- حكومة .."اللهم لا شماتة"..!!

- حكومة .."اللهم لا شماتة"..!!
الثلاثاء, 17-يونيو-2014
بقلم / فيروز محمد علي -

 لم أستسيغ كثيرا التغييرات الوزارية الجديدة لإنها عبارة عن ميناء مؤقت لراحة سفن الحكومة والتزود بعدة وعتاد من دم الشعب قبل مواصلة رحلة النصب والنهب من جديد لثروات وممتلكات اليمن واقوات البسطاء من ابنائه.


قرارت جاءت كرش الملح على الجرح .. تهيج وجع الشكوك لدي المواطن .. تفيض بألم الهم .. تعزز الريبة والأفكار المأساوية .. قرارات أدخلت الفساد بقوة محتلا المناصب العليا للدولة عبر رئاسة الوزراء والقصر الجمهوري ومكتب رئاسة الجمهورية.

قرار جعل من رجل كان موظف بسيط لدي وكالة شهاب التي مولت الساحات ونصبت الخيام في أزمة (2011م) الي مدير مكتب رئاسة الجمهورية ومن قبلها كان يشغل وظائف بسيطة ونظرا للعلاقات الجيدة التي تربطه بالاوربيين اصبح فجأة امينا عاما لمؤتمر الحوار الوطني وربما بفضل دعاء الوالدين .. وكعادته سيأخذ فريقه المتخصص في الهبر والعبث واللف والدوران واستعباد الاخرين.

هكذا اماكن يا سيدي الرئيس تحتاج لرجال أولو عزم واردة، انقياء ا​​ل​​سيرة، صادقي القول، شرفاء العمل، مخضرمين سياسيا ذوو عقول رشيدة وأراء سديدة ومواقف تصيب وليس اولئك الزبانية.

قرار آخر جعل من عضو برلماني وزيرا للمالية .. أفرغ خزينة الدولة لصالح الجمعيات والمؤسسات الاخوانية وحمل الشعب والدولة مديونية لا طاقة لها بسدادها .. كان بالأمس حافي القدمين مكشوف الرأس يتشدق لاسم الفقراء وعندما تولى منصبه أنكر الشعب وتلاشت فصاحته وتلعثم لسانه وصارت ردوده غبية وواهية.

كان من المنطق ان يقدم مثل هذا (الدعي) للمساءلة والمحاكمة جراء مصادرته لقمة عيش الفقراء الذي بأموالهم لبس بدلة (آرمني) وحذاء (مانجو) وعطر (فهرنهايت) وسافر في رحالات ترفيه عالمية .. كم هو مخزي أن يكافأ على نصبه وإحتياله بتعيينه قيادي لمحافظة يعلق الشعب على ما تزخر به من ثروات سمكية ومقدرات وموارد مختلفة الكثير من الآمال .. لكن ابناء تلك المحافظة البسطاء المسالمين ممن يعيشون في الاكواخ والعشاش لن يصمتوا وسيخرج منهم نيرون يحصد كل الآفات ويجتث كل الفاسدين والعابثين اصحاب القرون الشيطانية.

قرار صادر مؤسسات الاعلام الذي يمثل السلطة الرابعة لصالح جماعة الإخوان .. وذلك بتعيين وزيرا اخوانيا معتقا، والحاق ذلك بتعيين شاب طائش نائبا له لا تتوفر فية اية معايير او مؤهلات لشغل هكذا منصب سوى انه جاء من الساحات وعرف بالسفه وسلاطة اللسان والاكثار من السب والشتائم واللعن، وكان خطيب في الساحة في جمعة كارثة جامع النهدين الرئاسية .. وحينها لقب بزرقاء اليمامة لأنه كان اول من اذاع خبر الأنفجار أي انه كان على علم بالحادث قبل وقوعه حيث بشر قومه ودعاهم الى  إقامة الأفراح وذبح اكبر قدر ممكن من الغنم والكباش وعمل أكبر وليمة .. احتفاءً بقتل من كانوا يذكرون الله داخل الجامع وهي أبشع جريمة.

