- إهبطوا مصرا وتأملوا...هى تدمى الجميع وترسم حسرة على وجوه الكل..! ودمها عزيز وغالى ومقدس دون تمييز.

- إهبطوا مصرا وتأملوا...هى تدمى الجميع وترسم حسرة على وجوه الكل..! ودمها عزيز وغالى ومقدس دون تمييز.
السبت, 17-أغسطس-2013
بقلم / د.صادق حزام -

إهبطوا مصرا وتأملوا...هى تدمى الجميع وترسم حسرة على وجوه الكل..! ودمها عزيز وغالى ومقدس دون تمييز.

لكن هل أدرك جميع من فقد عزيزا معنى القتل...،معنى إساحة الدم ...معنى التجرأ على قتل الأخر .. بالكلام قبل الرصاص..أيضا..؟! هل كان كل هذا القتل ضرورى أيضا..؟! كما كان القتل قبله فى اليمن سابقا وانتهى بتقاسم وتحاصصن أيضا..!

من لا يعرف المثل  القائل أن "أول الحرب الكلام..."!

ومن لا يعرف الحكمة القائلة  ان المعارك والحروب  "أخر أدوات العمل السياسى" أيضا وكل الدماء عزيزة وكريمة ومقدسة دون تمييز .

"البارود" على بشاعته أخر وسائل التحاور عندما تنسد أفق الافكار والقدرة على التعايش فى اللغة والفهم أولاً...رغم أن العرب والمسلمين متعايشين مع كل الدنيا منذ فجر التأريخ ومتعايشين اليوم أيضا فى كل الدنيا..نسبا صهرا وثقافة وإقامة وسكنا وعملا واجتماع واقتصاد...وحلما وحسا وتطلعا وذلك أضعف الأيمان...!

والناس " اخوة لك فى الدين  أو نظراء فى الانسانية" ..لكن ما الذى يحدث وما الذى يغذى هذا الوضع من الأسباب..ولماذا يسلم القادة ويقتل فقط البسطاء  فى كل حروبنا ومناوشاتنا الداخلية على الدوام...؟!

ما بال عرب ومسلمى ما بعد بوعزيزى.. يقتلون بعضهم بعضا بخفة وسهولة ويسر وتلذذ مفرط أحيانا...! سواء كان ذلك القتل بالكلام أو بالرصاص...لا فرق كبير..فهذا يستدعى ذاك والعكس..!

ومتى سينضج العرب والمسلمين أقدم الشعوب وأغناها...ثقافة وهوية وتنوعا وموارد ...بل وتأثيرا فى حركة العالم ...! وإن كان ذلك سلبا فى أغلبه حاليا ..حتى قلب بوعزيز المعالدلة رأسا على عقب..وجعل البعض يحلم الآن بقلب الطاولة على العرب جميعا وشغلهم بقتل بعضهم بعضا..!

لم يُشْعِل بوعزيزى نفسه لِنُشْعِل كل هذه الحرائق...ونسيل كل هذه الدماء...بهذا العبث التدميرى العنيد..!

بوعزيى ذلك البائع المتجول المُحَارَبْ فى رزقة من دولة :النظام والقانون" حرك الكرامة المجمدة فى الشعوب حينا من الإذلال المنظم...وضحى بنفسه لتعم الكرامة كل الناس... لا ليتلذذ أيا كان بإساحة الدماء..وتوزيع القتل بالفعل أو بالكلام.. !

لم تعد فقط عملية  تهييج العواطف قاتلة بل أيضا تهيج الأفكار... وصار الألم أيضا لا يعتصر  العواطف فحسب بل والأفكارأيضا..فهل من مُدّكِرْ... ؟!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 09:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2711.htm