- عمران .. بين تحالف قوى الشر .. وتخاذل الدولة

- عمران .. بين تحالف قوى الشر .. وتخاذل الدولة
الخميس, 26-يونيو-2014
بقلم / محمد علي راشد -

 عمران اليوم في وضع لا تحسد عليه حيث باتت معزولة عن عالم الجمهورية اليمنية ومناطقها بلا استثناء تتجرع المرارة وتعاني الألم ..


فالحوثيون بآلة الموت خاصتهم عكروا صفوها ,وشوهوا كل جميل فيها ,القصف والقنص والخطف والخراب هو ما يميزها !!ولا صوت فيها يعلو فوق صوت العنف والرصاص ..

ولا غرابة في ذلك فآلة الموت الحوثية هذه اضطر اليها الحوثي اضطرارا للتعويض عن قاعدة شعبية لا يملكها ..فكل ما لديه عبارة عن مليشيات يستخدمها في حروبه وتوسعاته اللامشروعة ولا مكان له على الارض عدا ما حصل عليه مؤخرا من دعم قيادات مؤتمرية بتوجيهات عفاشية انتقامية !! لن تجديه نفعا بعد هذا الصراع الحالي ان صح التعبير ...


وبالتالي فإفلاس الحوثي في هذا الجانب ألجأه الى القوة حتى ييثبت وجوده عوضا عن ولوجه الحياة السياسية ودخوله معتركها ..لذا لا غرو ان نجده مستميتا في الاحتفاظ بأسلحته التي دخلت عبر الموانيء اليمنية وتلك التي اهديت اليه بطريقة او بأخرى من قبل اولئك الذين عاشوا في السنوات السابقة على دماء اليمنيين وامتطوا قنا تلك الدماء نحو توطيد اركان عروشهم الهشة اصلا .. فخاضوا حروبا ليس للوطن فيها ناقة ولا جمل ..فأراقوا الدماء كي يحقنوا دماءهم  !! وأشعلوا حروبا كي ينعموا بالأمن !! وطعنوا الوطن في خاصرته كي تلتئم جراحهم !!


والمتأمل في التحالف والعلاقة بين الحوثي وقيادات النظام السابق يجد انها علاقة حميمية نشأت رغم الحروب التي حدثت بينهم ,بل نستطيع القول انها نشأت   أثناء تلك الحروب , وربما ابعد من ذلك.. 


وعليه فكل منهم استفاد من تلك الحروب العبثية والوطن هو الخاسر الوحيد !!


فقد أطاحوا بمستقبل شعب إرضاء لغرورهم , وخانوا وطنا ليتركوه بعد ذلك مكلوما يعاني جراحاته ,وهاهم اليوم يتّحدون بقوة ويعاودون الانقضاض على تلك الجراح التي كادت ان تندمل ..


ان الحوثي اليوم وكبراء النظام - السابق الحالي - لا يلتقون عند نقطة عقدية او سياسية تجمعهم فهم مختلفون كليا إلا على خراب الوطن وإذلال الشعب ..


وما يجري اليوم في عمران من سفه وطيش الفريقين المتعاضدين - العفاشي الحوثي - إلا دليل حقد تراكمي يعود لعشرات السنين من ايام ثورة سبتمبر التي اقتلعت النظام الكهنوتي والذي يسعي الى تجديده الحوثي اليوم 


وصولا الى ثورة فبراير التي اطاحت هي الأخرى بنظام صالح الديكتاتوري .


ان ما تمر به عمران وغيرها من مناطق اليمن اليوم لمؤامرة خطط ويخطط لها بإحكام 


تحت سمع الدولة وبصرها ..فالحرب في عمران وغيرها بين الجيش والحوثي تتم بدعم خارجي وتواطيء داخلي ... فهنالك من هو محسوب على الدولة ويحارب الدولة , وقيادات في الجيش تتآمر على الجيش الذي لا يزال متمسكا بولائه لوطنه في زمن الولاءات المنحرفة,فاجتمع اعداء الوطن ممن لا يريدون له خيرا واتحّدوا - رغم الخلاف - ليجهزوا على ما تبقى من دولة طالما عانت الويلات ولم تستقر على حال!!


ولذلك نلاحظ قيادات وعناصر الحوثي في عمران وغيرها – في ظل غياب الدولة – هي التي تمسك بزمام المبادرة تشعل الحروب متى شاءت وتنهيها متى شاءت,هي التي تهاجم والجيش يدافع ,هي في موقف قوة والجيش التابع للجمهورية اليمنية في موقف ضعف !!


كل ذلك لأن تلك العناصر لها في قيادة الجيش اليمني من يمهد لها الارضية للوصول الى بغيتها ..واعضاء في الحكومة والنواب والشورى - ممن اجسادهم بجانب هادي وقلوبهم تحن الى علي صالح - اعطوها الضوء الاخضر للقتل والخراب والتوسع والاجتياح بلا هوادة


وبالتالي فعمران اليوم منكوبة بكل معنى الكلمة ..دماء واشلاء ,وخراب ودمار ..


عمران اليوم تحاصرها آلة الموت الحوثية من كل جانب .. عمران .. كهرباء مقطوعة والغام مزروعة.. نزوح للأسر بالعشرات وخطف واختطاف وسجون حوثية .. يحدث كل ذلك في ظل غياب كامل للمنظمات الحقوقية .. وصمت وتقاعس رهيب من قبل الدولة إلا من اللجان و الوساطات المنقذة للحوثي بين الحين والآخر!!


في عمران فقط .. تشتكي الدولة للدولة .. ويشكو الجيش من الجيش !!

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 09:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-7579.htm