- نشر الإخوان المسلمون لافتة (أنا أصعد فقط) رداً على شعار (أنا نازل) الذي تبناه عدد من طلاب جامعة صنعاء رفضاً لعسكرة الجامعة و تحويلها لثكنة عسكرية تابعة لفصيل متمرد و منشق .

- نشر الإخوان المسلمون لافتة (أنا أصعد فقط) رداً على شعار (أنا نازل) الذي تبناه عدد من طلاب جامعة صنعاء رفضاً لعسكرة الجامعة و تحويلها لثكنة عسكرية تابعة لفصيل متمرد و منشق .
الخميس, 27-ديسمبر-2012
سام الغباري -


نشر الإخوان المسلمون لافتة (أنا أصعد فقط) رداً على شعار (أنا نازل) الذي تبناه عدد من طلاب جامعة صنعاء رفضاً لعسكرة الجامعة و تحويلها لثكنة عسكرية تابعة لفصيل متمرد و منشق .
تذكرني هذه الجدلية المأساوية بحكاية المخلوق أولاً : البيضة أم الدجاجة ! ، في البدء كان الشباب أول من (نزل) إلى أمام جامعة صنعاء .. كان المكان قريباً من معسكر علي محسن الأحمر و ملاصقاً للجامعة على أمل الاستقطاب الشبابي و الطلابي الذي تكفلته عبارات رضوان مسعود - رئيس الاتحاد الطلابي- الحماسية و تجاوز الأمر مبدأ الأخلاق الحقيقي فهجم طلاب كُـثر على أساتذتهم من باب الثورة ، و خُـلع عُـمداء عديدين من الكليات تحت بند إسقاط الواجب الثوري و استكمال الأهداف الباطنة . فيما الشباب يزأرون مع كل انتصار واهم يحققونه .. حتى خلى كل شيء و بقوا هُـم و جنود علي محسن – وجهاً لوجه - .
لقد تخلى الطلاب عن مأثورة المنهجية في تعاملهم .. و انتصاراتهم . لم يستطيعوا ردع شبق الثورية المنفعل في نفوسهم .. و كانت أدوات الإعلام حافلة لهم و معهم .. ترصدهم و تشعل جذوة الاستنكار في كل موقع و خبر ، و حين خلى كل شيء .. ذهب العدو الافتراضي .. أفاقوا على صدمة قاسية : لقد ألغينا كل المعادلات لصالح طرف وحيد يقبض على كتلة سلاح متوهج و معه حامية مليشيات حزبية و عسكرية و قبلية .
طبيعة الصراع اليوم أشبه ما تكون بساحة جدلية عقيمة .. يريدون من الناس الوقوف معهم لتصحيح أخطائهم السابقة ! يبحثون عن تصحيح مسار كنا نصرخ لأجله قبل أن يذهب الانتهازيون لتوقيع مباردة الخليج و دثر روح التغيير السوي . و لذا لا يجب أن ينتظر (النازلون) من الرأي العام تأكيد هويتهم و حقهم في جامعة بلا جند و لا عسكر .. فالمنطقة كلها محاصرة و خارجة عن نطاق السيطرة الحكومية و بأيديكم أنتم و بتصريحاتكم أيها (النازلون) تم إخراج جغرافيا الساحة عن نطاق الدولة . و ليس عن شكل النظام الذي خرجتم لإيقافه .
اليوم فقط تكتشفون أن (حاميها حراميها) و كانت كل نصيحة لكم بالتأني و الفهم تلقى الغضب العارم و السخرية المقذعة .. فضربتم أساتذتكم ، آذيتم جيرانكم ، صمتم عن العار الذي استهدفكم .. وفقدتم التعاطف و معنى التأييد .. و الآن تريدون استعادة المعنى و قد سُـلب منكم بخدعة لم تعقلوها و قد كانت ماثلة لو أنكم حكمتم عقولكم فقط .
يقول الإخوانيون أن أنصار الله هم قادة الفعل الثوري هنا و يهاجمون رفاق العام و الخيام بكل ضراوة .. (نزل) جُـند علي محسن و (نزلتم) فكانت الغلبة لمن يحمل العصي و يرتدي بزة الجيش و معه أيضاً (نزل) اللصوص السابقون لجوهركم و عقولكم في محاولة أخرى لتأييدكم و ركوب (الموجة) التي حذر منها الرئيس السابق دون أن تجد صدى .. فما كان في السابق سيأتي اليوم و ربما بعنف أكثر .
لماذا مثلاً لا (ينزل) الذين (نزلوا) بضخامة يوم الجمعة الماضي لتأييد قرارات الرئيس بهيكلة الجيش معكم و يشدون من عضدكم و يلبون نداءكم .. لأنهم بكل بساطة من فصيل مُـؤدلج لا يعترف إلا بما أعترف به (المرشد) و حين طغوا عليكم و سلبوا إرادتكم و قراركم و أفعالكم و مسيراتكم كنتم الصورة الباهتة لهم ، و صار وجودكم يومها لإضفاء ميزة التعدد على مطالب الثورة فقط و عدم احتكارها على فصيل معين .
كنتم تعرفون ذلك و رغم أنف العقل استمرأتم التثوير .. و الآن تدفعون ثمن هذا العناد و تلك الأيام المجحفة .. و ستظل الحسرة التي تبكيني هي انحسار المطالب و وقوفها على أطلال (النزول) بلا واقعية .. و كيف يمكن رفع القائد و الحامي و لم يعد هناك أحدٌ ينافسه أو يضرب العصا على رأسه إن انتهك حقوقكم و ضربكم كما فعل يوم 22 – 12- 2012م .
أعزائي : حين تتمكنون من الإجابة على جدلية النزول و الصعود .. ستعرفون أن الإخوان المسلمين (صعدوا) على أكتافكم و على دماء الشهداء . و أن (النزول) الناجح يحتاج تكرار الأدوات السابقة ، و قبل ذلك فإنه بحاجة إلى إلغاء ذاكرة الناس التي لم تعد تأبه بكم و بصراخكم .. حتى الرئيس هادي لن يستطيع فعل شيء مالم تكن معه أدوات (علي محسن) و الجزيرة و قطر .. فهل يمكن أن يتخلى القطريون عن (محسن) و يتشبثون بـ(هادي) ؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يترافق مع إجابة دامعة لجدلية النزول و الصعود .
..و إلى لقاء يتجدد ..

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 05:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-290.htm