- حتى المناسبات الدينية الجميلة يخاف منها. الفرح. الابتسامة. كلها مختزلة غائبة في بنية شخص غضبان من الحياة، ما استطاع أن يحقق انجازاً واحداً وما كسب أي قضية. لا يزال ساكناً بين الكثبان، لم تمحُ الأبراج خشيته من الحضارة، انتقل للمدينة رغما عنه بحكم التوطين. المدنية لم ترق له. كرهها. وعاش حتى 2013 حالفاً على البقاء بعيدا عنها. حجة خوفه ليست بهشة. تقف مستندة على ركيزة السيف.

- حتى المناسبات الدينية الجميلة يخاف منها. الفرح. الابتسامة. كلها مختزلة غائبة في بنية شخص غضبان من الحياة، ما استطاع أن يحقق انجازاً واحداً وما كسب أي قضية. لا يزال ساكناً بين الكثبان، لم تمحُ الأبراج خشيته من الحضارة، انتقل للمدينة رغما عنه بحكم التوطين. المدنية لم ترق له. كرهها. وعاش حتى 2013 حالفاً على البقاء بعيدا عنها. حجة خوفه ليست بهشة. تقف مستندة على ركيزة السيف.
الإثنين, 28-يناير-2013
نادين البدر -
حتى المناسبات الدينية الجميلة يخاف منها. الفرح. الابتسامة. كلها مختزلة غائبة في بنية شخص غضبان من الحياة، ما استطاع أن يحقق انجازاً واحداً وما كسب أي قضية. لا يزال ساكناً بين الكثبان، لم تمحُ الأبراج خشيته من الحضارة، انتقل للمدينة رغما عنه بحكم التوطين. المدنية لم ترق له. كرهها. وعاش حتى 2013 حالفاً على البقاء بعيدا عنها. حجة خوفه ليست بهشة. تقف مستندة على ركيزة السيف. هذا الشخص (ومثله كثيرون) راقب قبل أيام وحلل تآزرا علمانيا صوفيا. سخر من عبارات التهاني التي تبادلها العلمانيون مع الصوفيين بالمناسبات الدينية الجميلة. قبل الحديث عن هذه المناسبات كان يسمع من يحكي عن المواطنة فيقول حرام. وعن القومية فيقول حرام. عن الهوية قال ضلال. والمسؤولون يتبعونه خشية غضبه. وفجأة. توالت الأحداث السياسية. بعد كامب ديفيد تغاضى عنه السياسي (بعض الشيء) وهو الذي بدأ عقده الأول بتحالف بين القبيلة والدين لا العروبة، تغاضى عنه إذ لا بد من بديل عن مصر في ذلك الوقت لتسلم الدور الإقليمي الأكبر في المنطقة، وصار واجباً الحديث عن الانتماء للعروبة (ولو بعض الشيء). بعد 11 سبتمبر تمادى السياسي في تغاضيه وتحول الحديث عن الهوية والمواطنة والوطنية من كفر إلى حاجة ماسة للأمن القومي بعد فشل الرهان على عمود التشدد الديني كرابط يضمن التفاف الأفراد حول الدولة مخلصين لها. بدلا عنها التف كثيرون حول التطرف وفكر بن لادن وفكرة الأممية. ثم ولد الإرهاب. لا تتحرك الجهات المسؤولة أمام المشاريع الفكرية المتخلفة إلا حين تتعارض تلك المشاريع مع وجودها... مثل الاهتمام المتأخر بالانتماء الوطني، والبدء متأخرين جداً برفع الحظر عن الاحتفال بالاعياد الوطنية. يسخر هذا الشخص من الاحتفال بالمناسبات الدينية الجميلة وما يحدث بها من ممارسات، قائلاً انها مثال صريح على الشرك. يقاومها، يحارب وجودها. كل وجود لمختلف تهديد لوجوده. هو حائر ويجهل المصير. إن كان سيعود يوماً للتنقل بين الصحارى. أم سيبقى عالقاً ببيئته العالمية الجديدة بين أفراد يرونه ذلك الهمجي الذي استوطن بجسده المنزل والشارع وفنادق الخمس نجوم دون أن يعي بأن هكذا حياة تتطلب منه أن يحسب حساب (الآخرين). كل عام وأنتم بخير. كاتبة وإعلامية سعودية nadinealbdear@gmail.com
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-535.htm