- لم يتفاجئ القارئ بما قلناه سابقاً  ولن يتفاجئ أيضاً الآن .. فهانحن كما تعودنا نبحث عن إجابة لسؤال لطالما تكرر ويبدو أنه سيبقى ذاك السؤال اليتيم

- لم يتفاجئ القارئ بما قلناه سابقاً ولن يتفاجئ أيضاً الآن .. فهانحن كما تعودنا نبحث عن إجابة لسؤال لطالما تكرر ويبدو أنه سيبقى ذاك السؤال اليتيم
الأربعاء, 29-يناير-2014
بقلم / سمير قاسم -

 لم يتفاجئ القارئ بما قلناه سابقاً  ولن يتفاجئ أيضاً الآن .. فهانحن كما تعودنا نبحث عن إجابة لسؤال لطالما تكرر ويبدو أنه سيبقى ذاك السؤال اليتيم الذي لا يجد من يمسح على رأسه ويكفله بإجابة شافية تكون سبباً في دخوله الجنة ! 


عصابات المتنفذين في هذا البلد لا يملئ عينها وبطنها شيء وإن كان التراب شخصياً ! هذا ما أثبته الحال القائم منذ سنوات , فتارة تجد متنفذين بربطات عنق يمارسون هوايتهم في إبتزاز مستثمر مـا , وتارة أخرى تجدهم بالبزة العسكرية يمارسون الهواية نفسهـا ولكن بصلاحيات أكبر ونفوذ أوسـع وأعذار أقـوى , الدكتور رفيق مدهش علي حزام ارتطمت سفينته بجبل من الجليد الذي خلفته البرودة الحادة في جسد الحكومات المتلاحقة .

 المتنفذين في أجهزة الدولة أجهزوا على مشروع رفيق مدهش وطموحاته الاستثمارية , بعد أن شرع في العام 2008 بالتخطيط والدراسة لإنشاء مشروعه الاستثماري الخدمي المتمثل في المستشفى الاستشاري اليمني وعقب تلك الدراسة أنشاء المشروع وأخرجه إلى حيز الوجود ماكلفه ذلك ملايين الدولارات , إلا أن النافذين من أجهزة الدولة وقفوا عقبة حقيقية أمام إستمرارية مشروعه الخدمي ومارسوا بحقه شتى أنواع الضغوط و ( بالفم المليان ) أخبروه بأنه أمام خيارين لاثالث لهمـا أما أن يقبل بالشراكة مقابل الحماية أو أن يـُدمر مشروعه. هذه اليد التي مـُدت إليه لتحميه هي نفسهـا التي مُدت أيضاً لتُدّمره ! اليد هذه التي يقبلها المواطن حتى يرضى عنه أصحابها هي ذاتها اليد التي تغرق بالدماء ليل نهار فأي ضمير سنخاطب في أصحابهـا وأي أمل يمكن أن يأتي من خلف قوتهم وتغطرسهم ؟ أي أمل هذا الذي نرتجيه ممن يحملون راية الأمن والأمان بيد ويمسكون معول الهدم باليد الأخرى ؟. 


 الدكتور رفيق مدهش لم يسّلم لواقع يفرض نفسه عليه بالقـوة , فاختار أن يمضي في حربه ضد أصحاب الطيور الجمهورية حتى النهاية متسلحاً بإيمانه الثابت بأن هذا الوطن سينتصر لأبنائه ممن سلبوا حقهم في العيش والعمل ! ممن ظنوا وكل ظنهم إثـم , أنهم قد ورثوا اليمن ومن عليها ! وبأن نسبتهم في كل شيء وأي شيء , فهم أصحاب الحق وملاّكه أما أبناء الوطن فليسوا سوى عبيد يعملون تحت رايتهم ويقدسون جود عطائهم بالنهار والأسحـار ! . فكان الرد بأن قاموا بسجنه علّه يستسلم كغيره من المستثمرين في هذا البلد ! لكن إيمانه كان أكبر منهم وما يزال . 


منظمات المجتمع المدني بدورها عبرت عن أسفهـا الشديد إزاء ما يحدث من إبتزاز رخيص من متنفيذي أجهزة الدولة بحق الدكتور مدهش , مؤكدة تضامنها ووقفها الكامل معه حتى تنتصر له العدالة ويمضي في مشروعه الخدمي .


من جانبه أكد سمير السامعي رئيس لجنة تقصي الحقائق في التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات  بأن ما يتعرض له الدكتور مدهش جريمة ترتكب بحق وطن بأكمله وبأن من يقف خلف هذه الممارسـات يجب أن يـُقدم إلى العدالة بتهمة الخيانة العظمـى وإنزال أقصى العقوبات بحقه , كما أضاف بأن ما حدث يعـد إنتهاكاً صارخاً لحقوق المستثمر اليمني الذي يطـارد في كل شبر في هذا البلد , حتى غادر الكثير منهم للبحث عن بيئة مناسبة يعمل فيها بلا خـوف من جنرالات الحماية والهـدم ! .. معبراً في الوقت نفسه عن تضامنه الكامل مع الدكتور مدهش مطالباً كل الجهات المعنية بالتدخل السريع والعاجل لإيقاف هذا العبث الذي قتل نهضة البلد وأعادها عقود كثيرة إلى الخلف .


يبقى السؤال الذي كتبناه ألف مـرة باحثاً عن إجابة شافية : 


إلى متى يستمر مسلسل الإبتزاز وعمليات الاحتيال الممنهجة والمعمدة  ! وإلى متى يبقى المستثمر في هذا الوطن لقمة دسمة في عين أصحاب الكروش الرسمية وربطات العنق , في عين أصحاب البزة العسكرية والطيور الجمهورية  ؟!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4533.htm