- لم يكن أحد من المتابعين لشأن القبائل الحضرمية يتوقع صدور هذا القرار الشجاع والأبي والذي يعبر عن كل أبناء حضرموت ويجسد الحل الذي به سيتم معالجة كل مشاكل حضرموت بإذن الله تعالى.

- لم يكن أحد من المتابعين لشأن القبائل الحضرمية يتوقع صدور هذا القرار الشجاع والأبي والذي يعبر عن كل أبناء حضرموت ويجسد الحل الذي به سيتم معالجة كل مشاكل حضرموت بإذن الله تعالى.
الجمعة, 13-ديسمبر-2013
بقلم/عبدالجبار عوض الجريري -

لم يكن أحد من المتابعين لشأن القبائل الحضرمية يتوقع صدور هذا القرار الشجاع والأبي والذي يعبر عن كل أبناء حضرموت ويجسد الحل الذي به سيتم معالجة كل مشاكل حضرموت بإذن الله تعالى.


لم أكن أصدق حينما كنت أسمع عبر الهاتف تلاوة البيان أمام الحشود الحضرمية والجنوبية المجتمعة في غيل بن يمين ، كان الأمر بالنسبة لي مثل النصر العظم ،وفي نفس الوقت شعرت بنوع من الإحباط واليأس عندما سمعت مدة المهلة عشرة أيام ؛وهو ما دعاني على الفور لأن أقوم بالأتصال بأحد رجال القبائل الأحرار الذين برزوا بقوة في ذلك الأجتماع، أتصلت عليه وكلي أمل وتفاؤل ويأس في الوقت نفسه،حيث أنني لم أستطع أن أميز بين شعوري بالفرح والسعادة على إتخاذ هذا القرار الذي طالما أنتظرناه كثيراً،وبين اليأس الذي انتابني فور سماعي مدة العشرة أيام ! بادرت هذا المقدم بالسؤال قائلاً : بشرني ما هو القرار ؟ فرد علي بصوت الواثق السعيد المطمئن : لقد قررت القبائل إعطاء الدولة مهلة عشرة أيام لتسليم الجناة ،وسحب النقاط العسكرية وإخراج الثكنات والمعسكرات ،وتسليم أمن المحافظة لأبنائها ..


عندما سمعت هذه النقاط بديت سعيداً ،بيد أنني قاطعته مستغرباً ومستنكراً :إن مهلة عشرة أيام كثيرة جداً !! ولكنه بدأ متفائل وكأنه يريد أن يقول لي إن هذه المهلة هي بأمتياز مهلة للقبائل وليست للدولة ،حتى تتمكن هذه القبائل من تقوية صفوفها ،وتوحيد كلمتها على الحق المبين .


لقد كان القرار الذي أتحذته قبائل حضرموت في وادي نحب أهم قرار في تاريخ حضرموت القديم والحديث، ولعل الذي يعطي هذا القرار أهميته هو التلاحم والتكاتف الذي سطره أبناء حضرموت خلال أجتماعهم ، لقد رسموا لنا لوحة الأخوة والصدق والمحبة ،لم نكن نصدق أن تقدم قبائل حضرموت على قرار كهذا.


ولكن ما العجيب في ذلك وقد بلغ السيل الزبى،وطفح الكيل ،ولم يعد لدى أبناء حضرموت مثقال ذرة من تحمل هذه الجرائم المتتالية بحقهم .


من الطبيعي أن نشهد خلال الأيام القادمة التي تسبق أنتهاء مهلة حضرموت للدولة اليمنية محاولات جبانة غدارة من بعض الجنوبيين والحضارم الذين مازالوا يمدون أيديهم نحو أجياب القتلة في صنعاء ! وطبيعياً أن يكون هناك ضغط شديد على رجال القبائل من أجل القبول بأنصاف الحلول ؛بل أنا على يقين بأننا سنشهد حوادث متتالية خلال هذه الفترة من أجل التشويش على الزخم الشعبي الذي أحدثه قرار قبائل حضرموت التاريخي .


فربما تلجئ الدولة إلى قطع خطوط النت أو الأتصالات ،أو إطفاء الكهرباء وإحداث أزمة متعمدة في المؤن والمشتقات النفطية ،أو القيام بحملة إعلامية واهية ، هدفها إلقاء الخوف والرعب في نفوس الحضارم من خلال حديثها عن الوضع في حال قامت القبائل ببسط نفوذها على حضرموت ،وقد تتطرق إلى التحذير من أستيلاء القاعدة على حضرموت وذهاب الأمن والاستقرار ،وإحلال الخوف والاضطرابات والرعب والثأرات وغيرها.


ولكن هذه الأساليب ستتحطم أمام سؤال بسيط من أحد أطفال حضرموت: ماذا قدمت لنا قوات الجيش والأمن حتى نبكي على فراقها ؟


لا يوجد لهذا السؤال سوى جواب واحد وهو أن هذه القوات ساهمت في قتل المقدم علي بن حمد عام 97م ،وقتلت باوزير والعامري،وبارشيد ، وعشرات الضباط الحضارمة !


وسالت دماء أبناء حضرموت في كل الشوارع والمدن والقرى على أيدي هذه القوات؛ إضافة إلى تدمير غيل باوزير ومدينة الشحر والسماح للطائرات الأمريكية بقصف الأبرياء والعزل والنساء والأطفال ! وزيادة على هذا كله ، من سجن شبابنا في السجون النازية،ونفى كوادرنا وتجارنا إلى خارج البلاد ؟ من سرق نفطنا وغازنا وذهبنا ؟ من استحوذ على مزارعنا وأسماكنا وجونا ؟ من أهاننا طيلة أعوام كثيرة على النقاط العسكرية الوحشية الغير أخلاقية ؟ من استهزاء بالحضارم ووصفهم بالجبن ووجه إليهم صفعات تلو الصفعات ؟ من أهلك الحرث والنسل ؟ من نشر القات والمخدرات والرشاوي ،وبث الفتن والشقاق والخلاف ؟ من أجج قلوب أبناء حضرموت وأيقظ نار الفتنة منذ عام 94م ؟ من الذي استولى على أراضينا السكنية ؟ من الذي همش ضباطنا وجنودنا وسلبنا أدنى حقوقنا ؟ من الذي فرض الجزية على رجال الأعمال الحضارم ومنع الاستثمار في حضرموت ؟ من الذي دمر حضرموت الثقافة والتاريخ والوعي والحكمة ؟ من الذي سلب أمهاتنا فلذة أكبادهن في المكلا والشحر وغيل باوزير والديس الشرقية وسيئون وتريم والقطن وغيرها ؟ 


بعد هذه الجرائم كلها هل سنبكي على فراق قوات الجيش ؟ 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-3815.htm