- أضحى الكثيرون اليوم ممن يكن للإسلام العداء والبغض والكراهية يعلون أصواتهم مناداة برفض الإسلام واجتثاث أهله لا سيما أولئك الذين قدر لهم أن يصلوا إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة دونما أن يكون هناك تدخل من قبل القوى التي تعارض وتحارب الديمقراطية وإن أدعت احترامها لها وحمايتها لأجوائها .

- أضحى الكثيرون اليوم ممن يكن للإسلام العداء والبغض والكراهية يعلون أصواتهم مناداة برفض الإسلام واجتثاث أهله لا سيما أولئك الذين قدر لهم أن يصلوا إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة دونما أن يكون هناك تدخل من قبل القوى التي تعارض وتحارب الديمقراطية وإن أدعت احترامها لها وحمايتها لأجوائها .
الأحد, 21-يوليو-2013
عدن - عبدالجبار عوض الجريري -

أضحى الكثيرون اليوم ممن يكن للإسلام العداء والبغض والكراهية يعلون أصواتهم مناداة برفض الإسلام واجتثاث أهله لا سيما أولئك الذين قدر لهم أن يصلوا إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة دونما أن يكون هناك تدخل من قبل القوى التي تعارض وتحارب الديمقراطية وإن أدعت احترامها لها وحمايتها لأجوائها .



ولا أدل على ذلك من النموذج المصري الراهن الذي يئن من نسف الديمقراطية وسلبها من قبل الدول التي تآمرت وما زالت تتآمر على الأمة الإسلامية ومكتسباتها الديمقراطية بغية عرقلة مسار إرادة الشعوب التي غالباً ما تأتي وتنتخب الإسلاميين كما حصل في الجزائر عام 92م عندما فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية ، إضافة إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2005م ، وكذلك فوز الإسلاميين في تركيا وتونس ومصر مما دل دلالة واضحة على أن الشعوب العربية والإسلامية لو ترك لها حرية الاختيار لاختارت الإسلاميين الذين تثق بهم وتصدقهم وتأمل على أيديهم التغيير الإيجابي الذي لا تحلم به عادة ما من نظرائهم الآخرين .



لم يكن ما جرى في مصر الكنانة من انقلاب عسكري وسياسي وأخلاقي مهين على الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب المصري محمد مرسي هو أمراً استثنائياً بهذه الدولة ؛ بل ما جرى هو أحد محطات الحقد الدفين على الإسلام التي بدأت مذ بداية نور الإسلام المبين ؛ فلم يكن هذا الانقلاب سوى نتائج طبيعية لتراكمات الحقد والحملات المضللة التي شنت على الإسلام وأهله في مصر من قبل الإعلام الكاذب الموجه من الكونجرس الأمريكي والكنيست الصهيوني والذي أتخذ من الإمارات على وجه العموم ودبي على وجه الخصوص مقراً تبث خلاله وسائل الإعلام  (( الغربية والعبرية )) الناطقة "  بالعربية  "سمومها الأسود الذي يهدف لتشويه الإسلاميين وإلقاء التهم عليهم تبطلاً وعدواناً ؛ من أجل تأليب الرأي العام عليهم وإزالة شعبيتهم  التي لم يستطيع من خلالها أن يصل الحاقدون على الإسلام  إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع ؛مما جعلهم يلجئون إلى تلكم الأساليب المهينة الساقطة والجبانة كالذي جرى في تركيا والجزائر وفلسطين ومصر  من انقلابات عسكرية أطاحت بالإرادة الشعبية التي تمخضت عنها سلطات إسلامية .



لم يكن غريباً ما جرى من تآمر على الرئيس المصري الحافظ لكتاب الله وصائم الاثنين والخميس د.محمد مرسي من قبل دولة الإمارات ( العربية المسلمة ) و ( المملكة العربية السعودية المسلمة ) التي لها بصمات كثيرة على هذا الطريق ؛بمساعدة وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي  و د.محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي  وبإيعاز مباشر من الحكومة الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية الراعية الذهبية ( للديمقراطية ) التي كانت المنسق المناسب لهذه المؤامرة الخبيثة الجائرة التي تعد طعنة أليمة في ظهر الأمة الإسلامية ! لم يكن غريباً حدوث أمراً كهذا ولا سيما أن هؤلاءِ المتآمرين لا يؤمنون بالحرية والديمقراطية نظراً لترعرعهم في أروقة نظم دكتاتورية لا تحبذ مطلقاً الديمقراطية .