سيدي الرئيس ان اجراء اية تعديلات او تغييرات حكومية في أي دولة يكون دائما في اتجاه اصلاح الاختلالات ومعالجة الاخطاء أي لصالح الوطن والشعب، يساعد على جعل البسطاء والمقهورين والمغبونين يحيون بكرامة متساوون مع غيرهم من ابناء الشعب في الحقوق والواجبات .. لكن ما يحدث الان يؤكد عكس ذلك تماما .. ما يحصل عبارة عن حروب كلامية يشنها صغار القوم ويتبناها كبارهم وكلها تصب في اتجاه نحر وتجويع العباد ومصادرة ثروات البلاد ونشر الفوضى، ونزع الحياء و الاخلاق المحمدية .. اما الطامة الكبرى ان يصل الامر حد محاصرة المساجد حتى لا يرفع فيها اسم الله .. بيت الله وجد لكي يصلي فيه العباد ويتقربون الى خالقهم، فلماذا يحاصر ويطوق بحراس وجنود الحماية الرئاسية..!!

في الجانب الآخر الإعلام الذي يؤكد الدستور والقوانين المحلية والدولية على تحريره من جميع القيود، فحرية التعبير والكلمة مكفولة، ولكل شخص كامل الحرية في قول ما يريد، والثورات الجديدة جاءت للقضاء على ما تبقى من قيود .. فلماذا تكممون الافواه، وتصادرون حق الآخرين في الرأي؟! تغلقون قناة وتصادرون اجهزتها ومحتوياتها بقوة السلاح تحت بند ماذا .. وما هو النص القانوني الذي يجيز لكم ذلك؟! أم ان بلادنا صارت محكومة بقانون الطوارئ.؟!!.

الم يكن الأولى أن تحل مشكلة الاقتصاد .. وتعالج مشاكل الفقر الذي اصبح يفتك بالشعب .. وتوفر المشتقات النفطية باعتبار ذلك مشاكل جوهرية ..!! ومن ثم يتم النظر في مشكلة المهاترات اللفظية والقنوات الإعلامية .. ويا تــــرى ما الذي تعتزمون القيام به بعـــد ذلك..؟!

سيدي الرئيس نحن جيل الوسطية .. جيل الـ(70) ما بين (60) ونهاية الـ(80) جيل لطيف جدا.. مظلوم جدا .. وكما يقال باللبناني (كتير مهضوم) .. جيل نما لديه مفهوم الهوية والولاء والانتماء الوطني الذي قتل بسببه ممن سبقنا ولم يعرفه ممن لحقنا من أجيال إلا من رحم ربي .. نحن جيل روايات عبير .. وأجاثا كرستي .. ومن حول العالم حكايات.. جيل الروايات العالمية.. والروايات العربية .. جيل هيا الي المناهل ..جيل هنا القاهرة .. جيل إذاعة صنعاء وبابا عبدالرحمن مطهر .. جيل خواطر رمضانية للدكتور عبدالعزيز المقالح .. جيل كان يقرأ ويلتهم بنهم كل ما يقع في يديه أكثر مما يلتهم لمعدته.

ربما لذا سيدي نحن جيل فقدنا الشهية لأشياء كثيرة في وقتنا الحاضر .. والحاصل لا يعني لنا شيء .. جيل كان يستمع لكل ما يمس الروحانية ويوما لم يبالي بصخب الأغاني العربية، والغربية، وبعضهم المـــدوية، جيل كانت تأخذه الكلمة الحالمة الرومنسية.

جيل كان يردد بكل قـــوة الأناشيد الـــوطنيـــة .. جيل كان يُقبل في كل خطوة تراب اليمن .. جيل يحترم ويقدر كثيرا رموز بلاده ووطنه صغيرهم وكبيرهم مهما كانت هابطة او عالية .. جيل ينظر بعيدا عن السياسة الهمجية (علي عبدالله صالح) من رموز بلاده الوطنية ..جيل إحترم الديانات والطوائف سواء كانت مسلمة، او مسيحية، او بهرية، او شيعة، او يهودية.

جيل كان يذهب يدرس بكل ثقة الى المدارس الحكومية.. جيل كانت حكومته تحرص عليه في كل وقت من حياته اليومية .. جيل لم يعرف معني الجوع، ولا الفقر، ولا المرض، ولا التبلد، ولامعني الغباء والجهل، ولا يعرف ماهي المتارس الـــوهمـــيــة.. جيل وسطي كما قال فيهم الله (وجعلناكم أمة وسطا) صدق الله العظيم .. جيل معتدل متوسط في أكله وشربه وتعبده، وسياسته، وطرق تفكيرة، وحتى ألمه ومرضه.

