- ما تقومُ به جماعة الحوثي ( أنصار الله ) من أعمالٍ إنتقاميةٍ ،مجنونة تتمثّل بتفجيربيوت الله وبيوت ومدارس

- ما تقومُ به جماعة الحوثي ( أنصار الله ) من أعمالٍ إنتقاميةٍ ،مجنونة تتمثّل بتفجيربيوت الله وبيوت ومدارس
الأحد, 25-مايو-2014
بقلم / عبد الكريم المدي -

 ما تقومُ به جماعة الحوثي ( أنصار الله ) من أعمالٍ إنتقاميةٍ ،مجنونة تتمثّل بتفجيربيوت الله وبيوت ومدارس و" دُشم " مخاليقه، ومراكزهم الدّينية التي يختلف معها " الأنصار" أيديولوجياً ،مُدانة ومرفوضة ، وحقيرة ، تُقدّم هذه الجماعة للعالم كُلّه، على أنهم جماعة منسية من العصور ، البدائيةٍ ،الهمجية، التي لا تمتلك أيّ رؤية أو مشروع عصريّ وإنساني محترم ،


كما تُقدّم الحوثيين - مع كامل إحترامي - على أنهم جماعة فاقدة للمنطق والحجّة وأخلاق اليمنيين وتقاليد الصراعات..

نعترف..! ( أنصار الله ) اليوم ينجرفون وبسرعة هائلة، إلى الدّرك الأسفل

من العدوانية والطائفية والكراهية والإنتقام البليد والسّاذج ، الّذي لا تُشبهه إلا

عقليات المحتفلين من أتباعهم فوق ركام المساكن والمساجد والمدارس التي هدّمها رفاقهم في نوبة حراستهم . وغيرهم ممن يتناقلون تلك المقاطع المسجّلة من أتباع عترتهم ،أصحاب الصّفاء العرقي..

أما الأمر الأكثر غباء ومدعاة للضّحك والبكاء معا ، على هذه العقليات، فهو تلك الطّقوس التي تسبق وتلحق عمليات التفجير، وما يرافقها من زوامل ، وترديدٍ للصّرخة المعروفة ( الموت لأميركا النّصر للإسلام ، اللعنة على اليهود ) ..طبعا هوءلاء الاميركان واليهود ، الأنجاس، بيوتهم - أصلاً - وكنائسهم ومدارسهم قائمة وفي توسّعٍ دائم، في القدس المحتلّة، وتل أبيب وواشنطن وتكساس وحيفاء وعكّاء، وفرجينيا وميامي، ومرتفعات الجولان، ونيويورك ،وسان فرنسيسكو وغيرها،لم يتزحزح لها حجر واحد أو بلاطة ، حتّى بلاطة دورة مياه متىآكلة ، ولم تتفجّر إلا مساجد المسلمين اليمنيين ، وبيوتهم في عمران وحوث وذيفان وهمدان وكوكبان والخمري وذمار وغيرها..

هل تعلم يا سيد / عبدالملك الحوثي، إن هذه الأعمال تجعل الناس ينظرون إليك وكأنهم ينظرون بمقراب هابل ، أو كفنّيّ المختبرات الذين يفحصون بالميكرسكوبات عن الكائنات الدقيقة والمتناهية الصّغر، من بكتيريا وأميبيا وذرات وطفيليات في الهواء..؟

وهل تعلم إن هذه الإنتهاكات والسلوكيات التي يقوم بها أنصارك، الذين تقوم بتهيئتهم للفتح الأكبر، لبيت المقدس ، الموجود في باب اليمن ، وأرحب وعمران وغيرها ..لن تضيف لك شيئا ولن تجعل منك منتصرا، بل على العكس أنها تهزمك أخلاقيا وإنسانيا ووطنياً ، وتخصم من حسابك الكثير والكثير من الدرجات ،كما أنها تسقط عنك أي إدعاء بمظلومية ما، أومشروعية ما في الدّفاع عن النفس أوالمذهب أو الفكرأو الوجود،أو ماشابه، ولن ينظر لك الناس - بعد اليوم - في الدّاخل والخارج ، إلا على أنّك طائفي أحمق ومتهوّر من الدرجة الأولى ،وناقمٍ من الدرجة الأولى،وصبيانيّ من الدّرجة الأولى ،وستجلب لخصومك تعاطفاً وتضامناً وتحالفاً كانوا يحلمون به ،على المستوى المحلّي والخارجي. 

بأفعالكم هذه - يا سيّد عبدالملك - ، سيضيّق النّاس الفوارق بينكم وبين جماعات ( بوكو حرام ) و( أنصار الشريعة ) و ( جُند الشّام ) و ( داعش ) و( تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ) وغيرها من فصائل الإرهابيين والتكفيريين وكل القتلة "المجانيين ، والمدوّخين وبلهاء الأيديولوجيات في العالم أجمع..

يا " أنصار الله " اعلموا إن كثيراً من الناس الموجوعين من( الإخوان ) وسياساتهم الكريهة قد غضّوا الطّرف ،وقالوا ،في بداية صراعكم معهم ، كويس خلّوا الحوثة يأدّبون الإخوان و " ينسّموا " لهم شوية ، ولم يقولوا "تدقّدقوا" بيوت الناس ومساجدهم ومدارسهم وتقطعون طرقاتهم وتقضّون مضاجع الأطفال والنساء وتشغلون النّاس بخيامكم ومواكبكم في القرى والطرقات والأسواق وبمكبرات الصوت وصرخات الأتباع مرددين ( هيهات منّا الذّلة ) النّصر للإسلام - القيامة على اليهود ، فيما أنتم تقيمون قيامة إخوانكم وأبناء وطنكم ، أما أميركا وإسرائيل ، فلم يسمعوا عن قيامتكم شيئاً،ولم تصلهم حتّى أصواتكم ، وإن وصلتهم فلن يلتفتوا لها ،إلا إذا كانت من قبيل مقتطفات (من عجائب وغرائب الشعوب ) من خلال برامج تلفزيزنية، 

تُقدّم فيها لمحة مما تقومون به من جنون وعنتريات ،كتّنفيس ينفّس به بعض الغربيين عن أنفسهم بعد يوم عملٍ مضني-مثلا- أو في رحلات ترفيهية لطلاب هذه المدارس أو تلك من التي تعتزمون فتحها ..

عفوا أوضّح : أنا لست سلفياً ولا إخوانياً ولا وهّابياً ولا مؤدلجاً .. لكن ما تقومون به يجب أن يدينه كل عاقل وصادق مع الله ومع نفسه ومع الكلمة .. 

أما الذي أحذّركم منه،- ولوجه الله ـ

، فهو إن أعمالكم هذه وغيرها من الأعمال كإحراق الكُتب المدرسية الرّسمية

والمكتبات، ومحاولات مسخ كل ما يمت لثقافة اليمنيين ، وعلاقتهم بمجتمعهم ودولتهم وعصرهم كفيلة بأخونة العلمانيين، والمرتدّين ، والليبراليين، والشيوعيين واليساريين وحتى من قد خدعوا وتنصرنون سرّا أو جهرا أثناء الإحتلال البريطاني لوطننا الحبيب.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 05:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-6714.htm