- المنهج في اللغة يدور معناه حول الطريق الواضح

- المنهج في اللغة يدور معناه حول الطريق الواضح
الأحد, 27-إبريل-2014
* أ/ حسن بن علي الزومي -

المنهج في اللغة يدور معناه حول الطريق الواضح.. وقد ورد في الكتاب والسنة ما يؤكد وجود المنهج في هذا الدين .. فمن ذلك قول الله تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) فالشرعة هي الشريعة ، وهي الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى .. والمنهاج هو المنهج ، وهو الطريق الموصل الى معرفة دين الله ومراده من عباده سبحانه .. ومن ذلك قول النبي ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) ومنهاج النبوة هو الطريقة التي كان عليها نبينا محمد والعقل السليم يدل على ان دين الاسلام الكامل الخاتم لا بد ان يكون متضمنا لمنهجية محددة وواضحة ، تعين على الوصول الى مراد الله .. لانه اذا لم يكن ثمة منهجا اسلاميا ياخذ بيد الانسان في غياهب الظلمات ، فلن يبقى الا التخبط والضياع !! وقد جرب كثير من الناس سلوك مناهج اخرى غير المنهج الشرعي للوصول الى الحق ، فادى بهم ذلك الى الضياع الفكري ، حتى قال قائلهم : نهاية اقدام العقول عقال واكثر سعي العالمين ضلال !! تاريخ المنهج .. هذا المنهج ، هو كغيره من علوم الاسلام كان معروفا ومتداولا ومطبقا ومعمولا به في حياة النبي وفي حياة اصحابه ، وكان النبي يربي عليه اصحابه جملة جملة .. ولكنه لم يكن مكتوبا .. ولكنه كان طريقة في الفهم والنظر والاستدلال يتعلمونها ويورثونها لمن بعدهم .. ولا شك انه يوجد كلام كثير للصحابة ومن بعدهم في تسجيل مفردات هذا المنهج ، وهو مبثوث في كتب العلم ، ولكن القضية الاهم هنا ، انهم كانوا يتوارثون هذه الطريقة العلمية المنهجية .. والدليل على ذلك ، ان الصحابة ومن بعدهم ممن خلفهم من السلف الصالح لا بد لهم من النظر والاستدلال .. فاما ان يكونوا زاولوا هذه الوظيفة بمنهجية معروفة وموروثة لديهم ، وهو المراد .. واما انهم كانوا يتناولون الامور الشرعية خبط عشواء بدون معايير ، وهذا ينزه عنه من شهد لهم النبي بانهم خير القرون .. المنهج والثقة .. هذا المعنى يعطي للمسلم ثقة في هذا الدين ، وفي اصوله ، واسلافه الصالحين ، حيث انهم تحملوا امانة حمل هذا الدين والدفاع عنه وفق منهجية واضحة لا لبس فيها ولا غبش فاذا ما هو المنهج ؟ المنهج : هو مجموعة القواعد والضوابط التي تعين علي معرفة مراد الله سبحانه .. فاين هو هذا المنهج ؟ هذا المنهج مبثوث في كلام الله تعالى ، وفي كلام رسوله ، وفي كلام السلف الصالح .. وكان اول من التفت الى التاليف فيه الامام الشافعي في كثير من مؤلفاته ابرزها ( الرسالة ) ثم توالت المؤلفات بعد ذلك .. حتى جاءت محطة شيخ التسلام ابن تيمية فجمع شتات هذه المؤلفات ونسقها توزع المعرفة بالمنهج .. فاذا ادركنا اهمية المنهج ، وان وجوده قائم بمجرد وجود الدين الحق .. فان معرفة تفاصيل هذا المنهج او التمثل بها ليس حكرا على شخص بعينه او طائفة بعينها ، لكنه لا يخرج عن جماعة السلف الصالح الذين شهد لهم النبي بالخيرية .. طريقان مختلفان .. فنحن اذا امام طريقين مختلفين .. طريق يزعم ان ثمة منهجا اسلاميا واضحا ، ينبغي علينا الاجتهاد في معرفته والتعامل به لمعرفة مراد الله فيما ينزل بنا .. وطريق آخر يزعم انه لا يوجد منهج ، او انه يوجد ولكننا لسنا ملزمين به .. وبالتالي فنحن امام خيارين : اما ان نتعامل مع نصوص الوحي بدون اي منهجية محددة فتكون الفوضى .. واما ان نستجلب منهجية مستوردة من اي جهة كانت !!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


* عضو الهيئة العليا

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 07:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-6149.htm