- لمّا أضحت القضية الجنوبية محل اهتمام العالم أجمع لا سيما الدول العظمى منه ؛ وذلك لأهميتها الاقتصادية التي تنبع من باب المندب الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر ؛ولكونها تحتل مكان مرموق جغرافياً إذا أنها تقع في الجانب الجنوبي لشبه الجزيرة العربية التي تعد من أغنى بقاع العالم في مجالات الثروة النفطية والمعدنية والسمكية .

- لمّا أضحت القضية الجنوبية محل اهتمام العالم أجمع لا سيما الدول العظمى منه ؛ وذلك لأهميتها الاقتصادية التي تنبع من باب المندب الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر ؛ولكونها تحتل مكان مرموق جغرافياً إذا أنها تقع في الجانب الجنوبي لشبه الجزيرة العربية التي تعد من أغنى بقاع العالم في مجالات الثروة النفطية والمعدنية والسمكية .
الأحد, 28-يوليو-2013
بقلم/ عبدالجبارعوض الجريري -

لمّا أضحت القضية الجنوبية محل اهتمام العالم أجمع لا سيما الدول العظمى منه ؛ وذلك لأهميتها الاقتصادية التي تنبع من باب المندب الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر ؛ولكونها تحتل مكان مرموق جغرافياً إذا أنها تقع في الجانب الجنوبي لشبه الجزيرة العربية التي تعد من أغنى بقاع العالم في مجالات الثروة النفطية والمعدنية والسمكية .
ولمّا باتت القضية الجنوبية تمثل بعداً استراتيجياً في مجال الأمن والاستقرار في الملاحة البحرية والبرية لكثير من الدول التي توجد لها مصالح في البحر الأحمر والعربي ،حيث يظهر ذلك جلياً من خلال كمية النفط والسفن التي تمر عبر مضيق باب المندب والتي تقدر بـ 57 سفينة نفطية يومياً وهو ما يعطي لهذا المضيق أهمية قصوى على الصعيد الدولي .
لمّا أصبحت القضية الجنوبية تمثل هذه الأهمية الكبرى بالنسبة لدول العالم وأصبحت خطراً محدقاً بالمحتلين ؛ ذهب المحتل اليمني لإنشاء وابتكار أساليب جديدة لإضعاف الزخم الرسمي الخارجي الذي تحظى به القضية الجنوبية ،ومن أجل بث الفرقة والنزاع والاختلاف بين أبناء الجنوب بغية تمزيق القضية الجنوبية وكسر شوكتها القوية ؛ ومن جملة الأساليب التي دأب المحتل على استخدامها في الجنوب إنشاء تيارات ومنظمات وحركات تنشد حقوق المواطنين في المحافظات الجنوبية ولكنها في الوقت نفسه تسبح بعكس التيار السائد والمنتشر في الجنوب والمطالب بفك الارتباط ! لم يكن الهدف من وراء إنشاء هذه الحركات - التي هي في الواقع لا تحظى بأي مقدار من التأييد الشعبي - هو المطالبة بحقوق أبناء حضرموت كما تفعل ( العصبة الحضرمية ) أو المطالبة بحقوق أبناء عدن كما ترفع ذلك ( الجمعية العدنية ) ! ولكن كان الهدف الأول والأخير من وراء هذه التيارات والحركات المعادية لموجة الشعب هو إيجاد التفرقة الحقيقية بين الجنوبيين  وقطع الطريق أمامهم، للحيلولة دون تماسكهم وتوحدهم الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى إعطائهم استقلالهم وحريتهم الكاملة التي يتعشمون لها .
لعله من الأنسب لهذه المنظمات والحركات الوليدة من صلب الاحتلال أن ترفع شعارات جوفاء فضفاضة أشبه بالبربوقندا الإعلامية من أجل استعطاف الرأي العام وكسب عقولهم لكي ينحازوا لهذه المشاريع الخاسرة ، ويتركوا المشروع الأكبر الذي يفترض بكل جنوبي أن يسعى لإنجاحه بدلاً من السعي لإفشاله والمتمثل بالتحرير والاستقلال .
لم تكن تلك الشعارات والمطالبات التي ترفعها هذه التيارات المعادية لإرادة شعب الجنوب سوى كلمة حق أُريد بها باطل !وربما تنطوي هذه الشعارات على البسطاء الذين دائماً ما تغرهم الشعارات الواهية الجذابة ؛ ولكن تجارب التاريخ أثبتت زوال مثل هذه التيارات والحركات سرعان ما ؛ وذلك لأنها بنيت على باطل ( وما بني على باطل فهو باطل) ومصيره الزوال. ولعل ما يؤكد أن هذه الحركات معادية للإرادة الشعبية الجنوبية هو عدم وجود قاعدة شعبية تستند إليها هذه التيارات بالرغم من تظاهرها بأنها تطالب بحقوق المواطنين الذين تعنى بشأنهم عن غيرهم ؛ ثانياً أن هذه الحركات أتت بعد إقرار المشروع والبرنامج السياسي للحراك الجنوبي والذي أكد على أن نظام دولة الجنوب المستقبلية سيكون نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي ، وهو ما يزيل المخاوف من تكرار سيناريو المركزية التي كان يعاني منها الجنوب في السابق . وهذا الأمر يتيح لأبناء كل المحافظات أن يديروا محافظاتهم بكل حرية ودون الشعور بالوصاية من قبل محافظة أخرى وبعيداً عن المركزية المقيتة . بطبيعة الحال إذا كانت هذه هي رؤية الحراك الجنوبي للمستقبل السياسي والاقتصادي للجنوب ،فلما يذهبون أصحاب هذه الحركات للمطالبة بحقوق هذه المحافظة بعيداً عن القاعدة السياسية والتاريخية والجغرافية التي تجمعهم ببقية المحافظات ؟ وهذا هو ما يفسر أن هذه الحركات جاءت لإفشال المسيرة الجنوبية التي صارت في ذروتها الثورية والسياسية ، وبإيعاز مباشر من قوى الاحتلال وتنفيذاً لأجندة مغرضة تهدف للنيل من وحدة وتماسك وتلاحم الجنوبيين الذي أصبح عصياً على المحتلين .
لم تكن تلكم التسمية التي أطلقها السفير البريطاني في صنعاء على ما يسمى ( بالعصبة الحضرمية ) بعد اجتماعه مع وفد من هذه العصبة لإطلاعه على رؤية هذه العصبة وأهدافها، أمراً يدعو للضحك بمقدر ما يدعو للإعجاب بهذه التسمية التي تلامس واقع وعمل هذه العصبة المسكينة ؛ فبعد أنتهاء الاجتماع معه رفع السفير البريطاني تقرير يتحدث فيه عن هذه الجماعة ، وتضمن تقريره اسم دقيق لهذه العصبة واصفاً إياها بأنها (( مراهقة صبيانية )) ! هكذا أطلق السفير البريطاني في صنعاء هذه التسمية على العصبة الحضرمية التي تسبح بعكس التيار الشعبي الجنوبي .
هذه المغامرة الصبيانية التي تهدف إلى ضرب القضية الجنوبية في العمق لن تجد لنفسها موطئ قدم تستريح فيه، أو أرضاً خصبة تتخذها قاعدة لأفكارها ومنطلق لأعمالها ؛ لأنها وبصراحة تامة مثل الفأر الذي يريد أن يشق ويهدم جبل شامخ بأسنانه الصغيرة !

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 12:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2498.htm