطرة داعش على مناطق عراقية مختلفة يقطنها العديد من تابعيه  

فالدعم البعثي لداعش يتجسد في تسليم العديد من المواقع الحيوية العكسرية لداعش وانسحاب القادة البعثيين من مواقع المعركة ومن مواجهة داعش 

كما أن هناك تنظيمات تابعة لداعش من أعضاء حزب البعث المنحل  يقف على رأسها عزت الدوري ورفاقه  وهذه التنظيمات هي من جعلت داعش أكثر عدداً وقوة 

فمن الغباء التصديق على أن قوة كداعش إستطاعت التوسع في العديد من المناطق  دون أن يكون هناك تعاون من قبل قادة عسكرين  لهم مصلحة في توسعها 

ومن الغباء التصديق بأن قوة كداعش لها القدرة على التوسع دون أن يكون هناك دعم خارجي بجانب الدعم الداخلي من جانب بقايا حزب البعث

إذاً منطقياً فتوسع داعش قائم على المصالح المناط بداعش تحقيقها للداعمين  وهناك أوجه عدة للدعم 

فالدعم المادي والمالي مقدم وبسخاء من قبل تركيا وقطر والسعودية ، الدعم العسكري والبشري مقدم من قبل القادة العكسرين  من بقايا حزب البعث  هم أكثر المتخلين عن المواقع العسكرية لداعش  بالإضافة إلى أطراف أخرى مستفيدة من توسع داعش في مقدمتهم الأكراد الذين يستغلون هذا التوسع في سعيهم للإنفصال وإعلان إستقلالهم.

الأخطر من كل هذا أن يتحقق ما يصبوا له أرباب داعش وهو تقسيم العراق إلى دويلات متعددة قائمة على المذاهب  وهو الأمر الذي تبحث عنه إسرائيل وأمريكا ففي تقسيم العراق إضعاف للمقاومة العربية وفيه سهولة لإضعاف المقاومة العربية في سوريا ولبنان  للإحتلال الإسرائيلي في المنطقة 

وهنا يظهر جلياً التعاون السري بين تركيا وقطر والسعودية  كطرف وإسرائيل كطرف أخر 

وهناك أمور أخرى وخيارات متعددة يجدر الإشارة إليها فقد تؤول أمور داعش إلى عدة خيارات 

الأبرز والمعلوم لدى الجميع أن يكون مصير داعش كسابقتها القاعدة فصناع القاعدة بالأمس هم صناع داعش اليوم ولا ينسى أحد أن القاعدة هي صناعة أمريكية قطرية سعودية  لمقاومة الإتحاد السوفيتي أنذاك في أفغانستان وغيرها من البلدان  لتنقلب القاعدة ضد أمهاتها وصناعها  وهو أيضاً  السيناريو المتوقع حدوثه مع داعش 

خيار أخر وهو الأسوأ أن يتم تحقيق مراد صناع داعش في تقسيم العراق إلى دويلات متعددة وبالتالي إضعاف المقاومة العربية 

ويستمر مسلسل صنع التنظيمات الإرهابية من قبل تركيا وقطر والسعودية لخدمة إسرائيل أكثر من خدمة  أنفسهن 

وهنا يتبادر في الذهن سؤال لابدمن طرحه لمعرفة الحقيقة المبهمة وهو لماذا تظهر هذه التنظيمات في دول المقاومة العربية ولاتظهر في  مثلاً في دول الخليج وتركيا 

لماذا لانسمع وجود داعش في السعودية وقطر 
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 05:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-7638.htm