الأحد, 11-نوفمبر-2012
 - ترجمة للجزء الثالث من تقرير هام جداً نشرته مجلة فورين بوليسي بعنوان "بناء الدولة اليمنية وخسارة الوطن"
- ترجمة للجزء الثالث من تقرير هام جداً نشرته مجلة فورين بوليسي بعنوان "بناء الدولة اليمنية وخسارة الوطن"
مجلة فورين بوليسي :تقرير سيلفانا توسكا -


هادي كان قد صرح أن فشل الحوار الوطني سيكون كارثياً على اليمن. غير أنه إذا لم يحدث شىئ قبل تحديد موعد جديد لإنعقاد المؤتمر، فإن عدم وجود تمثيل للإنفصاليين الجنوبيين سيشكل تحد كبير لنجاح الحوار. هناك إنتقادات مشروعة للطريقة التي يتعامل بها القادة الجنوبيون مع الوضع، مثل عدم قدرتهم على العمل كجبهة موحدة أو وضع مقترح واضح للإنفصال أو حتى تمثيل السواد الأعظم من الجنوب.


 لكن هناك أيضاً إنتقادات أقل منطقية، مثل تلك التي تزعم أنه بما أن الرئيس (وهو نفسه جنوبي) قام بإرسال دعوات للإنفصاليين للمشاركة في الحوار، وأن الإنفصاليين لم يتجاوبوا. و مع ذلك فإن الإنفصاليين تصلهم رسائل متضاربة و يخشون أن يكونوا الخاسرين مرة أخرى إذا ما تنازلوا. و بينما تدعو الحكومة كافة الأطراف إلى الحوار، فإن أصدقاء اليمن الذين يدعمون الحكومة في عملية الحوار أوضحوا رفضهم لإحتمالية الإنفصال. بل في الحقيقة أنهم إقترحوا فرض عقوبات على قادة في الحراك الجنوبي. القادة الجنوبيون بدورهم طالبوا بوساطة دولية لمساعدتهم في وضع خطط للإنفصال. و بينما تفتقر الحكومة في صنعاء إلى القدرة على التعامل مع أكثر القضايا أهمية، لا سيما الحاجة إجراء إصلاحات في الجيش – فإن الأصوات التي تؤمن بالإنفصال في الجنوب تزداد قوة.


 تلك الأصوات تحتاج إلى المكان المناسب للإستماع لها. إن الحكومة و المجتمع الدولي بحاجة إلى إيضاح الأمر قبل إنعقاد أي مؤتمر وطني، أن لديهم الرغبة للأخذ بعين الإعتبار كل الخيارات بشكل متساو، و أن يتعاملوا بلطف مع الحراك الجنوبي لإقناعه بالمشاركة في الحوار، و يقدموا له وعود واضحة بأن مطالب الحراك ستمنح القدر الكافي من الإهتمام. 


القادة الجنوبيون بحاجة إلى وضع مقترحاتهم للإنفصال، و يشمل ذلك الشرح العملي للكيفية التي سيتم بها إنفصال الجنوب (و هي مشكلة أكبر بكثير مما يتوقعون). في غضون ذلك، هناك مقترح مواز يتمثل في خيار الفيدرالية الذي يضمن حقوق كل إقليم من خلال ضمانات بأن توزع مصادر الحكومة بشكل متساو، يجب أن يتم النظر فيه، بالإضافة إلى الأجندة الإنفصالية. يجب أن يتم نشر و مناقشة النقاط التي يتكون منها كل مقترح، قبل إجراء أي إستفتاء على أي من المقترحات في وقت لاحق. و هذا بالطبع سيتطلب أن يقبل أصدقاء اليمن إحتمالية الإنفصال، و أن يضعوا في عين الإعتبار و بشكل واقعي الخطة البديلة المتمثلة في تقديم المساعدة الفنية للدولتين المنفصلتين، و كلاهما سيفتقران للقدرة على القيام بأبسط الواجبات الحكومية الأساسية.


 ترجمة مهدي الحسني


 


 

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 04:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-45.htm