لعله يخفى على الكثيرين من أن هذه  المؤامرة الساقطة – بإذن الله- قد بدأت منذ ما يقرب من أربعة أشهر قبل الانقلاب العسكري ، وذلك من خلال تنسيق دبي ممثلة في " ضاحي خلفان " مع عم وزير الدفاع المصري المنقلب عبد الفتاح السيسي والذي يعمل لدى إمارة دبي ضابطاً في الأمن ؛ حيث كان له دوراً بارزاً في جلب عبد الفتاح السيسي إلى مربع السعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بعد ما كان محل احترام وثقة من قبل الرئيس والشارع المصري .



وربما يكون خير دليل على هذه المؤامرة التي جرت هو اختفاء المشكلات التي كانت موجودة  بفعل فاعل في عهد الرئيس مرسي حيث لم تعد موجودة بعد الانقلاب وهو ما يؤكد بأن هؤلاءِ الانقلابين هم من كان يحدث تلك الجلبة والفوضى والاضطرابات التي كانت موجودة قبل الانقلاب لكي يبرروا عملهم المشين ومن أجل أن يحظوا بدعم شعبي لكي يخلصوا الناس مما كن يؤرقهم في عهد مرسي كما يزعمون ! ناهيكم عن تلك الأمطار المالية التي هطلت على الانقلابيين في مصر من قبل بعض الدول الخليجية التي قامت بسداد ما عليها ثمناً لهذا الانقلاب الآثم على الشرعية والإسلام في مصر السلام . لم تكن هذه المليارات من الدولارات هدية أو هبة للشعب المصري من أخوانهم حكام بعض أقطار الخليج ، ولكن كانت الثمن الذي وعد به عبد الفتاح السيسي عندما يفرغ من الإطاحة بالرئيس المسلم محمد مرسي الذي أصبح بعد هذا الانقلاب رئيساً لكل مسلم وكل حر على وجه البسيطة .



قد تكون اتضحت هذه المؤامرة على الإسلام للكثيرين من المصريين وغيرهم ممن يشاطرهم هذه الخسارة التي منية بها الأمة من وراء الخيانة والعمالة للأعداء .



غير أن هذه المؤامرة لن تنتهي بل ستبقى مستمرة بحق الأمة وعزها ومجدها لأن أصحابها يتمتعون بأنفس ملئت بالحسد والغيرة من الإسلاميين المحبوبين من قبل الشعوب ؛ وهؤلاءِ الحاسدين لا شيء يرضيهم غير دمار الإسلام وزواله ، وصدق الله العظيم القائل في مثل هؤلاءِ  (( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم )). البقرة : 105 .



 وما أصدق ما قال معاوية : كل الناس أقدر على رضاه إلا الحاسد لأنه لا يرضيه إلا زوال النعمة .



وصدق القائل :



كل العداوات قد ترجى إماطتها                                إلا عداوة من عاداك من حسد ِ     .



ومهما كان الحقد الذين ملئت به نفوس هؤلاءِ المتآمرين على الإسلام وأهله فلا خوف على الإسلام مادام أن له رجال يحمونه وقبلهم رب رحيم قوي جبار ؛ عندما نشاهد أؤلئك الملايين الذين احشدوا في ميدان ( رابعة العدوية ) وميدان ( نهضة مصر ) وميدان ( رمسيس ) بالقاهرة وكل ميادين مصر في جميع المحافظات المصرية نتفاءل بأن النصر للإسلام ، وأنه مهما حل ظلام الدكتاتوريين والطغاة فلابد من أن ينقشع بعد سويعات ليأتي ويحل مكانه فجر الإسلام الذي لم يستطيع أن يحجبه أعتا الجبابرة وأقوى الطغاة وأشد الحسدة ؛ حتى يستطيع أن يحجبه الآن عبد الفتاح السيسي الذي يتقاضى الملايين الدولارات من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وحكام الإمارات والسعودية ؛ لن يستطيع السيسي المأجور للأعداء أن يستحوذ على الشرعية المصرية ولا أن ينتصر على الإرادة الشعبية وإذا لم يكن يصدق ذلك فعليه أن يسأل المخلوع حسني مبارك الذي حاول قبله أن يهزم إرادة شعبه فأضحى طريح السجن ؛ وإن أراد السيسي التأكد أكثر فليتصل بالهارب ابن علي كيف أنهزم في غضون برهة بسيطة أمام أمواج الثورة التونسية المجيدة ؛



إذا الشعب يوماً أراد الحياة                                  فلا بد أن يستجيب القدر



ولا بد للــــيلِ أن ينجــــلي                                  ولا بد للقــيد أن ينكســـر



إن إرادة الشعوب لا تقهر لأنها مستوحاة قوتها من إرادة رب البرية ؛ فحتماً رهانكم سيؤول إلى مزبلة التاريخ أيها الفاشيون النازيون الدكتاتوريون الأغبياء.







عبدالجبار عوض الجريري



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2445.htm