- شكّل اغتيال المحلّل السياسي السوري محمد ضرار جمو، رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب في بلدة الصرفند في جنوب لبنان، تطوراً أمنياً بارزاً اصاب بيروت بـ «الصدمة» إزاء حجم الانكشاف اللبناني على الأزمة السورية في ضوء الانخراط المتمادي لـ «حزب الله» فيها وارتسام ملامح «هجوم مضادّ» على الحزب ومناطقه في لبنان، يتخذ أشكالاً عدة كالتفجيرات بسيارات مفخخة او عبوات وصولاً الى قتل جمّو في عملية اعتُبرت اختراقاً لدائرة نفوذه.

- شكّل اغتيال المحلّل السياسي السوري محمد ضرار جمو، رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب في بلدة الصرفند في جنوب لبنان، تطوراً أمنياً بارزاً اصاب بيروت بـ «الصدمة» إزاء حجم الانكشاف اللبناني على الأزمة السورية في ضوء الانخراط المتمادي لـ «حزب الله» فيها وارتسام ملامح «هجوم مضادّ» على الحزب ومناطقه في لبنان، يتخذ أشكالاً عدة كالتفجيرات بسيارات مفخخة او عبوات وصولاً الى قتل جمّو في عملية اعتُبرت اختراقاً لدائرة نفوذه.
الخميس, 18-يوليو-2013
الراي الكويتية -

شكّل اغتيال المحلّل السياسي السوري محمد ضرار جمو، رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب في بلدة الصرفند في جنوب لبنان، تطوراً أمنياً بارزاً اصاب بيروت بـ «الصدمة» إزاء حجم الانكشاف اللبناني على الأزمة السورية في ضوء الانخراط المتمادي لـ «حزب الله» فيها وارتسام ملامح «هجوم مضادّ» على الحزب ومناطقه في لبنان، يتخذ أشكالاً عدة كالتفجيرات بسيارات مفخخة او عبوات وصولاً الى قتل جمّو في عملية اعتُبرت اختراقاً لدائرة نفوذه.

ويُعتبر اغتيال جمو قرابة الثانية من فجر الاربعاء رمياً بالرصاص في منزله في الصرفند وبعد نحو خمسة ايام على وصوله الى لبنان أوّل عملية قتل من هذا النوع تقع على الاراضي اللبنانية منذ بدء الأزمة السورية، وجاءت لتعزز الاقتناع بان لبنان أصبح جزءاً من مسرح عمليات الردّ على «حزب الله» الذي جاءت عملية قتل احد الموالين البارزين للنظام السوري في منطقة محسوبة عليه لتقدّم مؤشراً اضافياً الى حجم التغلغل الامني في البيئة المحسوبة عليه وهو ما كان ظهر بوضوح من خلال متفجرة بئر العبد في الضاحية الجنوبية الاسبوع الماضي.

وما جعل عملية الصرفند تكتسب أبعاداً خطيرة اضافية الوقائع الآتية:

* انها جاءت بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف موكباً لـ «حزب الله» على طريق المصنع الموصلة الى نقطة الحدود اللبنانية - السورية في البقاع، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص بجروح رُجح ان يكون أحدهم توفي متأثراً بجروحه، علماً ان عبوة الثلاثاء أتت بعد التفجير الذي وقع في 10 يونيو في تعنايل على الطريق نفسها التي تربط شتورة بالمصنع واستهدفت موكباً للحزب كان متوجهاً إلى سورية، وبعد أقل من عشرة أيام من انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة الهرمل في 7 يوليو الجاري، أصابت إحداها سيارة تابعة للجيش اللبناني، وسبقتها عبوتان أخريان في 28 يونيو على الطريق العام في مدينة زحلة استهدفت أيضاً موكباً أمنياً قيل أنه لعناصر تابعة لـ «حزب الله»، من دون اغفال اطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية في 26 مايو.

ويذكر ان تفجير المصنع حصل لدى مرور موكب كان يضم اكثر من سيارة «جيب»، رافقتها سيارة «فان» كانت وراء السيارة المستهدفة، وقد عمل ركابها على نقل المصابين الى مستشفى شتورة، قبل ان تنقلهما الى الضاحية الجنوبية عناصر امنية في الحزب.

وبحسب المعلومات فان العبوة التي انفجرت كناية عن كيلوغرام واحد من مادة «سي فور» مع كريات حديد ومسامير اخترقت الزجاج الامامي للسيارة واصابت السائق في رأسه ووجهه اصابات بالغة، في حين افادت تقارير صحافية انه رغم عدم وجود كاميرات مراقبة على تلك الطريق، الا ان «حزب الله» يفضل سلوكها، بدل طريق الهرمل - القصير المحفوفة بالأخطار أكثر.

