- «اخونجية» السعودية في وضع حرج للغاية. فلا هم قادرون على التصريح بـ «الأخونة» ولا بإمكانهم التزام الصمت إزاء ما حدث لعرش تنظيمهم الأم في مصر

- «اخونجية» السعودية في وضع حرج للغاية. فلا هم قادرون على التصريح بـ «الأخونة» ولا بإمكانهم التزام الصمت إزاء ما حدث لعرش تنظيمهم الأم في مصر
الإثنين, 20-يناير-2014
أوراق آراء من نادين البدير:الرأي الكويتية -

 «اخونجية» السعودية في وضع حرج للغاية. فلا هم قادرون على التصريح بـ «الأخونة» ولا بإمكانهم التزام الصمت إزاء ما حدث لعرش تنظيمهم الأم في مصر. 


ليل نهار عبر المواقع يثرثرون مدافعين باستماتة هزيلة عن اخوان مصر والظلم الذي وقع عليهم. لا يمر يوم دون أن أتعرض لشتيمة منهم بسبب موقفي القديم من «الاخوان» وأي تيار إسلامي سياسي... منذ بدأت الكتابة والشتائم من المتخلفين صارت جزءاً من يومي.

وجاء يوم طلب فيه الفريق السيسي من شعب مصر الخروج لمنحه الحق بتطهير الشارع من الإرهاب، ذهبت إلى هناك. أردت أن أرى السقوط بعيني، كيف لا أراه وأنا ممن وجهت لهم اقسى التهم لسبب واحد هو رفضنا لحكم التطرف وإعلان تمردنا على أي تيار سياسي ديني. الكل كان يراهن على تفوقنا بالتمرد. اعتبرونا نمارس الحلم الحرام. ومن أيدنا حينها قال: ما دخلكم والشعب العربي الميت، لا تضيعوا حياتكم واستمتعوا بشبابكم لأن شيئا لن يتغير.


ذلك المشهد المصري الذي اقترب من الضوء أشعرني أني احتفل بيوم عرسي.


لم نكن مخطئين بتفوقنا بالنقد اللاذع لكل من تخفى وراء الدين. العناد والبجاحة أحد الحلول المثلى بوجه الجريمة والإرهاب.


أما غالبية الحشد الصحافي السعودي الذي ظهر للهجوم على الاخوان، وكان سابقا يرتعد لذكر اسمهم. فالسياسة تطلبت إجماع (الجوقة الصحافية) المعتادة على رأي واحد عند كل أزمة. لا يهم. الأبواق أحيانا تكون مفيدة.


الآن، حجم اللعنات والشتائم (سعوديا) بلغ قمته ومن أعداد اخونجية كبيرة. 


- دفاعك عن تنظيم إرهابي مارس أقسى أنواع الدمار الفكري والمادي بحقنا يعني انتماءك له.


- لا تفهميني غلط. لست منهم لكني أتعاطف معهم.


أو يبرئهم من التهم ويقول- أقول فقط كلمة الحق.


- يعني انت اخواني.


- لا أبداً.


الجبان، كلهم جبناء. إخفاء الحقيقة نهج الجبناء..


حتى عتاة قادتهم السعوديين أجبن من التصريح بالأخونة. فماذا ننتظر من ناقصي المبدأ والرجولة؟ 


الأسئلة الأكثر أهمية اليوم والتي يجب أن تطرح على الطاولة. ما مخطط اخونجية السعودية؟


لا نعلم.


ماذا يعرف المواطن عنهم؟


لا يعرف.


ما حالهم بعد موت التنظيم الأم؟ هل يذوبون؟ أم سيرحلون إلى تونس أو لندن؟ 


متى تطالهم يد المحاكمة؟


لا يبدو أنها ستطالهم..


يقول رأي: إن فكرهم منتشر ولو حاسبت قياداتهم. فموت التنظيم لا يعني موت الفكرة. 


أهي حجة لنترك داعية اخوانياً، أرسل شبابنا للهلاك، نتركه يرغد بقصره وملايينه؟


ماذا يدور برأس الداخلية السعودية التي قضت على إرهاب القاعدة الدموي سابقا بكفاءة فاجأت الجميع؟


ذلك الإرهاب الاخواني القاعدي ليس إلا الجناح العسكري لإرهاب الاخوان. 


فمتى تنفذ الداخلية حربها ضد غزو العقول والأفكار وضد إراقة الدماء؟


لا أحد يعلم.


فضيحة أخيرة. أحد الدعاة في الحرم المكي (ليس من الأئمة الرئيسيين) يصدح بدفاع شرس عن الاخوان ويحرض ويفتن.


ولا أحد يتحرك. ولا بيان واحداً.


احتلال مخيف. وسكون مخيف.


مثلما طالب الشعب المصري قائد الجيش بالتدخل لإنهاء الاستعباد. نحن أيضا نطالب من الحكومة التدخل لإنهاء الاستعباد. فعدا عن جوقة الصحافيين لا نرى أي سياسة أمنية مطمئنة على الإطلاق.


وبدلا من «تسلم الايادي» أرغب بتأليف أغنية «أقبل الأيادي» لتخرجوا عن دائرة السكون. انزلوا للشارع وانهوا عهد الاستعمار. لم يتحمله المصريون عاما. ونحن نعيشه منذ أكثر من خمسين عاما. 


كاتبة وإعلامية سعودية 


nadinealbdear@gmail.com

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 09:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4352.htm