- الشريعة الإسلامية تعني في حقيقتها رحمة الخلق وصلاح دينهم ودنياهم وحينما نختزلها

- الشريعة الإسلامية تعني في حقيقتها رحمة الخلق وصلاح دينهم ودنياهم وحينما نختزلها
الإثنين, 21-إبريل-2014
د. محمد بن موسى العامري -

الشريعة الإسلامية تعني في حقيقتها رحمة الخلق وصلاح دينهم ودنياهم وحينما نختزلها في معان جزئية أو نقدمها بغير صورتها الناصعة كما أرادها الله ؛ هذا يعني أننا أسأنا إليها وشوهنا جمالها، قصدنا أو لم نقصد ذلك.


- فالشريعة تعني الشورى ، فلا مجال فيها للمستبدين والعابثين والذين قدموها لصالح الاستبداد وطوعوا بعض نصوصها لخدمة الطغاة ، إما أن يكونوا جاهلين بمقاصدها -إن أحسنا الظن بهم- أو أنهم جزء أصيل في منظومة الطغيان والفساد.


- والشريعة عدل كلها ، ورحمة ، وشمول ، وثبات في أحكامها ، والذين قدموها في جانبها المختص بالعقوبات فحسب إما أن يكون ذلك مبلع علمهم منها -وهذا هو الغالب- أو أن فقه سنة التدريج لم يعد لها حساب في أدبياتهم.


- والشريعة تعني تجسيد الحقوق المشروعة ، والحريات المعتبرة والسياسة الراشدة ، والذين قدموها مواعظ زهدية فحسب ، أو دروساً نظرية ، أو ترانيم وجدانية أو تألهات روحانية ، هؤلاء كذلك خدموا خصومها ، ويسروا لهم طريق الزهد فيها، والنأي عن أحكامها. 


- والشريعة تعني سلامة الخلق في ظلها ، وصيانة الحرمات ، وعصمة الدماء ، والذين قدموها خوفاً ورعباً وتعسفاً وغلواً كذلك كانوا من أكثر الناس دعوة بأعمالهم -قصدوا أو لم يقصدوا ذلك- إلى الصد عنها. 


- والشريعة قيم ، وأخلاق ، وتواضع ، وسلامة للصدور ، ولين جانب ، وحسن ظن بأهل الإسلام ، والذين قدموها غليظة قاسية مصحوبة بسوء الظن ، وهبوط في الأخلاق ؛ أيضاً كانوا مساهمين في زهد كثير من الناس فيها بسبب سوء صنيعهم ، ونفرة الخلق عنهم.


- والشريعة توحد ، وألفة ، واجتماع ، وتعاون، وتناصر على الحق، والهدى ، والذين جعلوا منها طريقاً للعصبيات ، والحزبيات المقيتة أو حولوها إلى قداسات ، وعنصريات ، ودعوات طائفية، ومناطقية هؤلاء كذلك كان لهم الحظ الأوفر في التوجهات الشاردة عن منهج الله بما اقترفته أيديهم من بغي وعدوان وتحجر وبهتان.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 12:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-6020.htm