* ما كُشف عن ان جهات مناوئة لـ «حزب الله» تمكنت من زرع عشرات القنابل والعبوات في مناطق سيطرة الحزب في الضاحية والجنوب والبقاع، وان الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيكها خلال الأسبوعين الماضيين، من بينها، عبوة كانت موضوعة عند مدخل حارة حريك قرب حلويات «كريمنو»، وأخرى قرب مجمع القائم، وفي مناطق بنت جبيل والنبطية وبعلبك، مشيرة إلى أن هذه العبوات كانت صغيرة الحجم، علماً ان تقارير تحدثت عن الاستعانة بكلاب بوليسية في اطار التدابير الاحترازية في مناطق «حزب الله».

ووسط هذه الوقائع الامنية المخيفة وفيما لبنان يعاني شللاً سياسياً مستحكماً في ظل «استسلام» مختلف الاطراف لحال الانتظار الثقيل لتبيُّن مسار الازمة السورية وموازين القوى فيها وتحوّل ملف التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الشغل الشاغل لطبقة سياسية تراهن على مبادرة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقوم على توقيع مرسوم «تأجيل تسريح» قهوجي مدة ثمانية اشهر ولمرة واحدة فقط، جاء وقع اغتيال جمو صاعقاً رغم ان تقارير عدة كانت تلقتها بيروت عن عمليات امنية متوقعة، علماً ان «حزب الله» نفسه يضع في تقديراته امكان حصول المزيد من التفجيرات في مناطق نفوذه عبر سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.

ووقعت عملية قتل جمو قرابة الثانية من فجر امس في منطقة الصرفند التي يتردّد اليها منذ أكثر من 15 عاماً نجح خلالها في اقامة روابط متينة مع قيادات «حزب الله» وحركة «أمل» في الجنوب.

وبحسب تقارير في بيروت فان جمو، المتزوّج من سيدة لبنانية من آل يونس ولهما ابنة، اغتيل رمياً بالرصاص بعيد عودته إلى منزله اذ أطلق 3 مسلحين النار عليه من أسلحة حربية رشاشة داخل منزله الذي يقع في الطابق الأول من مبنى مؤلّف من 3 طبقات، فتوفي على الفور نتيجة نحو 30 طلقة من الرصاص المتفجّر اخترقت جسده الأمر الذي أحدث تشوهات في رجليه ويديه.

واشارت معلومات الى ان جمو كان وصل ومعه أغراض طلب من زوجته مساعدته في ادخالها الى المنزل. وبخروجها سبقها حاملاً معه بعض الحاجيات، وفور دخوله المنزل تاركا وراءه الباب مفتوحاً لزوجته باغته المسلحون الذين كانوا ينتظرونه داخل المبنى وعاجلوه بالرصاص قبل ان يفروا في الاحراج القريبة.

وفي حين ذكرت تقارير ان الناشط السوري الموالي للنظام كان مراقباً من المهاجمين من سطح المبنى، أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن ابنة جمو واثنين من مرافقيه أصيبا ونقلا الى المستشفى.

وقد باشرت القوى الأمنية التحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة وكشف الفاعلين، علماً ان جمو كان يظهر عبر الكثير من المحطات الفضائية بصفة محلل سياسي، وكانت آخر إطلالاته الإعلامية في برنامج على قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» السبت الماضي.

وبثت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» نبأ اغتيال جمو قائلة إنه «في إطار استهدافها للكوادر والعقول والخبرات الوطنية اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة الدكتور محمد ضرار جمو» في جنوب لبنان.

وأكدت القيادة القطرية لحزب «البعث العربي الاشتراكي» أن «اغتيال المجموعات المسلحة الاعلامي محمد ضرار جمو ومن معه في لبنان يعكس الطبيعة الإجرامية والحقد غير المسبوق والتفكير البدائي الاقصائي الذي يحكم بنية وطبيعة وثقافة تلك العصابات ومن يدعمها ويحتضنها ويوفر لها البيئة الحاضنة والتغطية على جرائمها».

وأشارت القيادة القطرية في بيان لها إلى أن «الجريمة التي ارتكبت تعد فعلا من أفعال الإرهاب الموصوف والاعتداء المباشر على حرية التعبير وإبداء الرأي التي تقرها وتحترمها كل الشرائع والقوانين الدولية وتضعها الشعوب المتحضرة المتمدنة في أولويات نسق قيمها ونواميسها».




صور (ا ف ب)



 

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 04:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2421.htm