جيل كما قال الله فيهم (كنتم خير أمة أُخرجت للناس) صدق الله العظيم .. جيل أثبتت الأيام .. أيام داحس والغبرا منذ (2006م) الي يومنا هذا أنه جيل صامد، واعي، وطني، معصوم، فاهم، يملك الكثير من القيم والمبادئ، جيل لديه عميق الولاء والإنتماء الوطني، جيل يعطف على الصغير، ويحترم ويقدر الكبير، ويُحسن الي الفقير، ولا ينهر المسكين.

نحن الجيل الذي حفظه الله من العالمين .. جيل يحتفظ بالذكرى وجميل الذكريات.. يخلط السيمفونية بتعابير الأنامل والكلمات .. جيل يحمل في وجهه أجمل الملامح ..ويترفع كثيرا عن صغائر الامور تفاهاتها.

سيـــدي الــرئيــس نحن جيل يعلم ان من مضــى من حكــومــة كانت غير كفؤة، فاسدة - تنهب، وتنصب، وتسرق ..ونحن لها نبتسم هل تعلم لماذا يا سيدي؟! - لان من مضي كان يلتهم من ثروات الشعب ولم يترك الشعب يموت جوع او يتشرد ..حكومة الماضي كانت تسهر وتعمل كل ما تتخيل - لكنها لم تحاصر يوما ما او تنهر ذليل القوم ولا عزيزهم .. حكومة كان الفقير والغني في ظلها يشبع أسرته وجيرانه ايضا، كان في عهدها العشق له معنى جميل وبالقصائد ينشد الحب غزلهم .. كانت حكومات رغم كل سلبياتها اما ما هو قائم اليوم فليست سوى عصابة تســرق الكحــل من العــين..!!

حكــومــة اليـــوم لم تتقـــي اللـــه .. ولم تجيد حتى حنكة الخطاب السيــاســي الجاد والهادف والبناء وكل ما تحيده هو النهب، والسرقة، والتحايل على المال العام والخاص .. قتل، وتغتال، وتحتال، تحت شعار العمل الوطني .. والوطن منها ومن افعالها وجرائمها براء .. كــومــة يتــزعمــها سفهـــاء القــــوم يحــركهــم صاد من الناس او ســـين.. وبهتانا وزور تتحدث بلسان المنكوبين، حكـــومـــة جعلت من الباطل حق لترضي دول، وشعوب، واحزاب، وجماعات، وقبائل، وبعض الأفــراد الحاقدين.

حكـــومــة تحــالفت بقـــوة مع ذرية الشيطان .. وقبلها صافحت الجن وعاهدتهم على التنكيل بالأمة وتشتيتها بالتعاون مع إبليس اللـــعين .. حكــومة رغم نهرك وزجرك لها لم تستجيب او تلين، حكــومة تجعل من الأزمات مشروع ناجح لها شخصيا بعشرات الملايين، حكــومة إستباحة الأعراض، ودمرت الاقتصاد .. وتنهال بمطرقة الفقر والجوع والتشرد على من ليس له ظهر وهو عند الله في عليين.

حــكومة أظهرت ثراء فاحش وأخفت الطبقة الوسطى وحولت افرادها الى شحاتين .. حكــومة لا يوجد لعبثها واستهتا ها وبشاعتها وشناعتها مثيل .. حكــومة سيصلي اللــه بهم نار جهنــم أجمعين .. حكــومة عينها غفت وعين الله ترى دعــوة المظلــومين.

ختاما سيدي الرئيس حكومتك بشكل عام فاسدة وعابثة .. كثر شاكوها وقل شاكروها، وما تجريه من تعديلات لم يأت بجديد، ذلك لان معاييرك اساسها المحاصصه .. وشعبك يزداد جوعا، والفقر يزداد اتساعا، وكذلك المرض .. والفوضى شملت كل شيء، وحاشيتك تصور لك الوضع بالمغلوط .. تذكر انك محمل امانة ومسئولية عظمى، وان كل اابسطاء يعلقون آمالهم بعد الله سبحانه وتعالى عليك انت وحدك لا سواك - في اصلاح ما افسدته الحكومة والشلة المحيطة - فكن نصيرا للفقراء، ولا تصغي السمع للوشاه والمغرضين والحاقدين ومرضى النفوس.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 08:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-7347.htm