- كلنا نعرف اوضاع العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي محمدا صلى الله عليه واله وسلم ، وكيف كانت احوالهم السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، فمن الناحية السياسية كان العرب في حالة تمزق ليس له نظير ولم يكن لهم اي كيان سياسي مستقل او قوي يجمعهم ويحفظ مصالحهم ويحميهم من اطماع الامبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية ، بل كان العرب تحت وطأة الرومان والفرس.

- كلنا نعرف اوضاع العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي محمدا صلى الله عليه واله وسلم ، وكيف كانت احوالهم السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، فمن الناحية السياسية كان العرب في حالة تمزق ليس له نظير ولم يكن لهم اي كيان سياسي مستقل او قوي يجمعهم ويحفظ مصالحهم ويحميهم من اطماع الامبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية ، بل كان العرب تحت وطأة الرومان والفرس.
الأربعاء, 10-يوليو-2013
بقلم /د.عبده البحش -

كلنا نعرف اوضاع العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي محمدا صلى الله عليه واله وسلم ، وكيف كانت احوالهم السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، فمن الناحية السياسية كان العرب في حالة تمزق ليس له نظير ولم يكن لهم اي كيان سياسي مستقل او قوي يجمعهم ويحفظ مصالحهم ويحميهم من اطماع الامبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية ، بل كان العرب تحت وطأة الرومان والفرس.

اما من الناحية الثقافية فلم يكن للعرب اثر ثقافي يذكر او فعل ثقافي مؤثر او منافس للثقافات السائدة في تلك الفترة وخاصة الثقافة الرومانية والثقافة الفارسية وأيضا الثقافة اليهودية التي كانت منتشرة في تلك الفترة على نطاق واسع في بلاد العرب مثل اليمن ويثرب وخيبر وغيرها من المناطق العربية الاخرى ، وكان العرب حينها يتميزون بالشعر العربي فقط لكنه بقي محصورا في اوساط القبائل العربية.

ومن الناحية الدينية كان العرب في جاهلية عمياء يعبدون الاصنام وكان لكل قبيلة اصنامها يعبدونها من دون الله ويضعون تماثيل لها حول الكعبة في مكة المكرمة تعظيما لتلك الاصنام وتوقيرا لها باعتبارها الهتهم المقدسة رغم انها احجار صماء لا تضر ولا تنفع ، وكان الجامع الديني والرابط الروحي الوحيد الذي يجمع العرب ان ذاك هو الحج الى بيت الله العتيق الكعبة المشرفة بمكة.

اما من الناحية الاجتماعية فقد كانت اوضاع العرب غاية في البؤس والتعاسة والشقاء ، حيث كانت كل قبيلة تغير على القبيلة الاخرى تقتل الرجال وتنهب الاموال وتسبي النساء دون ادنى رحمة او شفقة او انسانية او حياء ، وكان اللصوص والصعاليك ينتشرون في كل مكان يمارسون اعمال التقطع والقتل والنهب والسبي للنساء والاطفال.

تلك هي اوضاع وأحوال العرب في الجاهلية كانت جحيما لا يطاق حتى بعث الله رسوله الكريم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فغير به حياتهم رأسا على عقب اخرجهم من الظلمات الى النور ومن عبادة الاصنام الى عبادة الله ومن ضيق الدنيا الى سعة الاخرة ، فوحد صفوفهم ولم شملهم وآخا بينهم وجعلهم امة القران يباهون به كل الامم والشعوب ، حيث استطاعوا بفضل هديه ووعده لهم التغلب على ملوك فارس وملوك الروم وفتح الله لهم الدنيا مشارقها ومغاربها.

لكن العرب مع الاسف الشديد فرطوا وغيروا وبدلوا فحق عليهم قوله تعالى نسوا الله فأنساهم انفسهم ، حتى اصبح حالهم اليوم اكثر بؤسا واشد تعاسة وشقاء مما كانوا عليه في الجاهلية ، فسلط الله عليهم اليهود والنصارى ينهبون خيراتهم وثرواتهم ويفرضون عليهم وصايتهم وهيمنتهم ، يزرعون الفتنة بينهم ويجعلونهم يتناحرون فيما بينهم كما هو حاصل الان في افغانستان والصومال والعراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن ....الخ.

لقد استطاع اليهود والنصارى اختراق الدين الاسلامي نفسه لدرجة انهم اوجدوا لنا رجال دين يأتمرون بأمر امريكا وإسرائيل ويقودون المسلمين الى حروب باسم الدين ضد الاتحاد السوفيتي وضد روسيا ويوغسلافيا رغم ان تلك الحروب في حقيقتها حروب بالوكالة عن امريكا وإسرائيل.

واليوم ها نحن نعيش مع حروب جديدة باسم الدين وبمزاعم الجهاد في سوريا لتدميرها وتدمير جيشها خدمة لأمريكا وإسرائيل ، بعد ان تم تدمير الجيش الليبي والدولة الليبية خدمة لإسرائيل وأمريكا وأوربا وهم الاكلة التي تتداعى على قصعتها كما اخبرنا رسول الله في الحديث الشريف ، وها نحن اليوم نشهد بداية معركة جديدة في مصر سيكون ضحيتها الجيش المصري بالتأكيد لان ذلك هدف استراتيجي اسرائيلي امريكي ولكن التدمير سيتم بأيادي عربية وتحت مبررات دينية وفتاوى جهادية خدمة لإسرائيل وأمريكا مثلما يحدث الان من تدمير وحرب شعواء على حزب الله بفتاوى وتحريض ديني عجيب وغريب اغرب من جاهلية العرب الاولى وكأننا امام مشهد وصورة مطابقة لغزوة الاحزاب عندما تحالفت قبائل العرب الجاهلية مع يهود خيبر للقضاء على دعوة الاسلام واطفاء نور الله وقتل المسلمين وقتل نبيهم محمد رسول الله.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2340.htm